المرء آفته هوى الدنيا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة المرء آفته هوى الدنيا لـ أبو العتاهية

اقتباس من قصيدة المرء آفته هوى الدنيا لـ أبو العتاهية

المَرءُ آفَتُهُ هَوى الدُنيا

وَالمَرءُ يَطغى كُلَّما اِستَغنى

إِنّي رَأَيتُ عَواقِبَ الدُنيا

فَتَرَكتُ ما أَهوى لِما أَخشى

فَكَّرتُ في الدُنيا وَجِدَّتِها

فَإِذا جَميعُ جَديدِها يَبلى

وَإِذا جَميعُ أُمورِها عُقَبٌ

بَينَ البَرِيَّةِ قَلَّما تَبقى

وَبَلَوتُ أَكثَرَ أَهلِها فَإِذا

كُلُّ امرِئٍ في شَأنِهِ يَسعى

وَلَقَد بَلَوتُ فَلَم أَجِد سَبَباً

بِأَعَزَّ مِن قَنَعٍ وَلا أَعلى

وَلَقَد طَلَبتُ فَلَم أَجِد كَرَماً

أَعلى بِصاحِبِهِ مِنَ التَقوى

وَلَقَد مَرَرتُ عَلى القُبورِ فَما

مَيَّزتُ بَينَ العَبدِ وَالمَولى

ما زالَتِ الدُنيا مُنَغَّصَةً

لَم يَخلُ صاحِبُها مِنَ البَلوى

دارُ الفَجائِعِ وَالهُمومِ وَدا

رُ البَثِّ وَالأَحزانِ وَالشَكوى

بَينا الفَتى فيها بِمَنزِلَةٍ

إِذ صارَ تَحتَ تُرابِها مُلقى

تَقفو مَساويها مَحاسِنَها

لا شَيءَ بَينَ النَعيِ وَالبُشرى

وَلَقَلَّ يَومٌ ذَرَّ شارِقُهُ

إِلّا سَمِعتَ بِهالِكٍ يُنعى

لا تَعتَبَنَّ عَلى الزَمانِ فَما

عِندَ الزَمانِ لِعاتِبٍ عُتبى

وَلَئِن عَتَبتَ عَلى الزَمانِ لِما

يَأتي بِهِ فَلَقَلَّ ما تَرضى

المَرءُ يوقِنُ بِالقَضاءِ وَما

يَنفَكُّ أَن يُعنى بِما يُكفى

لِلمَرءِ رِزقٌ لا يَموتُ وَإِن

جَهَدَ الخَلائِقُ دونَ أَن يَفنى

يا بانِيَ الدارِ المُعِدِّ لَها

ماذا عَمِلتَ لِدارِكَ الأُخرى

وَمُمَهِّدَ الفُرشِ الوَثيرَةِ لا

تُغفِل فِراشَ الرَقدَةِ الكُبرى

لَو قَد دُعيتَ لَما أَجَبتَ لِما

تُدعى لَهُ فَانظُر لِما تُدعى

أَتُراكَ تَحصي مَن رَأَيتَ مِنَ ال

أَحياءِ ثُمَّ رَأَيتَهُم مَوتى

فَلتَلحَقَنَّ بِعَرصَةِ المَوتى

وَلَتَنزِلَنَّ مَحَلَّةَ الهَلكى

مَن أَصبَحَت دُنياهُ غايَتَهُ

فَمَتى يَنالُ الغايَةَ القُصوى

بِيَدِ الفَناءِ جَميعُ أَنفُسِنا

وَيَدُ البِلى فَلَها الَّذي يُبنى

لا تَغتَرِر بِالحادِثاتِ فَما

لِلحادِثاتِ عَلى امرِئٍ بُقيا

لا تَغبِطَنَّ أَخاً بِمَعصِيَةٍ

لا تَغبِطَن إِلّا أَخا التَقوى

سُبحانَ مَن لا شَيءَ يَعدِلُهُ

كَم مِن بَصيرٍ قَلبُهُ أَعمى

سُبحانَ مَن أَعطاكَ مِن سَعَةٍ

سُبحانَ مَن أَعطاكَ ما أَعطى

فَلَئِن عَقَلتَ لَتَشكُرَنَّ وَإِن

تَشكُر فَقَد أَغنى وَقَد أَقنى

وَلَئِن بَكَيتَ لِرِحلَةٍ عَجِلاً

نَحوَ القُبورِ فَمِثلُها أَبكى

وَلَئِن قَنِعتَ لَتَظفَرَنَّ بِما

فيهِ الغِنى وَالراحَةُ الكُبرى

وَلَئِن رَضيتَ عَلى الزَمانِ فَقَد

أَرضى وَأَغضَبَ قَبلَكَ النَوكى

وَلَقَلَّ مَن تَصفو خَلائِقُهُ

وَلَقَلَّ مَن يَصفو لَهُ المَحيا

وَلَرُبَّ مَزحَةِ صادِقٍ بَرَزَت

في لَفظَةٍ وَكَأَنَّها أَفعى

وَالحَقُّ أَبلَجُ لا خَفاءَ بِهِ

مُذ كانَ يُبصِرُ نورَهُ الأَعمى

وَالمَرءُ مُستَرعىً أَمانَتَهُ

فَليَرعَها بِأَصَحِّ ما يُرعى

وَالرِزقُ قَد فَرَضَ الإِلَهُ لَنا

مِنهُ وَنَحنُ بِجَمعِهِ نُعنى

عَجَباً عَجِبتُ لِطالِبٍ ذَهَباً

يَفنى وَيَرفُضُ كُلَّ ما يَبقى

حَقّاً لَقَد سَعِدَت وَما شَقِيَت

نَفسُ امرِئٍ يَرضى بِما يُعطى

شرح ومعاني كلمات قصيدة المرء آفته هوى الدنيا

قصيدة المرء آفته هوى الدنيا لـ أبو العتاهية وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق. شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد. كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.[١]

تعريف أبو العتاهية في ويكيبيديا

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق، وهناك رأيان في نسبه، الأول أنه مولى عنزة والثاني «أنه عنزي صليبة وهذا قول ابنه محمد وما تأخذ به عدد من الدراسات الأكاديمية»، ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م. ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أبو العَتاهِيَة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي