الشعر بعد مصابه بكبيره
أبيات قصيدة الشعر بعد مصابه بكبيره لـ معروف الرصافي
الشعر بعد مصابه بكبيره
في مصر جلّ مصابه بأميره
بيناه يبكي حافظاً بشهيقه
إذ قام يبكي أحمداً بزفيره
لم يقض بعض حداده لنصيره
حتى أحدّ أسىً لفقد مجيره
ما إن خبت في الأفق شعلة ناره
حتى انطوت في الجوّ لمعة نوره
بالأمس ظلّ مرزأً بمبينه
واليوم بات مفجّعاً بمنيره
أخذت فرزدقه المنون وضاعفت
جلّى مصيبته بأخذ جريره
رزآن ملتهبان قد نضحتهما
عين العلا من دمعها بغزيره
فالشعر بعدهما استطال بكاؤه
وتموّجت بالحزن كل بحوره
وهزاره ترك الصداح وليثه
أمنت أعاديه سماع زئيره
يا نيّراً فجع القريض بموته
فبكته عين وزينة وكسيره
وخلت سماء الشعر بعد أفوله
من مشرقات شموشه وبدوره
ومؤمّراً لم تنتقض بوفاته
في الشعر بيعته على تأميره
إذ لن يقوم نظيره من بعده
هيهات أن تأتي الدنى بنظيره
لك في الخلود مكانة ما نالها
فرعون في ديماسه وحفيره
إن الدفين مضمّخاً بحنوطه
دون الدفين محنّطاً بشعوره
إن المتوّج فوق عرش ذكائه
يعلو المتوجّ فوق عرش سريره
ما مات من تركت لنا أقلامه
صوراً خوالد من بنات ضميره
صوراً تمثّل ذاته وصفاته
حتى يقمن لنا مقام نشوره
فكأنه وهو الدفين بقبره
حيّ يعيش بحزنه وسروره
وكأنه في القوم ساعة حفلهم
متكلّم بنظيمه ونثيره
لأبي علي من قريحة شعره
وحي أتى من جبرئيل شعوره
كم قد رمى الغيب الخفي فؤاده
بذكائه فأصاب كشف ستوره
وتصوّر المعنى الدقيق فردّه
كالصبح منفلقاً أوان ظهوره
يأتيك بالمعنى الجميل قد اكتسى
من وشي سندس لفظه وحريره
فالشعر قد دكّت جبال فنونه
إذ موت شوقي كان نفخة صوره
يا راجلاً ترك القوافي بعده
محتاجة المحيا إلى تفكيره
لهفي على ذيّالك القلم الذي
يتطرب الأرواح لحن صريره
الشعر كنت أميرة وسميرة
فمن المسامر بعد فقد سميرة
حّررته من رقّ كل تصنّعٍ
فبدت فنون الحسن في تحريره
سخّرت من أوتاره ما لم يكن
ليطيع غيرك قطّ في تسخيره
ولكم شدوت بنغمة من بمّه
ولكم صدحت بنغمة من زيره
تتمايل الأبدان في إنشاده
طرباً وليس يملّ في تكريره
يا أهل مصر عزاءكم فمصابكم
أمر قضاه الله في تقديره
الشعر قد ثلّت بمصر عروشه
بوفاة سيده وموت أميره
علمان من أعلامه كانا به
يتنازعان السبق في تحبيره
لكليهما الهرمان قد خشعا أسىً
والنيل مدّ أنينه بخريره
شرح ومعاني كلمات قصيدة الشعر بعد مصابه بكبيره
قصيدة الشعر بعد مصابه بكبيره لـ معروف الرصافي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.
عن معروف الرصافي
معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق) ، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918) ، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936) ، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير.[١]
تعريف معروف الرصافي في ويكيبيديا
معروف الرُّصَافِي (1292 - 1365 هـ / 1875 - 1945 م) أكاديمي وشاعر عراقي.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ معروف الرصافي - ويكيبيديا