الدهر لم يبرح علينا جانيا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الدهر لم يبرح علينا جانيا لـ الشيباني الموصلي

اقتباس من قصيدة الدهر لم يبرح علينا جانيا لـ الشيباني الموصلي

الدَّهرُ لم يبرحْ علينا جانياً

والموتُ يأبى أن يكونَ مُراعيا

والمرءُ في الدّنيا تراهُ معذَّباً

من جورِ دهرٍ لا يزالُ مُلاويا

لكنَّه بحبالِها متمسكٌ

جهلاً وعنْ عوراتِها متغاضيا

للَّهِ أمرُ الخلقِ فيما قدْ قَضى

ربٌّ تعالى لمْ يزلْ مُتعاليا

اسمعْ أخا الإنصافِ منّي والتقطْ

دُرراً وكنْ لي يا خليلي واعيا

ما هذهِ الدّنيا بدارِ إقامةٍ

كلّا ولا تُبدي نعيماً باقيا

بلْ كلُّ منَْ فيها غريبٌ نازحٌ

عنْ دارِهِ يقفو الهوى مُتلاهيا

هيَ دمنةٌ خضراءُ لكنْ قدْ حَوتْ

للناظرينَ عقارباً وأفاعِيا

من عهدِها ما حلَّ فيها امرؤٌ

إلّا ترحَّلَ من عَناها شاكيا

ما تنظرُ الإنسانَ فيها راكباً

إلّا تراهُ بعدَ حين ماشيا

أو أنْ تراهُ ضاحكاً في لحظةٍ

إلّا ويغدو مِن بَلاها باكيا

تبّاً لها دار البلى من طبعِها

لم تُلفِ فيها مِن جفاها صاحيا

كم عفَّرَتْ بالتُّربِ وجهاً أبيضاً

كم غيَّبتْ في الأرضِ بدراً ساريا

بل أينَ عبدُ الحيِّ مؤنسُ وحشتي

مَنْ كان للنظمِ الرقيقِ مُعانيا

غوَّاصُ في بحرِ المعارفِ مُخرجٌ

منهُ العقود الفاخراتِ معانِيا

شحرورُ أهلِ الشامِ بلبلُ دوحِها

مَنْ حازَ في فنِّ البديعِ مَعاليا

ما بالُ ربعِ الأنسِ أصبحَ دارساً

مِنْ بعدهِ ومنَ اللَّطائفِ خاليا

ما لي أرى غُصنَ الكمالِ تغيَّرا

مِن بعدِ ما قدْ كان يزهُو حاليا

أمْ أينَ فاخت شامِنا وهزارُها

ما لي أراهُ لا يجيبُ نِدائيا

أوّاه قد نزلَ الحِمامُ بجِسمهِ

وطواهُ حتَّى لا يردَّ سَلاميا

فعليهِ رحمةُ ربِّنا من كاملٍ

نظمَ اللآلئَ بالقريضِ قوافِيا

ما طرَّزَ الريحانُ روضَ شقائقٍ

وغدا لها كالعارضينِ حواشيا

أو صافحتْ أيدي النسيمِ عشيّةً

أغصانَ بانٍ في الرياضِ زواهيا

أمحمَّدٌ لا تحزننَّ فإنَّه

في جنَّة الفردوسِ يرتعُ زاهيا

قد قلتُ لمَّا أنْ قضى في جلَّقٍ

وانسابَ للدّنيا الدنيّةِ ساليا

تَاللَّهِ قد أمسى بفضلِ إلهِنا

تاريخُه باللَّهِ حيَّاً راضيا

شرح ومعاني كلمات قصيدة الدهر لم يبرح علينا جانيا

قصيدة الدهر لم يبرح علينا جانيا لـ الشيباني الموصلي وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن الشيباني الموصلي

الشيباني الموصلي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي