الدهر حرب بالرزايا الفجع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الدهر حرب بالرزايا الفجع لـ محمود قابادو

اقتباس من قصيدة الدهر حرب بالرزايا الفجع لـ محمود قابادو

الدهرُ حربٌ بالرزايا الفجّعِ

وَبنوهُ نهبٌ لِلمنايا الشرّعِ

وَنوائبُ الأيّامِ لا تنبو ولا

تَكبو وَليسَ وراءها من مفزعِ

تُخني تخونُ تمينُ تمني لا تفي

تُغري تغرُّ تبيحُ كلّ ممنّعِ

إِن كانَتِ الأيّامُ أعماراً لنا

فَبَقاؤُنا لتحسّر وتوقّعِ

جورُ الزمانِ معَ الحياةِ وعدلهِ

في الموتِ قاضٍ باِختيار المصرعِ

وَيحَ النفوسِ قد اِبتلاها ربّها

حيثُ اِدّعت وكذاكَ شأنُ المدّعي

رُدّت لأسفلَ سافِلين طبيعةً

وَهَوىً وَكانَت في المقامِ الأرفعِ

فُطِرَت عَلى التنزيهِ ثمّ تورّطت

بمضائقِ التشبيهِ لو لم تدّعِ

عَمِيَت مسالكَها وَلو لم تغترب

كانَت أدلّ منَ القطا للمهيعِ

وأشدُّ ما بُلِيَت بِه فقدانها

أهلَ العلومِ وكلّ فذّ أروعِ

كالعالمِ العلّامةِ الفهامةِ ال

برّ التقي الماجد المتورّعِ

صدرِ الشريعةِ تُرجمان لسانها ال

بحرِ المحيط بدرها المتنوّعِ

مُغني اللّبيبِ عنِ الكتابِ مفصّل ال

جُمل اللبابِ بكلّ معنى مبدعِ

كشّافِ أسرارِ البلاغةِ قطبِ أف

لاكِ المعارفِ والعلوم النفّعِ

ظَفِرت يدُ الأيّامِ منهُ بماجدٍ

حبرٍ سريٍّ أريحيٍّ أَلمعي

عَضّتهُ آسفةً عليه كأنّما

عَضّت بنانَ النادمِ المسترجعِ

جادَت بهِ واِستَرجَعته وربّما

جادَ البخيلُ لخشية أو مطمعِ

كانَ الطويلَ ذراعُهُ العالي الذرى

فَاِستَنزلته إِلى ثلاثة أذرعِ

فَاِستَأنست منهُ القبور وَأَوحشت

منهُ المساجدُ ذات تفجّعِ

يا دَهرُ مَن للعلمِ من لِلفضائلِ

أَبقيتَ بعدَ نضوبِ ذاك المشرعِ

عاجَلتَنا وَعثيتَ فينا فاِتّئدِ

هَل بَعد مصرع بيرم من مصرعِ

جُرثومةُ المجدِ الأثيلِ ودوحَة ال

أصل الأصيل هوت بريح زعزع

للّه ما أَورى الترابُ وَما حوى

مِن سؤددٍ ومكارمٍ في بلقعِ

وَمهابةٍ ملءَ القلوبِ ونضرةٍ

ملءَ العيونِ وطرفة للمسمعِ

يا قَبرُ أنتَ الآنَ روضةُ جنّةٍ

مَن مرّ حولكَ فليزر وليرتعِ

يا قبرُ إنّكَ قَد سُقيتَ بوجههِ

فَاِشكرهُ وَاِستبشر بهِ وتوسّعِ

يا قبرُ كيفَ سعدتَ أنتَ بقربهِ

دونَ البقاعِ فكنتَ أكرم موضعِ

يا قبرُ أيُّ وديعةٍ أودعتها

فَكن الأمينَ وخف من المستودعِ

يا قبرُ تفترشُ الترابَ لجنبهِ

وَلخدّهِ أخشِن به من مضجعِ

يا قَبرُ لا تبلغ إِليه مُصابنا

فَتروعُه قَد كان غير مروّعِ

يا قبرُ مَن للمُعضلات فليلُها

داجٍ وبدرُ كمالهِ لم يطلعِ

يا قبرُ إنّك إن طَويتَ علومهُ

لَم تطوِ نشرَ ثنائه المتضوّعِ

يا أيّها الجبلُ المنيفُ بقربهِ

طاوِل بهِ ما شئتَ تعلُ ويخضعِ

ناهيكَ مِن علمٍ عَلى علم ومن

شمسٍ مناظرةٍ لقطب أرفعِ

يا أيّها الناعية دونكَ درّةً

شنّف بِها آذان أهلِ المجمعِ

بَيتاً يقالُ لِسامعيه تأمّلوا

كَم مِن خبايا في الزوايا الأربعِ

يَحوي بنصفيهِ ومهملهِ ومع

جَمِهِ منَ التاريخِ أيّ مصنّعِ

مَثواكَ بيرمُ في ربيع الأوّل

روضٌ مِنَ الجنّات أنكه مربعِ

زُفّت إليكَ عرائسُ البشرى برض

وانِ المهيمن في حِماه الأرفعِ

وَوَضعتَ عَن كتفيك أعباءَ الأما

نَةِ غَير مشتطٍّ وغير مضيّعِ

نَبكي فراقكَ عالمينَ بأنّه

عودٌ إِلى الوطنِ الرحيبِ الأوسعِ

فَاِذهَب حميداً مطمئنّ النفسِ مر

ضيّاً لربّك راضياً بالمرجعِ

خَلّفتَ فينا مكرماتٍ قَد هَوى

عَنها الرواقُ كأنّه لم يرفعِ

لا بَل ترَكت لها عماداً قائماً

يَسمو بِها فكأنّما لم تخضعِ

فَرعٌ لِدوحةِ مجدكَ السامي إذا

نَزعَت به تلك السجايا ينزعِ

قَد قامَ وَالأحزانُ تقصده لها

إِذ لاتَ حينَ تحزُّن وتوجعِ

مَهلاً أَبا عبدِ الإله فَلست في

هَذا المصابِ بأوحد لم تشفعِ

إِنّا رُزِئنا ما عَلِمت وَما لها

أَحدٌ سِواك فقم بقلبٍ أطمعِ

وَلَقد رَأَيناك الحريَّ بِنيلها

رأيَ الفراسةِ قبلَ فطم المرضعِ

أوتيتَ أَجر الصابرينَ وحزت فض

لَ الشاكرين فقرّ عيناً واِهجعِ

فلما علمت على التجمّل باعث

فَاِستفتِ نفسكَ في عزائك واِسمعِ

بَيتانِ خيرُهما الأخيرُ توارداً

إِذ قيلَ نجمٌ قَد هَوى في موقعِ

وَسَما إِلى الفُتيا محمّد بيرم

خلفاً لِوالدهِ رصيد المنزعِ

فيهِ تجدّ للسرورِ معاهدٌ

وَيكونُ للأحزان حسن المقطعِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة الدهر حرب بالرزايا الفجع

قصيدة الدهر حرب بالرزايا الفجع لـ محمود قابادو وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن محمود قابادو

محمود بن محمد قابادو أبو الثنا. نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة. برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين. ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.[١]

تعريف محمود قابادو في ويكيبيديا

محمود بن محمد قابادو (1230هـ=1815م - 3 رجب 1288هـ= 7 سبتمبر 1871م) مصلح تونسي. كان كاتبًا وباحثًا في الدراسات القرآنية، وعالمًا إسلاميًا، ومدرسًا من الطبقة الأولى في مدرسة جامع الزيتونة. عمل الشيخ محمود قابادو قاضيًا ثم مفتيًا في تونس. ولد محمود بن محمد قابادو في تونس سنة ونشأ في أسرة أندلسية الأصل لجأت إلى تونس في بداية العهد العثماني في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، ثم نزح والده إلى العاصمة تونس حيث كان يعمل في صناعة الأسلحة. تنقل لطلب العلم بين مصراتة في ليبيا وإستانبول ومكث في الأخيرة أربع سنوات عاد بعدها إلى تونس وعين مدرسا بمدرسة باردو الحربية (المكتب الحربي). كان يحبب تلاميذه للترجمة من الفرنسية. انتقل قابادو إلى جامع الزيتونة حيث عين مدرسا من الطبقة الأولى، عين قاضيا لباردو عام 1277 هـ ثم عين في منصب الإفتاء عام 1285 هـ. له ديوان شعر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمود قابادو - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي