العزم ينفذ ليس البيض والسمر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة العزم ينفذ ليس البيض والسمر لـ عبد المنعم الجلياني

اقتباس من قصيدة العزم ينفذ ليس البيض والسمر لـ عبد المنعم الجلياني

العَزمُ يَنفُذُ لَيسَ البيضُ وَالسُمُرُ

تِلكَ العَزيمَةُ مِنها هَذِهِ الأَثَرُ

فَتحٌ يُضَيِّقُ صَدرَ الكُفرِ شارِحُهُ

صَدرَ الهُدى فَالتَقَت بُشراهُ وَالنُذُرُ

كَأَنَّهُ سُحُبٌ تَرمي صَواعِقُها

أَرضاً وَيَنزِلُ في أُخرى بِها المَطَرُ

كَأَنَّ مِصرَ وَصورَ السورِ باطِنُهُ

فينا وَظاهِرُهُ فيهِمُ بِما كَفَروا

لَولا المَليكُ صَلاحُ الدينِ ما لَبِثَت

في مِصرَ أَن تُعبَدُ الصُلبانُ وَالصورُ

فَسَدَّ ثُغرَتَها وَاِشتَدَّ مُعتَمِداً

أَرضَ العَدُوِّ فَلَم يَلبَث بِها الظَفَرُ

يُبكي الفِرِندَ سُرورُ المُسلِمينَ كَما

يَطيبُ ثَوبٌ بِوَردٍ وَهوَ مُعتَصِرُ

جاءَت أَكابِرُهُم تَلقى مُكابَرَةً

فَأَلبَسَ الصُغُرُ ذاكَ الكِبرُ وَالكِبَرُ

وَاِستَلأَموا لتَرُدَّ البَأسَ لامَتهُم

وَلا يَرُدُّ مِجَنٌّ ما رَمى القَدَرُ

وَجهُ اللِعَينِ إِلى الدَوارومِ مُنضَغِطاً

وَلِلبَواتِرِ مِنهُ وَالقَنا الدُبُرُ

كَأَنَّ مُرّي يُبَكّي مُرَّ نَكبَتِهِ

عودٌ يُقَطِّرُ ماءً وَهوَ يَستعِرُ

ما كانَ يَحسَبُ أَنَّ اللَهُ يَقهَرُهُ

مِن مِصرَ إِذ هِيَ أُنثاهُ وَلا ذَكَرُ

قَد كانَ ذا طَمَعٍ فيها وَذا طُعَمٍ

فَعادَ يَأساً وَبَأَساً صَوبُهُ دِرَرُ

فَلَيسَ يَدري أَيَبكي شَجوَ مَملَكَةٍ

فاتَتهُ أَم خَوفَ ما يَخشى وَيَنتَظِرُ

وَغَزَّةٌ غَرَّةٌ الكُفرِ الَّذي وَطِئتُ

جَبينَهُ الغُزُّ لَم يَترُك لَها أَثَرُ

سالَ الحَرَمانِ فيها مائِرَينَ مَعاً

دَمٌ وَخَمرٌ وَلا كُفرٌ وَلا سَكَرُ

وَأُضرِمَت لَهَباً فيهِ العِدى جُثَثاً

كَأَنَّها وَهُم يَصِلونَها سَقَرُ

فَالحَمدُ لِلَّهِ هَذيِ نَعمَةً شَمَلَت

ديناً وَدُنيا فَلا عُذرٌ وَلا ذُعُرُ

أَبا المُظَفَّرِ فَاِهنَأ حَظَّ مُنتَخِبٍ

أُخرى الزَمانِ لِدينٍ كادَ يَنبَتِرُ

زَهِدتَ فيما سَبى الأَملاكُ مُنكَدِراً

عِلماً بِمُلكِ نَعيمٍ ما بِهِ كَدَرُ

وَطِبتَ نَفساً عَنِ الدُنيا وَزُخرُفَها

وَجِئتُ تُقَدِّمُ حَيثُ الهَولُ وَالخَطَرُ

فَأَنتَ لِلعُمَرَينِ ثالِثٌ وَرَعاً

وَعَزمَةً شَبَّ مِنها لِلهُدى عُمُرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة العزم ينفذ ليس البيض والسمر

قصيدة العزم ينفذ ليس البيض والسمر لـ عبد المنعم الجلياني وعدد أبياتها اثنان و عشرون.

عن عبد المنعم الجلياني

عبد المنعم بن عمر بن عبد الله الجلياني الغساني الأندلسي أبو الفضل. شاعر أديب متصوف، كان يقال له حكيم الزمان، من أهل جليانة وهي حصن من أعمال (وادي آش) بالأندلس. انتقل إلى دمشق وأقام فيها. وكانت معيشته من الطب، يجلس على دكان بعض العطارين، وهناك لقيه ياقوت الحموي وزار بغداد (سنة 601 هـ) وتوفي بدمشق. كان السلطان صلاح الدين يحترمه ويجله، ولعبد المنعم فيه مدائح كثيرة، أشهرها قصائده (المدبجان - خ) العجيبة في أسلوبها وجداولها وترتيبها أتمها سنة 568 هـ وتسمى روضة المآثر والمفاخر في خصائص الملك الناصر) وله عشرة دواوين بين نظم ونثر، وقد أتى ابن أبي أصيبعة على بيان موضوعات الدواوين العشرة، وشعره حسن السبك فيه جودة.[١]

تعريف عبد المنعم الجلياني في ويكيبيديا

الحكيم أبو الفضل عبد المنعم بن عمر بن عبد الله الغسّاني الجِلياني (4 أكتوبر 1136 - 1206) (7 محرم 531 - 603) طبيب وكاتب وشاعر عربي أندلسي من أهل القرن الثاني عشر الميلادي/السادس الهجري عاش معظم حياته في المشرق. لقّب بـ«حكيم الزمان»، وهو من أهل جليانة بوادي آش قرب غرناطة بالأندلس. انتقل المغرب ثم إلى المشرق، وسكن دمشق وأقام فيها طول حياته. زار بغداد سنة 601 هـ. كان صلاح الدين يحترمه ويجله، ولعبد المنعم فيه مدائح كثيرة، وله عشرة دواوين بين نظم ونثر، ومؤلفات عديدة. توفي في دمشق.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي