الـعـصـفور

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الـعـصـفور لـ نزار قباني

-1-
لو حميناه من البرد قليلا .. وحميناه من العين قليلا ..
لو غسلنا قدميه بمياه الورد والآس قليلا ..
آهِ .. لو نحن أخذناه إلى ساحات باريس العظيمه وتصورنا معه ..
مرة في ساحة ( الفاندوم ) أو في ساحة (الباستيل ) أو في الضفة اليسرى من السين ..
آهٍ .. لو تدحرجنا على الثلج معه .
وهو بالقبعة الزرقاء يجري ..
ودموعي جدول يجري معه ..

-2-
آهٍ .. لو نحن أخذناه إلى عالم (ديزني) ..
وركبنا في القطارات التي تمرق من بين ملايـين الفراشات إلى قوس قزح ..
أهٍ .. لو نحن استجبنا لأمانيه الصغيرات ..
وآهٍ .. لو أكلنا معه ( البيتزا ) بروما . .
وتجولنا بأحياء فلورنسا ..
وتركناه ليرمي خبزه لطيور (البندقيه) ..
فلماذا هرب العصفور منا يا شقيه ؟
قد رسمناه بأهداب الجفون
ونحتـناه بأحداق العيون
وانتظرناه قـرونا .. وقـرون
فلماذا هرب العصفور منا ؟
دون أن يلقي التحيه ...

-3-
ربما ... لو أنت من جنتك الخضراء ، يا سيدتي .. لم تطرديه
ربما .. لو أنت ، يا سيدتي ، بم تقتليه .. كان سلطان زمانه ..
ربما .. لو كان حيا
دخل الشمس على ظهر حصانه
ربما .. لو قال شعرا ..
يقطر السكر من تحت لسانه
ربما .. لو شاء يوما أن يغني ..
يطلع الورد على قوس كمانه ..
ربما .. لو ظل حيا ..
حرك الأرض بأطراف بَـنــانِه ..

-4-
لا تقولي : ( لا تؤاخذني )..
فـقـد كان قـضاءً وقـدر..
هل يكون الجهل والسخف قضاء وقـدر ؟
قمرا كان ..
ومن يقتــُـلُ ، يا سيدتي ، ضوء القمر ؟
وَتــَـرا كان ..
ومن يقطعُ من عودٍ وتر ؟
مطرا كان ..
ولن يأتي إلينا مرة أخرى المطر ..
أنت لو أعطيته الفرصة يا سيدتي ..
ربما كان المسيح المنتظر ...

-5-
آهٍ .. يا قاتلة الحلم الجميل المبتكر ..
مؤسف أن يقتل الإنسان حلما ..
مؤسف أن تكسري في الأفق نجما ..
يا التي تبكي طوال الليل عصفور الأمل سبق السيف العزل ..
لا تلوميني إذا ما يبس الدمع بعينيّ
وصار القلب فحما ..
فأنا كنت أبا ..
مدهش الأحلام .. لكن
أنت ، يا سيدتي ، ما كنت أمّا..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي