القرمطي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة القرمطي لـ نزار قباني

1
لماذا تحبينني يا امرأة ؟ …
أنا القرمطي المقاتل نفسي
ومني سيطلع ورد الخراب
أنا المتشكك في كل نص
فلست الصدق إلا كتابي
أنا المتنقل بين اكتئابي ..
وبين اكتئابي ..
فأكتب فوق زجاج المقاهي
وأركب ليلاً قطار العذاب
أنا الفوضوي
أنا العبثي
أنا العدمي
أنا المتململ من لون جلدي
ونبرة صوتي ..
ووزن ثيابي …

2
لماذا تحبينني يا امرأة ؟
أنا الرجل العصبي المزاج
وأنت الرقيقة مثل الحمامة
وفي شفتيك بدايات صيف
وفي شفتي ..
علامات يوم القيامة …

3
لماذا ؟
رميت بنفسك في لهب التجربة
وأنت البريئة …والطيبة ….
لماذا ؟
دخلت بهذا النفق ..
وليس بأرجاء بيتي
سوى عنكبوت القلق
وليس لدي مكان تنامين فيه
سوى رزمة من ورق …

4
لماذا تحبينني يا امرأة ؟
لماذا .. تركتِ جميع الرجال ؟
وجئت إليا ..
لماذا ؟
وضعت مصيرك بين يديا
أنا رجل لا مكان له في جميع الخرائط
فلا أتذكر أين ولدت ..
ولا أتذكر أين أموت ..
ولا أتذكر أين سأبعث حيا …

5
لماذا تحبينني يا امرأة ؟
لماذا تضيعين وقتك
في البحث عن شمعة في الظلام ؟
فما عدت ديكاً ..
يصارع في حلبات الغرام ..
ولا قمح عندي يكفي لإطعام هذا الحمام ..
نسيت أمام حماقة نهديك .. فن الكلام ..
نسيت النقاط . نسيت الحروف
نسيت الحليب . نسيت الرخام
نسيت مداعبة النهد ..
من عهد عيسى عليه السلام !!

6
لماذا تحبينني يا امرأة ؟
ألم تسألي صاحباتك ..
من ذا أكون ؟
أنا ملك النرجسية حيناً ..
وحيناً سفير الجنون ..
ألم تسألي : من أنا .. يا امرأة ؟
أنا بطريرك الفضيحة .. والسمعة السيئة ..
أنا راسبوتين
أنا شهريار
فكيف رضيت الزواج بشعرى ؟
ألا تعرفين بأن القصيدة ..
فعل إنتحار ؟؟

7
نصحتك .. أن تذهبي يا امرأة
فلست كما صوروني
نبي الهوى .. ونبي الغزل ..
فمنذ زمان بعيد ..
تخليت عن ممتلكاتي جميعاً
فلا من عطور ، ولا من خصور ،
ولا من شفاه ، ولا من قٌبل ..
أنا رجل .. ملَ مني الملل …

8
نصحتك .. أن ترحلي يا امرأة ..
فإن نسائي تخلين عني
وما عدت أتقن تمثيل دور البطل …

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي