الدين ما جعل السلام شعارا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الدين ما جعل السلام شعارا لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة الدين ما جعل السلام شعارا لـ أحمد تقي الدين

الدينُ ما جعلَ السلامَ شِعارا

وأقالَ فينا كَبوةً وعِثارا

وأزاحَ عن وجه الحقيقة بُرقعاً

وأقامَ في وجه الضلال سِتارا

تتباينُ الآراءُ في نزعاته

والكلُّ يعبُدُ واحداً قهّارا

رفعوا له فوق الثراء معابداً

وإلى الثُّريا قُبّةً ومَزارا

ومِن البريّة مَن تَخازر طرفُه

فرأى الحياة حرارةً وبُخارا

فأعوذُ ممّا يزعمون وليتَهم

نهجوا الصوابَ وجانبوا الأَوزارا

فاللّه حقٌ والشريعةُ نورُه

ومن استنارَ يُبلَّغُ الأَوطارا

والدينُ في هذا الوجودِ مَنارةٌ

وَسْطَ الدُجنَّةِ تُرسل وأنوارا

والكونُ بحرٌ والخليقةُ رحَّلٌ

ركبوا الحوادثَ وابتغوا أَسفارا

يتساجلون ولا يقرُّ قرارهم

أَرأَيتَ للبحر المحيط قَرارا

يتشوّفون إلى الثغور وفيهمِ

حَسَرٌ بنى دون الثغور جدارا

يردون أبحار الوجود وحسبُهم

بأُجاجه لا يَنقعون أُوارا

فالمدُّ آمالٌ نوتِّرُ قوسَها

والجزرُ يأسٌ يقطعُ الأوتارا

إن الحياةَ سفينةٌ مخرت بنا

بحرَ المنى وأقلّت الأعمارا

تنسابُ في صدر العُباب كأرقمٍ

بين الخمائل يَنشد الأَوكارا

تقتادُها الأهواءُ وهي عواصف

وتُديرُها الالباب وهي سكارى

فمِن الهوى ما لا يَردُّ جِماحَها

ومن الحِجى ما يَدفع التيّارا

يا وارداً ثغرَ الحياةِ وثغرُها

ساقٍ يُدير على الأَنام بوارا

هل في الكؤوس ثُمالةٌ تُروي الظما

فنسوغَها ونغالبَ الاقدارا

هيهاتِ وصلٌ والسعادة ظبيةٌ

إن زدتها قُرباً تزدك نِفارا

لكن بصدري جنّةٌ وجهنّمٌ

أَوَلم ترَ النيرانَ والأَنهارا

فإذا صدقتُ أرى بنفسيَ

جنةً وإذا كَذَبتُ أرى بنفسيَ نارا

والنفسُ كالمرآة تَحسنُ إن صفت

أَو كُدّرت فجمالُها يتوارى

والدينُ ما زرعَ الضميرُ وجادَه

غيثُ الصوابِ فأَنبتَ الأبرارا

والقائمون بأمره عَصَبُ التُّقى

الطالبون إلى السعادة دارا

اللابسون على المسيحِ حِدادَهم

اللابسون من السلام دِثارا

ورئيسُهُم في صدر رومةَ خادرٌ

كالليث يحملُ للصلاح مَنارا

يرعى خِرافَ مسيحه بعصا الهُدى

ويباركُ الأبرار والأَطهارا

ويمدُّهم بكماله فكأَنه

شمس تمدّ بنورها الأقمارا

فاهنأْ بيوبيلٍ توشَّحَ تاجُه

ذهباً وفاخِرْ إن رضيتَ فَخارا

نثرتْ بلمّتِك الليالي فِضّةً

ونظمتَ في جيد الزمانِ نُضارا

فاجعلْ شعارَك رحمةً ومودَّةً

فالدينُ ما جَعلَ السلامَ شِعارا

شرح ومعاني كلمات قصيدة الدين ما جعل السلام شعارا

قصيدة الدين ما جعل السلام شعارا لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي