الذنب ذنبك والقصاص على الشقي
أبيات قصيدة الذنب ذنبك والقصاص على الشقي لـ خليل الخوري

الذَنبُ ذَنبَكَ وَالقَصاصُ عَلى الشَقي
وَاللَهُ مثلكِ في الهَوى لَم أَلتَقي
أَخلَفتِ مِيعادي وَخالَفتِ الهَوى
وَلما غَضبتِ عَلى الخَليل الأَصدَقِ
وَأَضَعتِ حَقي تَدعين ضَلالَةً
في مَسلَكي مِن لي بِحُكم مُحقَقِ
كلفي جَهَلتِ وَما اِكتَرَثتِ بِفاقَتي
وَحَسبتِ ذُلي خِدعَةَ المُتَمَلِقِ
وَحَرَقتِ قَلبي وَهُوَ حَولَكِ حائِمٌ
مِثلَ الفَراشِ يَجنُّ إِن لَم يَحرِقِ
لَما أَتَيتَكَ خاشِعاً قابَلَتني
عَوض الرِضى سَخطاً بِطَرفٍ مُطرَقِ
فَغَدَوتُ أَنخزهُ بِمهمازِ الهَوى كَي
يَستَفِزَّ مُلَبياً لِتَعَلُقي
عالجَتهُ لِيهبَّ في وَثباتِهِ
وَثَباتُهُ مثل القَضاءِ المُطبَقِ
ماذا اِعتَراهُ وَما اِعتَراكَ اليَفتي
أَينَ اِعتَزَلتِ بِلُطفِكِ المُتَدَفِقِ
مالي أَراهُ لا يَمُنُّ بِنَظرَةٍ
وَأَراكِ بِالمَسلوبِ لَم تَتَرَفَقي
أَحبَستِهِ لِيكُفَّ عَن سَرِقاتِهِ هُوَ
يَركَب الأَوزار إِن لَم يَسرِقِ
أَم أَنتِ في شُغلٍ وَرَأسُكَ مُطرَقٌ
لِلأَرض يَنعشها بِطَرفٍ مُحدَقِ
أَم ضاعَ قَلبي في التُراب وَأَي مَتى
لاحَظتِهِ حِرصاً بِعَين مُدَقِقِ
أَم تُفَكرينَ بِحالِ صَبٍّ هائِمٍ
كَيفَ اِستَطاعَ الوَفد بَعدَ تَمَزُقِ
أَم هَل أَملَّك مَنظَري في الحَي أَم
لا تَرمُقين الصَبَّ إِن لَم يُشنَقِ
أَم تَنظُرينَ الأَرض شَذراً حَيثَما
عافَت قَتيلَكِ مِن مَقَرٍ ضَيّقِ
أَم أَنتِ مِن كَسَلٍ فَدَيتُكِ لَم تَشي
تَحريك طَرفَكِ بِالسِنان المُطلَقِ
أَم هَل أَراعَكِ لِلرَقيبِ تَوَسُطٌ
ما بَينَنا فَقَسَوتِ بَعدَ تَرَفُقِ
أَم خِفتِ مِني خَلعَ مُلكِكِ سائِباً
فَأَرَيتِ إِرهابَ المَليك المُطلَقِ
أَم أَنتِ في خَجَلٍ لِنَجلَكِ أَنَّني
لَما سَأَلتُكِ رُحتُ دونَ تَصَدُّقِ
أَم أَنتِ غَضَبي لا أَظُنُكِ غَيرَها
وَأَنا النَزيل رَمقتِ أَو لَم تَرمُقي
ها أَنَّني مُستَهدَفٌ لَكِ فَإِرفَعي
لَحظات طَرفَكِ وَإِرشَقي لا تَشفقي
أَو لا فَإِني قَد خَضَعتُ فَحَولي
عَني سِهامَكِ وَاشفَقي لا تَرشقي
ما أَنتِ راضِيَةً عَلَيَّ وَلا أَنا
راضٍ بِغَيرِ نَعيمِ وَصلَكِ فَارفِقي
ظَملآي لِثَغرِكِ أَنَّهُ حُلوُ اللَما
حُلوُ الرَضاب الحَيّ حُلوُ المَنطِقِ
لَم أَنسَ يَومَ أَتَيتُ بابَكِ قاصِداً
لُطفاً يَبردُ غلَّة المُتَشَوِقِ
وَيَدُ الصَبابَة لامَسَتكِ فَأَصبَحَت
تَروي ظماكِ بِمَدمَعي المُتَرقرِقِ
فَظَفرتُ فيكِ وَما ظَفَرتُ لِأَنَّني
ذُقتُ العَذابَ مِن الدَلالِ المُحرِقِ
وَهَصرتُ خَصركِ فَإِنثَنى مُتطائِراً
مني كَأَني قابِضٌ بالزَيبَقِ
وَضَمَمتُ صَدرَكِ لي فَكُنتِ غَزالَةً
نَفَرت وَقَد حَلفت بِأَن لا نَلتَقي
وَإِذا التَقَينا الآن مِن بَعد النَوى
فَأَشفي غَليل القَلب قَبلَ تَفَرُقِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة الذنب ذنبك والقصاص على الشقي
قصيدة الذنب ذنبك والقصاص على الشقي لـ خليل الخوري وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.
عن خليل الخوري
خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل. شاعر، كاتب وأديب ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة (حديقة الأخبار) سنة 1858م، ثم جعل مديراً للجريدة الرسمية ومطبعتها في سورية، فمديراً للأمور الأجنبية فيها. توفي في بيروت. وله ديوان شعر في ستة أجزاء وقصص ورسائل. له: (زهر الربى -ط) ، (العصر الجديد - ط) ، (السمير الأمين -ط) ، (الشاديات-ط) ، (النفحات-ط) ، (والخليل-خ) ، (النعمان وحنظلة) ، (مختصر روضة المناظر لابن الشحنة) .[١]
تعريف خليل الخوري في ويكيبيديا
خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل المعروف بـ خليل الخوري (1252 هـ - 1325 هـ / 1836 - 1907 م)، شاعر، كاتب وأديب ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة حديقة الأخبار سنة 1858 م، توفي في بيروت. وله ديوان شعر في ستة أجزاء وقصص ورسائل.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ خليل الخوري - ويكيبيديا