الفن روض أنيق غير مسؤوم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة الفن روض أنيق غير مسؤوم لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة الفن روض أنيق غير مسؤوم لـ جميل صدقي الزهاوي

الفن روض أنيق غير مسؤوم

وأنت بلبله يا أم كلثوم

لانت اقدر من غنى بقافية

لحنا يرجعه من بعد ترنيم

اني اخاف افتتانا فيه مفتضحي

فانما انا شيخ غير معصوم

سلى بي القوم قبل اللوم باحثة

وبعد ذلك يا لوامتي لومي

لا تفزع الكاعب العذراء من كلمي

فان نصل سهامي غير مسموم

اوعى الفنغراف اصواتا شدوت بها

وسار يضرب اقليما باقليم

لممت شمل الاغاني بعد تفرقة

لها فلم يبق شمل غير ملموم

يا ام كلثوم انا شاكرون فقد

اتيت طائرة فوق القشاعيم

هل انت سامعة شعراً ابث به

يا ام كلثوم اعجابي وتكريمي

لا تحسبي انني قد قلت مزدلفاً

فليس ذلك من طبعي ومن خيمي

يا ام كلثوم غنى فالهوى نغم

تلذه الشيب والشبان كلهم

غنى وغنى على الاوتار صادحة

فانما بالاغاني تنهض الامم

من اجل صوت رخيم منك يسمعه

يا ام كلثوم جاء الجمع يزدحم

قد هزه صوتك الموار يطربه

فهاج كالبحر ذي الامواج يلتطم

غنى فليلتنا من بعد حلكتها

فيها باوجهنا الانوار تبتسم

كأنما نحن في حرب تهاجمنا

فيها المسرات والاحزان تنهزم

غني لنا ثم غنى ان ليلتنا

فيها العواطف بالالباب تصطدم

ان الغناء الى محياي يجذبني

وان مشت في طريق الموت بي القدم

الحسن تسمعه كالحسن تبصره

ما عنهما من غنى يأتي به السأم

كلاهما يبتغي قلبا ليملكه

والقلب بينهما في المرء منقسم

لا يبلغ المرء من لذاته وطرا

حتى يمتع منه السمع والبصرا

افرح بدنياك واشبع من مشاهدها

فبعدها لا ترى شمسا ولا قمرا

لم منك نفسا اضاعت ويك فرصتها

ولا تعاتب على ما فاتك القدرا

ماذا يريبك في عصر نعيش به

من شاعر بالذي في قلبه جهرا

قالوا كفرت ولم اكفر كما زعموا

أكل من قال حقا بينا كفرا

يا حبذا الحسن يهدى زهره عبقا

وحبذا الحب تلقي ناره شررا

قد تسقط النخله الفرعاء لي رطبا

فقد رميت على عثكولها حجرا

لا خير في النخلة الفرعاء قد بسقت

ولم تساقط على من تحتها ثمرا

انا بروض به الازهار مصغية

للعندليب وقد حفت به زمرا

يا ام كلثوم غنى فالغناء اذا

ذهبت عنا سيبقى عندنا اثرا

يا ام كلثوم احييت المنى فينا

من بعد يأس تألمنا به حينا

يا ام كلثوم انا امة رزحت

تحت المصائب احقابا فلسلينا

يا ام كلثوم ان اليأس يقتلنا

اذا تأبيت والآمال تحيينا

حملت ما يعجز الفتيان محمله

وما ابن عشرين صنو لابن سبعينا

اني دخلت جحيمي قبل آخرتي

وذقت في العيش زقوما وغسلينا

يا نجمة في سماء الرافدين بدت

انا نحييك افواجا فحيينا

ارسلت نوراً بهياً في اشعته

نرى الجمال افانيناً افانينا

يا ام كلثوم حيينا مغردة

حيي الملائك منا والشياطينا

بلى جننا بلحن قد شدوت به

وقبل ذلك ما كنا مجانينا

ماذا علي اذا آليت في كبري

ان لا اغازل الا الربرب العينا

لي في الحياة احترام للنواميس

فلا ابدل موهوما بمحسوس

اني امرؤ الشك لا ايمان يربطني

بالخير ان كان شيئا غير ملموس

يا حبذا روضة ازهارها اتسقت

كأنما هي اذناب الطواويس

وحبذا عندليب فوق اكيته

يلقى الاغاريد ليلا بعد تغليس

وحبذا ام كلثوم اذا اخذت

تشدو فتلعب بالالباب في الروس

اني لفي جنة للفن دانية

قطوفها ولها حمدي وتقديسي

وكم هنالك ابليساً يحاول ان

يزيحني بخداع من فراديسي

اعوذ بالله ربي فهو يعصمني

اذا استعنت به من كل ابليس

يا ام كلثوم ان الشعر ذو نسب

الى الغناء كمثل الشمس قدموس

غنى بشعر جميل تنقذي رجلا

شيخا من الهم قد اضناه والبوس

غني وغنى الى ان يظهر الفلق

ويذهب الليل كل الليل والغسق

يا ام كلثوم ان الامر مشترك

فان سكت فلسنا فيه نتفق

يا ام كلثوم غنينا مسلية

فاننا بعد ايام سنفترق

طلعت بعد انتظار كاد يقتلنا

ككوكب في سماء الفن يأتلق

ما اجمل الفن قد ارخى ذوائبه

وكوكب الفن منه النور ينبثق

قد انتظرنا ونار الوجد واقدة

نكاد من حرها اللذاع نحترق

غنى لنا ثم غنى اننا فئة

الى الغناء اذا ما طاب نستبق

ولنغتنم هذه الساعات سانحة

فانني بصفاء الدهر لا اثق

قالوا الغناء غذاء الروح ينعشه

والحق فيما به في وصفه نطقوا

فكم تثقف في ناس به عوج

وكم تهذب في ناس به خلق

اميرة الفن انا من رعاياك

نصبو لشدوك هذا الضاحك الباكي

في صوتك الفن قد لاقى سعادته

فانه كل يوم لاثم فاك

كان الفنغراف يحكي الصوت منك لنا

قبلا فيا حبذا المحكى والحاكي

ما كنت احسب حتى جئت محسنة

ان يجمع الله دنيانا ودنياك

يام ام كلثوم يقنو الشعب فيك هوى

من ذا الى امة تهواك القاك

كنا اذا ما تمنينا لعاطفة

في النفس لا نتمنى غير لقياك

وتلك امنية تغري الشكوك بها

كوردة ذات حسن بين اشواك

ورب سائلة لي وهي باكية

وقد رأتني ابكي بعد امساك

تقول ماذا الذي ابكاك خاطره

فقلت هذا الذي في النفس ابكاك

ماذا سيحكم قاضي الحب بينهما

غداً اذا اجتمع المشكو والشاكي

شرح ومعاني كلمات قصيدة الفن روض أنيق غير مسؤوم

قصيدة الفن روض أنيق غير مسؤوم لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها سبعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي