الصبر إلا في فراقك يجمل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الصبر إلا في فراقك يجمل لـ ابن أبي الحديد

اقتباس من قصيدة الصبر إلا في فراقك يجمل لـ ابن أبي الحديد

الصبر إلا في فِرَاقِكَ يجمل

والصعبُ إلا عن ملالكَ يَسهلُ

يا ظالماً حكَّمتهُ في مُهجَتي

حَتّامَ في شرع الهَوى لا تعدلُ

أنفَقتُ عُمري في هَواكَ تكرُّماً

وتضنُّ بالنّزر القليل وتَبخلُ

إن تَرمِ قَلبي تَصمِ نَفسكَ إِنهُ

لَكَ مَوطِن تَأوي إليه وَمنزلُ

أَتظنُّ أَني بالإساءة مُقلع

كيفَ الدّواء وقد أصيبَ المقتلُ

أعرض وصُدَّ وجُر فَحبك ثابت

بتنقل الأحوال لا يتنقَّلُ

واللَّه لا أسلوكَ حتى أنطوي

تَحتَ الترابِ ويحتَويني بالجندلُ

تَتبدَّلُ الدُّنيا وحُبُّكَ ثابتٌ

في القلبِ لا يفنى ولا يَتبدَّلُ

مَن لي بأهيفَ قد أقامَ قيامتي

خَدٌّ لَهُ قانٍ وطَرف أكحلُ

نشوانَ من خمر الصبا لا يسمع الش

شكوى ويصغي للوشاة فيقبلُ

مُتلوِّن متغيِّر متعتِّبٌ

مُتعنِّتٌ متمنِّع متدَلِّلُ

إن قلتُ متُّ من الصبابَة قال لي

ظُلماً وأَي صَبابةٍ لا تقتلُ

أو قلتُ قد طَال العذاب يقول لي

ما سوف تلقى مِن عذابكَ أطولُ

قَسماً بترب نِعاله فَمحاجِري

أبَداً بغير غباره لا تُكحلُ

وصَعيدُ بَيتٍ حَله فركائبي

تَسعى به دُونَ البيوت وترملُ

لأخالفنَّ عَوَاذِلي لو أنهُ

ممن يظل على هَواهُ ويَعدِلُ

ولأهتكَنَّ على الهوى سِتر الحيا

إنَّ الفضيحةَ في المحبةِ أجملُ

يَصفرُّ وجهي حين أَنظر وجههُ

خَوفاً فَيدركه الحياء فيخجلُ

فكأنَّما بِخدُودِه من حُمرةٍ

ظَلَّت إليها من دَمي تَتحوَّلُ

هو مُلبسي حُللَ الضنا ومُعلمي

من زلتي ما كنت منها أجهلُ

لولاه لم أرد الحياة ولم أقل

طلب الثراء من القناعة أجملُ

من أجله أخشى المماتَ وأتقي

ولأجله أرجُو الغنى وأؤملُ

أستعذِبُ التعذيب فيه كأنَّما

جُرَع الحميم هي البرود السلسلُ

لا فَرَّجَ الرَّحمنُ كربَةَ عَاشِق

طلب السُّلوَّ وخاب فيما يسألُ

لا تُنكروا فَيضَ الدُّموع فإنها

نفسي يُصعِّدُها الغرام المشعلُ

هي مُهجَتي طوراً تَحلل بالبكا

أسفاً وطوراً بالزَّفير تحللُ

يا كرخُ جادَ عليكَ مدرارُ الحيا

وسقى ثراكَ من الرَّواعدِ مُسبلُ

إن كان جِسمي عَنكَ أصبح راحلاً

كرهاً فَقلبي قاطِنٌ لا يرحلُ

ما رُمتُ بَعدكَ بالمدائنِ صبوةً

إلا ثنى الثاني هَواكَ الأولُ

أنا عَاذرٌ إن طُلَّ بعدَ طلاكَ لي

حُبّ دمٌ أو غازَلتني المُغزِلُ

يا راكباً تهوي به شَدَنيّةٌ

حرفٌ كما تهوي حصاة من علُ

هَوجاء تَقطعُ جَوزَ تيَّارِ الفلا

حتى تَبوصَ على يَديها الأرجُلُ

عُج بالغريّ على ضريحٍ حولَه

نادٍ لأملاكِ السماءِ ومحفلُ

فَمسبِّحٌ ومقدسٌ وممجدٌ

ومعظمٌ ومكبِّر ومهلِّلُ

والثم ثراه المسكَ طيباً واستلم

عيدانهُ قُبلاً فَهنَّ المندَلُ

وانظر إلى الدَّعواتِ تسعد عندهُ

وجُنود وحي اللَّه كيف تنزَّلُ

والنورُ يلمعُ والنواظِرُ شخَّصٌ

واللسنُ خرسٌ والبَصائر ذُهَّلُ

واغضض وغُضَّ فَثَمَّ سِرٌّ أعجمٌ

دقَّت معانيهِ وأمرٌ مشكلُ

وقلِ السلامُ عَليكَ يا مَولى الورى

نصّاً بهِ نَطقَ الكتابُ المنزلُ

وَخِلافَةً ما إِن لها لو لم تكُن

منصوصةً عن جيدِ مجدك معدلُ

عجباً لقومٍ أخروكَ وكعبكَ ال

عالي وخدُّ سِواكَ أضرَعُ أسفلُ

إن تمسِ مَحسوداً فسؤددك الذي

أعطيت محسود المحل مبجَّلُ

عضبٌ تحزُّ به الرقاب يمدُّه

رأيٌ بعزمتِه يحزُّ المفصِلُ

وعلومُ غيبٍ لا تنال وحكمةٌ

فصلٌ وحكمٌ في القضية فيصلُ

عَجباً لهذي الأرض يضمر تُربها

أطواد مجدك كيفَ لا تتزلزلُ

عَجباً لأملاكِ السماءِ يَفوتها

نظر لوجهكَ كيف لا تتهيلُ

يا أيها النبأ العظيم فمهتدٍ

في حبه وغواة قوم ضلَّلُ

يا أيُّها النار التي شبّ السنا

منها لموسى والظلام مجلِّلُ

يا فلكَ نوحٍ حيثُ كلّ بسيطةٍ

بحرٌ يمور وكلُّ بحرٍ جدولُ

يا وارثَ التوراةِ والإنجيل وال

فرقان والحكم التي لا تعقلُ

لولاك ما خلقَ الزمانُ ولا دجى

غِبَّ ابتلاج الفجر ليلٌ أليَلُ

يا قاتِلَ الأَبطالِ مجدك للعدى

من غربِ مخذمكَ المهنَّد أقتلُ

بذباب سيفكَ قَرَّ فارعُ طَوده

بَعدَ التأوُّد واستقام الأميلُ

إن كانَ دينُ محمدٍ فيه الهدى

حَقاً فحبكَ بَابُهُ والمدخلُ

لولاك أصبح ثلمة لا تُتقى

أطرافها ونقيصةٌ لا تكملُ

كم جَحفلٍ لِلجزءِ من أجزَائهِ

يومَ النزالِ يقلُّ قولكَ جحفلُ

أثوابهُ الزردُ المضاعفُ نَسجه

لكنهُ بالزَّاغبية مخملُ

يحيي المنيةَ منهُ طعنٌ أنجلُ

برحٌ محاجرهُ وضربٌ أهدلُ

نَهنهتُ سورَتهُ بِقلبِ قلَّبٍ

ثبتٍ يُحالفه صَقيلٌ مصقلُ

صلى عليكَ اللَّهُ من متسربلٍ

قمصاً بهنّ سواكَ لا يَتسربلُ

وجزاكَ خيراً عن نَبيك إنهُ

ألفاكَ ناصرَهُ الذي لا يُخذلُ

سمعاً أمير المؤمنينَ قصائداً

يَعنو لها بِشرٌ ويخضع جَروَلُ

الدُّرُّ من ألفاظِها لكنهُ

دُرٌّ له إبنُ الحديد يفصِّلُ

هيَ دونَ مدح اللَّه فيكَ وفوق ما

مدح الورى وعلاكَ منها أكملُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة الصبر إلا في فراقك يجمل

قصيدة الصبر إلا في فراقك يجمل لـ ابن أبي الحديد وعدد أبياتها أربعة و ستون.

عن ابن أبي الحديد

عبد الحميد بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد، أبوحامد، عز الدين. عالم بالأدب، من أعيان المعتزلة، له شعر جيد واطلاع واسع على التاريخ. ولد في الدواوين السلطانية، وبرع في الإنشاء، وكان حظياً عند الوزير ابن العلقمي. توفي ببغداد.[١]

تعريف ابن أبي الحديد في ويكيبيديا

عز الدين عبد الحميد بن هبة الله بن أبي الحديد هو أحد أبرز علماء وكتاب المعتزلة في عصره. من كتبه كتاب شرح نهج البلاغة. توفي في 656 هجرية الموافق لـ 1258 ميلادية.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن أبي الحديد - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي