المؤمنون إليك مستبقونا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة المؤمنون إليك مستبقونا لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة المؤمنون إليك مستبقونا لـ أحمد الكاشف

المؤمنون إليك مستبقونا

لذمارهم وديارهم فادونا

فاحشد كتائبك التي أعددتها

للحق أبلجَ والرجاءِ متينا

وخذ الوفاء من الصوارم والقنا

إن لم تجد من دهرك الموفينا

واترك لقوتك الرهيبة حكمها

تجد العداة إليك يحتكمونا

فإذا امتلكت البأس فيهم غالباً

فقد امتلكت العدل والقانونا

عظ يا أمير المؤمنين ممالكاً

ذهبت شمالاً بالأذى ويمينا

خافت جميلك أن ينال من الورى

ما لا تنال شراسة الباغينا

باتت تمد لك المصايد عنوة

حيناً وتختلس المكايد حيا

يا آل عيسى ما لعيسى لم يقم

مستنكراً ما أنتمُ جانونا

أوصاكم بالمعتدين فما لكم

بالآمن المأمون فتّاكينا

ماذا جناه المسلمون عليكمُ

وهمُ على الأمصار غلّابونا

هل كان منهم يوم شركمُ سوى

عفو القدير وقدرة العافينا

ضاعت مراحمهم سدى ولوَ اَنَّها

حلت بمحتفظ لَكُنَّ ديونا

ومن البلية أن تقوم وحوشكم

فوضى المخالب تدعى التمدينا

يا مغرب الإسلام فيك تعلةٌ

تسلي أخاك المشرق المغبونا

وبقية الأسلاب فيك مذكِّرٌ

ومحرض لحماتك الباقينا

لحقت بتونس والجزائر بغتةً

مراكشٌ فليبكها الباكونا

وأبت على العادي طرابلسٌ وما

تخذت سوى مهج الأباة حصونا

عربية زهراء يحمي خدرها

عرب كما تحمي الليوث عرينا

صيد يدبر أمرهم ويسوسهم

صيد من الأتراك قوامونا

يا أخت مصر وفي حشاها جمرة

لبيك حتى يكتفي الداعونا

بعثت إليك بزادها وتود لو

بعثت إليك الجند مبتدرينا

والنيل لو ملكت أعنته جرى

خلف القلوب مودة وحنينا

ما للحيود وما لمصر وما بها

إلا شجونٌ تستثير شجونا

ما كان للمتطوع المختار أن

يشكو قيوداً أو يخاف ظنونا

هل بعد ما جاد الوفي بروحه

يتلمس التصديق والتأمينا

حسب الخلافة من إمارة مصر ما

أصمى العداة وأفحم الواشينا

وأعزَّ حجةَ تاجِ مصرَ وعرشها

بالمعطيات البرَّ والمعطينا

يا حبذا عمرُ الجليل موفقاً

للصابرين الثابتين معينا

وحنان أم المؤمنين تفيضه

بسماحها ونوالها مقرونا

يا ليتني سايرت بعثتها عسى

أأسو جريحاً أو أغيث طعينا

وأطوف بالشهداء في ميدانهم

فأهز شم جباله تأبينا

وأرى النفوس الحائمات على الوغى

من بعد ما لحقت بعلِّيِّينا

وعزائم الأبطال حول حماهمُ

مشدودة وهزائم الطاغينا

يا آل رومة تطلبون أمانياً

ختالة أم تطلبون منونا

جئتم تجرون الحديد ورحتمُ

بحديدكم في اليمِّ مغلولينا

ورقصتم فيه سكارى فارقصوا

في الليلة السوداء مذبوحينا

لئنِ استفزكمُ صليلُ سيوفكم

فلقد تبدل زفرة وأنينا

وإن ازدهتكم مُعْلَماتُ ثيابكم

فلقد لبستم بعدهن الطينا

تهتم على نصحائكم وأبيتمُ

فالآن تنصحكم لظى الرامينا

هاتوا الذئاب إلى الليوث فخمسة

منهم أبادوا منكمُ خمسينا

واستجمِعوا حيتانَكم ونسوركم

فالصائدون هناك مرتقبونا

واستكثروا الزاد الشهيَّ فإنكم

وسلاحَكم والزادَ مأخوذونا

لم يبق منهم معسر أو أعزل

بعد الذي غنموه منتصرينا

فكلوا من الزقّوم إن جاوزتمُ

حد الأسارى واشربوا الغسلينا

واستكملوا المدد الكبير بفتيةٍ

سيقوا إلى الهيجاء هيّابينا

سيموت خوفاً يوم يشهد هولها

من لم يمت قبل القتال جنونا

أحسبتمُ بطحاء برقة حانةً

لكمُ وغزوَ القيروان مجونا

أم تظفرون وإن من أعدائكم

فيها سهولاً تلتوي وحزونا

أم تملأون مع الدماء بطونكم

ذهباً وما ترك الحميم بطونا

أعياكمُ بأس الحماة فرحتمُ

تشفون غلتكم من الثاوينا

مثَّلتمُ بشيوخهم ونسائهم

وذبحتمُ الأطفال جبارينا

وخشيتمُ شممَ الأسير وكبرَه

فقتلتمُ المأسور والمسجونا

حطمت عظامَهم سيوفُكُمُ فهل

جرحت مواثيقاً لهم ويقينا

غضبت عليكم أرضكم وسماؤكم

والدين لو تدري العقارب دينا

وتنكرت لكمُ وجوه صحابكم

وتبدَّل الحلفاء لوَّامينا

هل ترفعون رؤسكم بعد الذي

أخزاكمُ أم تفتحون عيونا

حاربتمُ ففشلتمُ وستلتوي

أحقادكم فيكم فتحتربونا

ويبيت فوضى ذلك الملك الذي

رمتم زيادته بمنقوصينا

أعلنتمُ ضمَّ البلاد وأعلنت

أسد البلاد النصر والتمكينا

يا قائد الأسطول تلك بحارهم

أأمنت أعماقاً لها ومتونا

أثقلته بالدارعين فعد به

ملآن من أشلائهم مشحونا

وإذا وصلت إلى مراسيه التي

وهنت فإنك أبلغ الناعينا

احمل إلى القوم اليقين فإنهم

ملّوا هناك خديعة الراوينا

واذكر غنائمك التي تُرضي بها

شعباً أشلَّ وعيهلاً مفتونا

يا آل عثمان المصيرُ إليكمُ

وأرى هلالَكمُ السعيد ضمينا

ولكل قوم عندكم ثارٌ فما

هم بالغوه ولا همُ ناسونا

إن تقذفوهم في الجحيم أقمتمُ

حدَّ العقوبة غير ظلّامينا

لم يلق قوم في حماية ملكهم

بالعدل والإحسان ما تجدونا

ما لي أرى في سائر البلقان من

بعد التألب والضجيج سكونا

لا رحبت بالواثبين عليكمُ

أرض ولا حمل العباب سفينا

ولقد مضى عيد عليكم مشفق

فاستقبلوا عيداً لكم ميمونا

يا ابن الخليفة دونك الوادي الذي

تلقى أخاً لك ربَّهُ وخدينا

هبة الخلافة للإمارة أصبحت

إرثاً كما شاء العزيز ثمينا

ناجاك مؤتمن الضمير فلم يدع

سراً لممتلئِ الضمير مصونا

في كل ناحية لواء خافقٌ

ومسلِّمٌ لك ينثر النسرينا

ويودُّ في أتراب مصرَ رعيةٌ

متشوقون إليك لو يفدونا

قرِّبْ إليهم من ركابك حظهم

إني أراهم منه يقتربونا

إن الذي جعل الخلافة فيكمُ

جعل المودة والمحبة فينا

إن ائتلاف قلوبنا وقلوبكم

ليمدُّ أيديكم إلى أيدينا

يا آل مصرَ وفي الحوادث عبرة

فتصفَّحوها اليوم معتبرينا

ولقد أثابكمُ الخليفة بالذي

بولائكم حاولتموه سنينا

هذا ضياء الدين شرَّفَ أرضَكم

فاستقبلوه اليوم محتفلينا

وتعجلوا الآمال عاليةً فقد

بعث الرشيد إليكم المأمونا

أولى ضيوفَكُمُ الجميلَ فأنتمُ

في عزة وضيوفكم راضونا

ما كان سبقهمُ إليه تجمّلاً

لكنه إقرارُ معترفينا

فدعوا القضية للخليفة علَّكم

بعد الوداد إليهمُ ناجونا

ما كان من حرجٍ على مصرٍ إذا

جربتمُ بعد الجفاء اللينا

لو تعرفون لكل يوم حقَّه

لحمدتمُ التدريب والتمرينا

إني أرى العهد الجديد مباركاً

وأرى سلامتكم له عربونا

شرح ومعاني كلمات قصيدة المؤمنون إليك مستبقونا

قصيدة المؤمنون إليك مستبقونا لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها تسعون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي