الدهر أبدل راحتي بعناء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الدهر أبدل راحتي بعناء لـ عائشة التيمورية

اقتباس من قصيدة الدهر أبدل راحتي بعناء لـ عائشة التيمورية

الدَهرُ أَبدل راحَتي بِعَناء

وَاِعتاضَ صَفو تَنعمي بِشَقاء

وَبَدا الزَمانُ اِلى العُيونِ بِمَظهَر

يَقضي بِمَزج دُموعِها بِدِماء

آلي لِيَختَطِفَن أَفئِدَة الوَرى

يَومَ المُصاب وَبر في الايلاء

مِرآتُهُ طَمَسَت وَأَصدَأَ وَجهَها

مِن بَعدِ سعدت بِطول جَلاء

وَلَطالَما اِكتَحَلَت عُيونُ أَولى النُهى

مِن غَدرِهِ بِمَصائِبِ وَبَلاء

وَلَكَم يَفوقُ لِلقُلوبِ نباله

وَلَكَم يشق مَرائِرَ النُبَلاء

حَجُبت بَوارِق غيث أَنواءِ الهُدى

عَن عَين كل مؤمل أَورائى

كَذبت لَوامع كل صبح صادِق

مُذ غابَ شَمس العِلم في الضَيراء

فَتَحزن العُلماء وَلتَأسف عَلى

يَنبوعِ فَضل العِلمِ وَالعُلَماء

وَليَفرَح الجَهلُ المُبيد وَأَهلَه

وَليَجعَلوا مَسراه لَيل هَناء

وَليَسعد المَغرور مِن أَعوانِهِم

فَاليَومَ راقَ الحَي لِلجُهَلاء

تَبت يَدا زَمَن دَهانا صَرفُهُ

بِفُراقِهِ في لَيلَة لَيلاء

لِما تَغَيَّب نير الدين الَّذي

اِنوارُهُ يَنبوع كُل ضِياء

صدقت اِن الشّافي قَضى وَما

صَدقت قَبل تَغيب السقاء

بَحر التفقه كَنز اِرشاد الوَرى

رَب الفَخار وَواحِد البَلغاء

شَجن عَرى الاِسلام بِالظَمَأ الَّذي

حَل العَرى بِضَمائِرَ العُلَماء

وَشَعائِرَ الدينِ القَويمِ بَدا بِها

أَثر الهُلوعِ فَمن لَها بِعَزاء

أَروى أَفانين العُلوم بغيثه

وَلَكم سَقى مِن رَوضَةِ غَنّاء

وَلَطالَما قَد أَبرات أَفكارَه

أَمراض قَلب بِالضَلالَة ناء

أَضحَت حَصيداً أَرض أَزهرنا الَّتي

كانَت بِهِ كَالدَوحَةِ الخَضراء

تَشكو الاِوام وَما لَها من مطفىّ

مُذ غابَ سَقاء العلى بِالماء

ما حال آماق العُيون وَقَد رَأَت

شيخ المَشايِخ غابَ في الغَبراء

لَم لا تَفيض عَزيز مَدمَعِها الَّذي

يُزرى بسح المزنة الوَطفاء

حق عَلى الآماق يَوم فُراقِهِ

أَن لا تَضن بِذِئب الاِحشاء

عَينُ العُلومِ بَكَت دَما لما رَأَت

اِنسانَها مُتهرا لخيفاء

لَو اِن كَتب العِلم تَقدر فقده

لَتَبَددت مِن لَوعَةِ وَعناء

وَأَرى عطارد بات يَكتب جاهِرا

آثار فِرقَتِهِ عَلى الجَوزاء

دَهَشَت عُيون أَولى النهى مُذ أَبصَرَت

شَمسُ العُلومِ تَغيب في الداماء

كَم قَلَبته يَدُ السِقام وَلم يَقل

أَو لما يُلقى مِنَ الضَرّاء

وَلَطالَما لاقى الصُروف وَلَم بل

مِن مَعشَرِ الحُكَماء كَيف دَوائي

أَدى فَريضَة عِلمِهِ بِحَقيقَة

حَتّى قَضى مُتَوَحِّشاً يَثناهُ

نادى بِشير القُرب طب نَفسا فَقَد

طابَ الرَحيل اِلى ديار بَقاء

سَمع النِداء دجى فسلم نَفسه

عَن طيبِها لِمُبشِر بَلقاء

أَرواح عُشّاق العُلوم تَهَيَّأَت

لِقُدومِهِ ببرازخ السُعَداء

وَتَعَطَّرَت غُرف الجِنان وَغَرَّدَت

فيها بَلابِلُها بِحُسنِ غِناء

وَرَقى اِلى اِعلى مَنازِلَ حَظِّهِ

لِما اِستَوى بِمَراتِبَ الشُهَداء

هُوَ في نَعيمٍ دائِم لكِنَّنا

لِبِعادِهِ في شِدَّةِ البُأَساء

قَلبي عابَهُ غَدا كَجَمراتِ الغَضى

وَالوعتى من حره وَشَقائي

فَلأَذرقن أَسى عَلَيهِ مَدامِعي

ما دمت عائِشَة بخدر فَنائى

شرح ومعاني كلمات قصيدة الدهر أبدل راحتي بعناء

قصيدة الدهر أبدل راحتي بعناء لـ عائشة التيمورية وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن عائشة التيمورية

عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور. شاعره أديبة من نوابغ مصر كانت تنظم الشعر بالعربية والتركية والفارسية مولدها ووفاتها بالقاهرة تزوجت بمحمد توفيق بك الإسلامبولي فانتقلت معه إلى الأستانة سنة 1271هـ‍. وتوفي والدها سنة 1289هـ‍ وبعده زوجها سنة 1292هـ وعادت إلى مصر فعكفت على الأدب ونشرت مقالات في الصحف وعلت شهرتها. وهي شقيقة أحمد تيمور باشا. لها (حلية الطراز -ط) وهو (ديوان شعرها العربي) و (نتائج الأحوال -ط) في الأدب.[١]

تعريف عائشة التيمورية في ويكيبيديا

عائشة التيمورية (1840-1902) هي عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور، شاعرة مصرية ولدت في أحد قصور «درب سعادة» وهو أحد أحياء الدرب الأحمر حين كانت تلك المنطقة مقرًا للطبقة الأرستقراطية ولعائلاتها العريقة، وهي ابنة إسماعيل باشا تيمور رئيس القلم الإفرنجي للديوان الخديوي في عهد الخديوي إسماعيل (يعدل منصب وزير الخارجية حاليًا) ثم أصبح رئيسًا عامًا للديوان الخديوي، كان اسم والدتها هو ماهتاب هانم، كانت شركسية تنتمي للطبقة الارستقراطية، وهي أخت العالم الأديب أحمد تيمور ولكن من أم أخرى هي مهريار هانم شركسية الأصل أيضًا، وعمة الكاتب المسرحي محمد تيمور، والكاتب القصصي محمود تيمور.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عائشة التيمورية - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي