المرأة و جسدها الموسوعي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة المرأة و جسدها الموسوعي لـ نزار قباني

1
ليس صحيحاً أن جسدك ..
لا علاقة له بالشعر ..
أو النثر ، أو بالمسرح ، أو بالفنون التشكيلية ..
أو بالتأليف السمفوني ..
فالذين يطلقون هذه الإشاعة ، هم ذكور القبيلة ..
اللذين احتكروا كتابة التاريخ ..
وكتابة أسمائهم في لوائح المبشرين بدخول الجنة ..
ومارسوا الإقطاع الزراعي ، والسياسي ، والاقتصادي ،
والثقافي ، والنسائي ..
وحددوا مساحة غرفة نومهم ..
ومقاييس فراشهم ..
وتوقيت شهواتهم ..
وعلقوا فوق رؤوسهم
آخر صورة زيتية للمأسوف على فحولته ..
أبي زيد الهلالي !! ..

2
ليس صحيحاً ..
أن جسد المرأة لا يؤسس شيئاً ..
ولا ينتج شيئاً .. ولا يبدع شيئاً ..
فالوردة هي أنثى .. والسنبلة هي أنثى ..
والفراشة . والأغنية . والنحلة .
والقصيدة هي أنثى .
أما الرجل فهو الذي اخترع الحروب ، والأسلحة .
واخترع مهنة الخيانة ..
وزواج المتعة ..
وحزام العفة ..
وهو الذي اخترع ورقة الطلاق ..

3
ليس صحيحاً ..
أن جسدك ساذج .. ونصف أمي ..
ولا يعرف شمال الرجولة .. من جنونها ..
ولا يفرق بين رائحة الرجل في شهر تموز ..
ورائحة البهارات الهندية ..

4
ليس صحيحاً ..
أن جسدك قليل التجربة ..
وقليل الثقافة ..
وأن العصافير تأكل عشاءك ..
فجسدك ذكي جداً ..
ومتطلِب جداً ..
ومبرمج لقراءة المجهول ..
ومواجهة القرن الواحد والعشرين !! .

5
ليس صحيحاً..
أن جسدك لم يكمل دراسته العالية ..
وأنه لا يعرف شيئاً من فقه الحب ..
وأبجدية الصبابة ..
ولا عن العيون .. وأخواتها ..
والشفاه .. وأخواتها ..
والقبلة .. وأخواتها ..

6
لجسد المرأة قرون استشعارية ..
تسمح لها أن تلتقط كلمات الحب
بكل لغات العالم ..
وتحفظها على شريط تسجيل ..

7
ليس هناك امرأة لا تحفظ عن ظهر قلب ..
أسماء الرجال الذين أحبوها ..
وعدد رسائل الحب التي استلمتها ..
وألوان الأزهار التي أهديت إليها ..

8
ليس هناك امرأة ليس بداخلها بوصلة ..
تدلها على مرافئ الحب ..
وعلى الشواطئ التي تتكاثر فيها الأسماك ..
وتتزوج فيها العصافير ..
وعلى الطرق الموصلة إلى جنوب إسبانيا
حيث يتصارع الرجال والثيران ..
للموت تحت أقدام امرأة جميلة …

9
جسد المرأة ناي
لم يتوقف عن العزف منذ ملايين السنين .
ناي لا يعرف النوطة الموسيقية ..
ولا يقرأ مفاتيحها ..
ناي لا يحتاج إلى من يدوزنه ..
لأنه يدوزن نفسه ..

10
جسد المرأة يعمل بوقوده الذاتي
ويفرز الحب ..
كما تفرز الشرنقة حريرها ..
والثدي حليبه ..
والبحر زرقته ..
والغيمة مطرها ..
والأهداب سوادها ..

11
جسد هذه المرأة .. مروحة ..
وجسد تلك .. صيف إفريقي …

12
الحب في جسدك ..
قديم وأزلي ..
كما الملح جزء من جسد البحر ..

13
ليس صحيحاً ..
أن جسد المرأة يتلعثم عندما يرى رجلاً ..
إنه يلتزم الصمت ..
ليكون أكثر فصاحة !! ..

14
ليس هناك جسد أنثوي
لا يتكلم بطلاقة ..
بل هناك رجل
يجهل أصول الكلام …

15
لا بد في الجنس من الخروج على النص …
وإلا تحولت أجساد النساء
إلى جرائد شعبية ..
عناوينها متشابهة ..
وصفحاتها مكررة !! .

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي