الفرق بين الضاد والظاء/ذكر الفرق بين الضّاد والظّاء في المخرج، وحال كلّ منهما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

ذكر الفرق بين الضّاد والظّاء في المخرج، وحال كلّ منهما

ذكر الفرق بين الضّاد والظّاء في المخرج، وحال كلّ منهما - الفرق بين الضاد والظاء

ذكر الفرق بين الضّاد والظّاء في المخرج، وحال كلّ منهما

اعلمْ، نَفَعنا اللهُ وإياك، أن الضّاد مَخرجُها من حافة اللّسان، من أقصاها إلى ما يلي الأضراس.فمن النّاس من يُخرجها من الجانب الأَيمن، وهو الأقلّ.ومن النّاس من يُخرجها من الجانب الأيسر، وهو الأكثُر.ومخرجُها كمخرجها من هذا سواء.ليس يخرجُ من موضعها غيرُها، إلا أن اللامّ تخرجُ من حافة اللّسان، من أدناها إلى ما يلي الثنايا.والضّادُ حرفُُُ مستطيلٌ، يبلغُ باستطالته إلى مخرج اللاّم، ومن اجل ذلكَ أُدغمتِ اللام فيها في نحو قوله: { وَلاَ الضَّالِّينَ }، و { وَالضَّلَالِ }، وشبهه.ولا تُدغمُ هي في شيء من الحروف، لانفرادها بمخرجها إلا في الشّين وحدها.وإنّما جاز إدغامها فيها، لانّ الشين فيها تفشّ يُقربُها من مخرج الضّاد.والضّاد مجهورة.والجهُر: الإعلانُ، لان الاعتمادَ قوي في موضعه، حتى مَنَعَ التفشي أن يجري معه، فصارتْ بذلك رخْوةً، وهي أيضاً مُطبقة مُستعليةٌ، لان اللسان ينطبق بها على الحنك، ويعلو إلى جبهته.فهذه حالُ الضّاد.وأمّا الظّاءُ فمخرجُها ما بينَ طرف اللّسان وأطراف الثّنايا العليا، خارجاً طرفه قليلاً.ويخرج معها من ذلك الموضع الذال والثاء.والظّاء مجهورةٌ رخوةٌ مُستعليةٌ، فالَفرقُ بينها وبين الضّاد إنّما هو المخرجُ والاستطالة لا غير، وهي بعد ذلك موافقةٌ لها في الجَهْر والرّخاوة والإطباق والاستعلاء.قالَ أبو عمرو: وقد رأيت بعض من يدّعي القراءة والعربيةَ بزعمه، وهو عنهما بمعزلِ، يقول في كتاب له: إن الفرق بينهما إنما هو أنّ الظّاء مهموسةٌ غير مجهورة ولا مطبقة، وانّ الضّاد مجهورة مطبقة.قال: ولولا الجَهْر والإطباق اللّذان فيها لكانت ظاء.وهذا فرطُ غباء من قائله، يُخرجُه عن جملة مُنتحلي القراءة والعربية من المُبتدئين الأصاغر، فضلاً عن المُقرئين والمُعربين الأكابر.وإنّما ذكرتُ هذا تحذيراً من أُغلوطته، وتنبيهاً على غبايته، وبالله تعالى التوفيق.

فصل

قال أبو عمرو: وقد اجمع علماءُ اللّغِة، على أنّ العرب خُصتُ بحرف الظّاء دونَ سائر الأُمم، لم يتكلم بها غيرهم، ولغرابتها صارتْ اقلّ حروف المعجم وجوداً في الكلام، وتصُرفاً في اللّفظ، واستعمالاً في ضروب المنطق.فهي لا توجدُ إلاّ في نحو مئة كلمة من جُملة كلام العرب: منظومه ومنثوره، وغريبه ومشهوره.وقد تأمّلتُ جميع ورودها في كتاب الله، عزّ وجلّ، خاصّةً، وجمعتُ ذلك وحصرتُهُ فوجدتُ ورودها يشتمل على اثنين وثلاثين فصلاً.وأنا شارحٌ جميع ذلكَ، وذاكرُ من كلّ فصل ما يتيسُر منه وأمكن، من غير أن آتي بجميع ما ورد منه، لما فيما اذكُرهُ من ذلك من الدّليل على ما بقَي منه.وأنا أسالُ الله، عزّ وجلّ، أن يمدّني بالمعونة، وان يسلّمني من الّزلل، في القول والعمل، وبالله التوفيق.^

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي