الفرق بين الضاد والظاء/النّظر وما تصرّف منه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

النّظر وما تصرّف منه

النّظر وما تصرّف منه - الفرق بين الضاد والظاء

النّظر وما تصرّف منه

في القرآن الكريم على وجوهٍ كثيرةٍ:منها: النّظر بالعين، نحو قوله، عزّ وجلّ: { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }، أيْ: تنظر الله، عزّ وجلّ، في الآخرةبأعينها، كما روَىَ جرير بن عبد الله عن النّبيّ، صلى الله عليه وسلم ( إنّكم تَروَنَ ربكم كما ترون القمرَ ليلة البدرِ لا تضامُون في رؤيته )، أيْ: لا تزدحمون ولا تدافعون.ومثلُ ذلكَ: { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ }، { وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ }، { وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ }، { وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ }، و { انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ }، وما كانَ مثله إذا كان متعدّياً بحرف جرّ.ومنها: النّظر بمعنى الاعتبار والتّفكُير، نحو قوله: عزّ وجلّ: { أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ }، أيْ: أفلا يعتبرونَ في خَلْقها.ومثله: { فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ }، و { أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }، { فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ }، و { فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ }، وما كان مثله.ومن ذلك: { فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ }، و { انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ }، و { ثُمَّ نَظَرَ }، وشبهه.ومنها: النظر بمعنى الانتظار، وذلك نحو قوله، عزّ وجلّ: { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ }، و { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ }، و { مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً }، و { قِيَامٌ يَنظُرُونَ }، أي ينتظرون.ومثله: { غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ }، أيْ: غير منتظرين وقت إدراكه ونضجه وبلوغه.ومثله: { فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ }، أيْ: منتظرة، و { يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ }، أي: ينتظر.وكذلكَ تقولُ العرب: نَظَرتُهُ، بمعنى: انتظره.فإذا عدّيته بحرف جر لم يكنْ بمعنى الانتظار، وكانَ من باب النّظر بالعين والقلب لاغير، كما تقدّم.يُقالُ: نظرتُ إليه بعيني، قال الشاعر:

فلمحتُ أنظرُها فما أبصرتُها

يريدُ: أنظرُ إليها.وبها سَقطَ قولُ منْ زعم من الجَهميّة: أن معنى قوله، عزّ وجلّ: { إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }: منتظرة، إبطالاً للرؤية، فخالفوا اللّغة وردّوا سائر الأحاديث.يُقالُ: نَظَرَ فلانٌ ينظرُ نظراً فهو ناظرُ، والشّيءُ منظورٌ إليه، ونظرتٌ إلى هذا الأمر: من نظر القلب.ومنها: النّظرُ بمعنى الاستماع، وذلكَ نحو قوله، عزّ وجلّ: { وَقُولُواْ انظُرْنَا }، { وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا }، أيْ: استمعنا.يُقالُ: انظْر في يا فُلانُ، أيْ: استمعْ إليّ.ويُقالُ: نظرتُ في الكتاب، أيْ: إذا قرأته.ونَظَر الدّهرُ إلى بني فُلان: إذا أَهلكهم.ومنه قولُ الشّاعر:

نَظَرَ الدّهرُ إليهم فابَتًهلْ

والنّاظر: موضعُ النّظرِ.والنّاظران: عرقان في باطِنِ العين.وفُلانُ ناظورةُ بني فلان: إذا كان المنظور إليه فيهم.والنّاظورُ: هو الّذي يكونُ في رأس المرْقبة ينظرُ للقوم.والمنظورُ إليه من الرّجال: هو الذي يُبتغى رفدُهُ ويُمْنُهُ وعونُهُ.والنّظور: الذي لا يغفلُ عن النُظر إلى ما أهَمَهُ، وجمْعُهُ: نُظُر، مثل: رسول ورُسُل.والمَنْظرة من الرّجل: هو ما يعجبك من مَنْظرِهِ.والنّظرة من الجنّ تصيبُ الإنْس.يقالُ منه: نُظر فلانٌ، إذا أصابته نظرةٌ، فهو منظور.

فصل

فأْما قوله، عزّ وجلّ، في القيامة: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ }، وفي الإنسان: { نَضْرَةً وَسُرُوراً }، وفي المطففين: { نَضْرَةَ النَّعِيمِ } فذلك بالضاد، لأَنه من النّضارة في الوجه، وهي التنعيم.والناضرُمن الورق وغيره: الغصنُ الحسَنُ، فاعلمْ ذلك.^

باب

ذكر الفصل السّادس، وهو

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي