المفضليات/الحرث بن ظالم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الحرث بن ظالم

الحرث بن ظالم - المفضليات

الحرث بن ظالم

قِفَا فاسْمَعا أُخْبِرْكُما إِذْ سأَلْتُما

مُحارِبُ مَوْلاهُ وثَكْلاَنُ نادِمُ

فأُقْسِمُ لولاَ مَنْ تَعَرَّضَ دونَهُ

لَخَالَطَهُ صافِي الحديدَةِ صارمُ

حَسِبْتَ أَبا قابُوسَ أَنَّكَ سالمٌ

ولَمَّا تُصِبْ ذُلاًّ، وأَنْفُك رَاغِمُ

فإِنْ تَكُ أَذْوادٌ أُصِبْنَ وصِبْيَةٌ

فَهذا ابْنُ سَلْمَى رأسُهُ مُتَفاقِمُ

علَوْتُ بِذِي الحَيَّاتِ مَفْرِقَ رأسِهِ

وهَل يَركَبُ المكْرُوهَ إِلاَّ الأَكارمُ

فَتكْتُ به كما فَتكْتُ بِخالدٍ

وكانَ سلاحِي تَجْتَويه الجَماجِمُ

أَخُصْيَيْ حِمَارٍ باتَ يَكْدِمُ نَجْمَةً

أَتَأكُلُ جِيرَانِي وجارُكَ سالِمُ

بَدَأتُ بِهذِي ثُمَّ أَثْنِي بِهذِهِ

وثالِثَةٌ تَبْيَضُّ منها المَقَادِمُ

نَأَتْ سَلْمَى وأَمْسَتْ في عَدُوٍّ

تَحُثُّ إِليْهمُ القُلُصَ الصِّعَابَا

وحَلَّ النَّعْفَ مِن قَنَويْنِ أَهْلي

وحَلَّت رَوْضَ بِيشَةَ فالرُّبابَا

وقطَّعَ وَصْلَها سيْفِي وأَنِّي

فَجَعْتُ بِخالدٍ عَمْداً كِلاَبَا

وإِنَّ الأَحْوَصَيْنِ تَوَلَّيَاهَا

وقد غَضِبَا عليَّ فَما أَصَابَا

عَلَى عَمْدٍ كَسَوْتُهُما قُبُوحاً

كَما أَكْسُو نِساءَهما السَّلاَبَا

وإِني يومَ غَمْرَةَ غَيْرَ فَخْرٍ

تَركْتُ النَّهْبَ والأَسْرَى الرِّغَابَا

فَلسْتُ بِشاتِمٍ أَبَداً قُرَيْشاً

مُصِيباً رَغْمُ ذلكَ مَنْ أَصَابَا

فَما قَوْمِي بثَعْلَبةَ بْنِ سَعْدٍ

وَلا بِفَزَارَةَ الشُّعْرَى رقابَا

وقَوْمِي، إِنْ سَأَلْتِ، بنُو لُؤَيٍّ

بمَكَّةَ عَلَّمُوا النَّاسَ الضِّرَابَا

سَفِهْنا باتِّباعِ بني بَغِيضٍ

وتَرِْ الأَقْرَبِينَ بِنَا انْتِسَابَا

سَفاهَةَ فارِطٍ لَمَّا تَرَوَّى

هَرَاقَ الماءَ واتَّبَعَ السَّرَابَا

لَعَمْرُكَ إِنَّني لأَُحِبُّ كَعْباً

وسامَةَ إِخْوَتِي حُبِّي الشَّرابَا

فَما غَطفَانُ لي بِأَبٍ ولكنْ

لُؤَيٍّ والِدِي قَوْلاً صَوَابَا

فَلمَّا أَنْ رأَيْتُ بني لُؤَيٍّ

عَرَفْتُ الوُدَّ والنَّسَبَ القُرَابَا

رَفَعْتُ الرُّمْحَ إِذْ قالُوا قُرَيْشٌ

وشَبَّهْتُ الشَّمَائِلَ والقِبَابَا

صَحِبْتُ شَظِيَّةً منهمْ بِنَجْدٍ

تَكُونُ لِمَنْ يُحَارِبُهُمْ عَذَابَا

وحَشَّ رَوَاحَةُ القُرَشِيُّ رَحْلِي

بِنَاقَتِهِ وَلم يَنُْرْ ثَوَابَا

فَيَا للهِ لم أَكْسِبْ أَثَاماً

ولَمْ أَهْتِكْ لِذِي رَحِمٍ حِجَابَا

أَقامُوا للكَتائِبِ كُلَّ يَوْمٍ

سُيُوفَ المَشْرَفِيَّةِ والحِرَابَا

فلَوْ أَنِّي أَشاءُ لكُنْتُ منهمْ

وما سَيَّرْتُ أَتَّبِعُ السَّحَابَا

ولاَ قِظْتُ الشَّرَبَّةَ كُلَّ يومٍ

أُعَدِّي عن مِياهِهِمُ الذُّبَابَا

مشياهاً مِلْحَةً بِمَبِيتَ سَوْءٍ

تَبِيتُ سِقَابُهُمْ صَرْدَى سِغَابَا

كأَنَّ التَّاجَ مَعْقُودٌ عليهمْ

إِذَا وَرَدَتْ لِقاحُهُمْ شِزابَا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي