المرء يجمع والزمان يفرق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة المرء يجمع والزمان يفرق لـ صالح بن عبد القدوس

اقتباس من قصيدة المرء يجمع والزمان يفرق لـ صالح بن عبد القدوس

المَرءُ يَجمَعُ وَالزَمانُ يُفرق

وَيَظل يَرقع وَالخطوب تمزق

وَلَئِن يُعادي عاقِلاً خَير لَهُ

مِن أَن يَكون لَهُ صَديق أَحمَق

فَاِربَأ بِنَفسِكَ أَن تصادِق اِحمَقاً

إِن الصديقَ عَلى الصَديقِ مُصدق

وَزن الكَلامِ اِذا نَطَقت فَإِنَّما

يُبدي عُقول ذَوي العُقولِ المنطِق

وَمن الرِجالِ اِذا اِستَوَت اِخلاقُهُم

مِن يُستَشارُ اِذا اِستَشيرَ فَيَطرق

حَتّى يَخل بِكُلِّ واد قَلبَه

فَيَرى وَيعرف ما يَقول فيَنطُق

فَبِذاكَ يوثق كُل أَمر مُطلَق

وَبِذاكَ يُطلق كل أَمر موثق

لا أَلفينَك ثاوِياً في غُربَة

إِن الغَريب بِكُلِّ سَهم يُرشَق

ما الناسُ إِلّا عامِلانِ فَعامِل

قَد ماتَ مِن عَطَش واخر يَغرَق

وَإِذا اِمرُؤ لَسَعَتهُ أَفعى مَرَّة

تَرَكَتهُ حينَ يَجر حَبل يفرق

وَالناسُ في طَلَبِ المَعاشِ وَإِنَّما

بِالجِد يُرزَقُ مِنهُم مَن يُرزَق

لَو يُرزَقونَ الناسَ حسب عُقولُهُم

أَلفيت اِكثَر من تَرى يَتَصَدَّق

لكِنَّهُ فَضل المَليكِ عَلَيهِم

هذا عَلَيهِ موسِع وَمضيق

وِاِذا الجَناَة وَالعَروسُ تَلاقيا

وَرَأَيت دَمع نَوائِح يَترقرق

سَكت الَّذي تَبع العَروس مبهَتاً

وَرَأَيت مِن تَبع الجَنازَةِ يَنطق

بَقي الأولى إِما يَقولوا يَكذبوا

وَمَضى الأَولى ما يَقولوا يصدقوا

إِن الأَريبَ اِذا تفكر لَم يَكد

يَخفى عَلَيهِ مِن الاِمورِ الأَوفَق

فَهناكَ تَشعب ما تَفاقَم صدقه

وَيداكَ ترتق كل اِمر يَفتق

وَاِذا اِستَشَرت ذَوي العُقولِ فَخَيرُهُم

عِند المَشورَةِ من يَحن وَيشفق

لَو سارَ الف مدجَج في حاجَة

لَم يَقضِها إِلّا الَّذي يَترفق

إِن التَرَفُّق لِلمُقيمِ موافق

وَاِذا يُسافِر فَالتَرَفُّق أَوفَق

شرح ومعاني كلمات قصيدة المرء يجمع والزمان يفرق

قصيدة المرء يجمع والزمان يفرق لـ صالح بن عبد القدوس وعدد أبياتها واحد و عشرون.

عن صالح بن عبد القدوس

صالح بن عبد القدوس بن عبد الله بن عبد القدوس الأزدي الجذامي، أبو الفضل. شاعر حكيم، كان متكلماً يعظ الناس في البصرة، له مع أبي الهذيل العلاف مناظرات، وشعره كله أمثال وحكم وآداب، اتهم عند المهدي العباسي بالزندقة، فقتله في بغداد. قال المرتضى: (قيل رؤي ابن عبد القدوس يصلي صلاة تامة الركوع والسجود، فقيل له ما هذا ومذهبك معروف؟ قال: سنة البلد، وعادة الجسد، وسلامة الولد!) وعمي في آخر عمره.[١]

تعريف صالح بن عبد القدوس في ويكيبيديا

صالح بن عبد القدوس أبو الفضل البصري هو صالح بن عبد القدوس بن عبد الله بن عبد القدوس الأزدي الجذامي. وهو شاعر عباسي كان مولى لبني أسد. كان حكيماً متكلماً يعظ الناس في البصرة، له مع أبي الهذيل العلاف مناظرات، واشتهر بشعر الحكمة والأمثال والمواعظ، يدور كثير من شعره حول التنفير من الدنيا ومتاعها، وذكر الموت والفناء، والحثّ على مكارم الأخلاق، وطاعة الله، ويمتاز شعره بقوة الألفاظ، والتدليل، والتعليل، ودقة القياس. مرت أحداث في حياة الشاعر جعلته يقارن بين الأسباب كما يقارن بين النتائج؛ فيَصل إلى آراء مُحكمة مستخلصة من تجاربه وتجارب غيره. قال المرتضى: (قيل رؤي ابن عبد القدوس يصلي صلاة تامة الركوع والسجود، فقيل له ما هذا ومذهبك معروف؟ قال: سنة البلد، وعادة الجسد، وسلامة الولد!) وعمي في آخر عمره.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي