حاجب بن حبيب الأسدي

حاجب بن حبيب الأسدي
باتَتْ تَلومُ علَى ثادِقٍ
لِيُشْرَى فقد جَدَّ عِصْيانُهَا
أَلاَ إِنَّ نَجْوَاكِ في ثادِقٍ
سَواءٌ عليَّ وإِعْلاَنُهَا
وقالتْ: أَغِثْنا بهِ إِنَّنِي
أَرَى الخيلَ قد ثابَ أَثْمانُهَا
فقلتُ أَلَمْ تَعْلمِي أَنَّهُ
كَريمُ المَكَبَّة مِبْدَانُهَا
كُمَيْتٌ أُمِرَّ عَلَى زُفْرَةٍ
طوِيلُ القوائِم عُرْيانُهَا
تَرَاهُ على الخيل ذا جُرْأَة
إِذا ما تَقَطَّعَ أَقْرَانُهَا
وَهُنَّ يَرِدْنَ وُرُودَ القَطَا
عُمَانَ وقد سُدَّ مُرَّانُهَا
طَوِيلُ العِنَان قليلُ العِثَا
ر خَاظِي الطَّرِيقَةِ رَيَّانُهَا
وقلتُ: أَلَم تَعْلَمِي أَنَّهُ
جَمِيلُ الطُّلاَلَةِ حُسَّانُهَا
يَجُمُّ على السَّاق بعدَ المِتَانِ
جُمُوماً ويُبْلَغُ إِمْكَانُهَا
قال حاجب أيضاً:
أَعْلَنْتُ في حُبِّ جُمْلٍ أَيَّ إِعْلاَنِ
وقد بَدَا شَأْنُها مِنْ بَعْدِ كِتْمَانِ
وقد سَعَى بيننا الوَاشُونَ واخْتَلَفُوا
حتَّى تَجَنَّبْتُها من غيرِ هِجْرَانِ
هَلْ أَبْلُغَنْها بِمثْلِ الفَحْلِ ناجِيَةٍ
عَنْسٍ عُذَافِرَةٍ بالرَّحْلِ مِذْعَانِ
كأَنَّها وَاضِحُ الأَقْرَابِ حَلأََّةٌ
عن ماءٍ مَاوَانَ رَامٍ بَعْدَ إِمْكَانِ
فَجَال هَافٍ كَسَفُّودِ الحَديدِ لَهُ
وَسْطَ الأَماعِزِ، منْ نَقْعٍ، جَنَابَانِ
تَهْوِي َسنابِكُ رِجْلَيْهِ مُحَنَّبَةً
في مُكْرَهٍ من صَفِيحِ القُفِّ كَذَّان
يَنْتَابُ ماءَ قُطَيَّاتٍ فَأَخْلَفَهُ
وكانَ مَوْرِدُهُ ماءً بِحَوْرانِ
تَظَلُّ فيه بناتُ الماءِ أَنْجِيَةً
كأَنَّ أَعْيُنَها أَشباهُ خِيلاَنِ
فلم يَهُلْهُ ولكنْ خاضَ غَمْرَتَهُ
يَشْفِي الغَلِيلَ بِعَذْبٍ غيرِ مِدَّانِ
وَيْلٌ أمِّ قومٍ رَأَيْنا أَمْسِ سَادَتَهُمْ
فِي حادِثاتٍ أَلمَّت خَيْرَ جِيرانِ
يَرْعَيْنَ غِبًّا وإِنْ يَقْصُرْنَ ظاهِرَةً
يَعْطِف كِرَامٌ علَى ما أَحْدَثَ الجانِي
والحارِثانِ إِلى غاياتِهِمْ سَبَقاً
عَفْواً كما أَحْرَزَ السَّبْقَ الْجَودانِ
والمُعْطِيانِ ابْتِغَاءَ الحمدِ مالَهما
والحمدُ لا يُشْتَرَى إِلاَّ بأَثْمَان