الفضل فضلك زائرا ومزورا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الفضل فضلك زائرا ومزورا لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة الفضل فضلك زائرا ومزورا لـ أحمد الكاشف

الفضل فضلك زائراً ومزورا

فأعد صنيعك ذاكراً مذكورا

وتعهَّدِ الغرسَ الذي استحييتَه

حتى تبسَّم كالرجاء نضيرا

متخيِّراً غرر السنين مواعداً

بنعيمهنَّ وسعدهنَّ بشيرا

لاقتك في الثاني لقاءك أولاً

أمَّ القرى وتلا الضحى التبكيرا

ذا موسمُ الأكفاء في مجدٍ وفي

مالٍ فخلد موسمي المشهورا

ولقد عرفتك في بعادك راجياً

أن لا أرى أمداً إليك عسيرا

ولبثتُ حتى زرتني في موضعي

فكأنني بالغيب كنت بصيرا

شرفتني في قريتي فكأنني

ملك أسوس مدائناً وثغورا

يقضي ويقدر ما استعان بعسكر

فيما يشاء ولا استشار وزيرا

للّه يوم لقيتَني متجمِّلاً

متهللاً بتحيتي مسرورا

يومٌ أطلتَ به الحياةَ ومحفلٌ

فيه امتلكت خورنقاً وسديرا

للدين والدنيا هديتك التي

توحي إليِّ الشعر والتصويرا

لم تُهدِ طنفسة إليَّ وإنما

أهديت تاجاً غالياً وسريرا

شاهدت حذق الفرس فيها معجباً

وأطلت في إبداعها التفكيرا

متعلماً من وشيها وطرازها

لرسائلي التدبيج والتحبيرا

شرفت بها القوقازُ حيث عشيرتي ال

أولى كما سرَّت بمصر عشيرا

وسألت ربي أن تكون أريكتي

في الخلد أسترعي عليها الحورا

قمبيز مهما روعت آثاره

أضحى لأجلك ذنبه مغفورا

هل أنت إلا صفوة القوم الألى

نصروا العلوم ومدَّنوا المعمورا

لم يسمعوا القرآن أول مرة

حتى أجادوا الشرح والتفسيرا

وتجمَّعوا للنفع حين تنازع ال

عرب الولاة خليفة وأميرا

يا ذا البيانُ يرى الحسام وأهله

إن اليراع أجل منه أمورا

لم يدرِ قارئه أينظر دولة

مفتوحة أم محكماً مسطورا

ما كرَّم الشعراءَ أنّك شاعرٌ

حتى أجلتك الملوك سفيرا

لك عند كسرى ما لذي قرباه أو

أعلى وحسبك ما ترى تقديرا

ناداك باللَّقب الذي أغنيتَه

عن أن يرى لك في الكرام نظيرا

ألقى عليك محبة وأمانة

فاسلك سبيل الظافرين جسورا

وتوعدنَّ عدوَّه بعدوِّه

حتى يبيت على الجميع قديرا

وإذا دعوت إلى السلام فقبله

مكِّن لحرصك حول أرضك سورا

أرأيت قيصر كيف خادع نفسه

والناس لما طيَّر المنشورا

وألان منطقه ليقسو قلبه

ثم استكان ليعتدي ويجورا

أيرد قيصر أن يسود وإنَّ من

أعداء قيصر أجبلاً وبحورا

ويصيد ملء اللجِّ حيتاناً ومل

ء الفجِّ أسداً والسماء نسورا

ويحاول التغليب في سهل ولم

يثبت وقد تخذ الجبال ظهيرا

وأقل أعذار الحصون مثارها

إذ أسلمت للحاصر المحصورا

أسفي على جندٍ هنالك مسلمٍ

يؤذي ويؤذى مرغماً مقهورا

يا ليتني بين الألى ظفروا عسى

أأسو جريحاً أو أفك أسيرا

فالشعر أبلغ من سيوف الروس في

أكبادهم وقلوبهم تأثيرا

أصديقَ قيصرَ عنه حدِّثنا فما

نلقى شبيهَك بالأمور خبيرا

أنصحتَه مستيئساً من نصره

فعساه يغمد سيفه المكسورا

الروس لا يبغون فتحاً مثلما

يتطلَّبون لروسيا الدستورا

إني أرى نصح الملوك وإن قسا

إلا عليك محرَّماً محظورا

لو آثر السلم العباد ليسلموا

كنت المحكَّم فيهمُ المشكورا

أو كان للإشفاق فيهم موضعٌ

وعت القلوب قصيدك المأثورا

فلقد وصفتَ الحرب حتى خلتُني

فيها أرى التقتيل والتدميرا

أيريد سلماً في البرية راحمٌ

ما دام كلٌّ ثائراً مثئورا

مولاي حسبي من ودادك أنّه

لم يبق تيّاهاً عليَّ فخورا

وعليَّ حقك لا أوفّيه وإن

أملأ طريقك لؤلؤاً منثورا

أحليت بالدمع الكريم فمي كما

عطرت أنفاسي به تعطيرا

لو مازج القزوين بعض مذاقتي

لجرى شراباً للأنام طهورا

وكفى بهذا الشعر حولي موكباً

وكفى بنفسي وحدها جمهورا

فلئن وصلت فقد وصلت مهذباً

وإذا نصرت فقد نصرت غيورا

لو عاد للأشعار فردوسيُّها

لقضى الرضى أني أرق شعورا

شرح ومعاني كلمات قصيدة الفضل فضلك زائرا ومزورا

قصيدة الفضل فضلك زائرا ومزورا لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي