المفضليات/ذو الإصبع العدواني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

ذو الإصبع العدواني

ذو الإصبع العدواني - المفضليات

ذو الإصبع العدواني

لِيَ ابْنُ عَمٍّ عَلَى ما كان مِن خُلُقِ

مُخْتَلِفَانِ فأَقْلِيهِ ويَقْلِينِي

أَزْرَى بِنَا أَنَّنَا شَالَتْ نَعَامَتُنَا

فَخَالَني دُونَهُ وخِلْتُهُ دُونِي

يا عَمْرُ وإِنْ لا تَدَعْ شَتْمِي ومَنْقِصَتي

أَضْرِبْكَ حَيْثُ تَقُولُ الهامَةُ اسْقُونِي

لاَهِ لابنِ عَمِّك لا أَفْضَلْتَ في حسَبٍ

عَنِّي، ولا أَنْتَ دَيَّاني فَتَخْزُونِي

لولا تقُوتُ عِيَالِي يَومَ مَسْغَبَةٍ

ولا بِنَفْسِكَ في العَزَّاءَ تَكْفِيني

إِنِّي لَعَمْرُكَ ما بَابِي بِذِي غَلَقٍ

عَن الصَّدِيقِ ولا خَيْرِي بِمَمْنُونِ

ولا لِسَاني على الأَدْنَى بِمُنْطَلِقٍ

بالفَاحِشَاتِ وَلا فَتْكِي بِمَأْمُونِ

عَفٌّ يَؤُوسٌ إِذَا ما خِفْتُ مِن بَلَدٍ

هُوناً فَلَسْتُ بِوَقَّافٍ على الهُونِ

عَنِّي إِليكَ فما أُمِّي بِرَاعِيَةٍ

تَرْعَى المَخَاضَ، وَما رَأيي بِمَغْبُونِ

كلُّ امْرِىٍء رَاجعٌ يَوْماً لِششيمَتِهِ

وإِنْ تَخَالَقَ أَخْلاَقاً إِلى حِينِ

إِنِّي أَبِيٌّ أَبِيٌّ ذُو مُحَافَظَةٍ

وابنُ أَبيٍّ أَبِيٍّ مِنْ أَبِيِّينِ

وأَنْتُمْ مَعْشَرٌ زَيْدٌ عَلَى مائَةٍ

فأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ كُلاًّ فَكِيدُونِي

فإِنْ عَرَفْتُمْ سَبِيلَ الرُّشْدِ فَانْطَلِقُوا

وإِنْ جَهِلْتُم سَبِيلَ الرُّشْدِ فَأْتُوني

ماذا عَليَّ وإِنْ كُنُْمْ ذَوِي كَرمٍ

أَنْ لا أُحِبَّكُمُ إِذْ لم تُحِبُّونِي

لَوْ تَشْرَبُونَ دَمِي لم يَرْوَ شارِبُكُمْ

ولا دِماؤُكُمُ جَمْعاً تُرَوِّينِي

اَللهُ يَعْلَمُني واللهُ يَعْلَمُكُمْ

واللهُ يَجْزِيكُمُ عَنِّي ويَجْزِينِي

قد كُنْتُ أُوتيكُمُ نُصْحِي وأَمْنَحُكُمْ

وُدِّي على مُثْبَتٍ في الصَّدرِ مَكْنُونِ

لا يُخرِجُ الكَرْهُ منِّي غَيْرَ مَأْبِيَةٍ

ولا أَلِينُ لِمَنْ لا يَبْتَغِي لِيني

قال:

وأنشدني غير أبي عكرمة

يا مَنْ لِقَلْبٍ شَدِيدِ الْهَمِّ مَحْزُونِ

أَمْسَى تَذَكَّرَ رَيَّا أُمَّ هَارُون

أَمْسَى تَذكَّرَها مِنْ بَعْدِ ما شَحَطَتْ

والدَّهْرُ ذُو غِلْظَةٍ حِيناً وذُو لِينِ

فإِنْ يَكُنْ حُبُّهَا أَمْسَى لَنَا شَجَناً

وأَصْبَحَ الْوَأيُ مِنها لا يُؤَاتِيني

فقد غَنِينَا وشَمْلُ الدَّهْرِ يَجْمَعُنَا

أُطِيعُ رَيَّا وريَّا لا تُعَاصِينِي

تَرْمِي الوُشَاةَ فَلاَ تُخْطِي مَقاتِلَهمْ

بِصادِقٍ منْ صَفَاءِ الوُدِّ مَكنون

ولِي ابنُ عَمٍّ عَلَى ما كان من خُلُقٍ

مُخْتَلِفَانِ فَأَقلِيهِ ويَقْلِيني

أَزْرَى بِنَا أَنَّنَا شَالَتْ نَعَامَتُنا

فَخَالَنِي دُونَهُ بَلْ خِلْتُهُ دُونِي

لاَهِ ابنُ عَمِّك لا أَفْضَلْتَ في حَسَبٍ

عَنِّي، ولا أَنْتَ دَيانِي فَتَخْزُونِي

ولا تقوقت عيالي يوم مسبغة

ولا بنفسك في العزاء تكفيني

فإن ترد عرض الدنيا بمنقصتي

فإن ذلك مما ليس يشجيني

ولا يرى في غير الصبر منقصة

وما سواه فإن الله يكفيني

لولا أياصر قربى لست تحفظها

ورهبة الله فيمن لا يعاديني

إذاً بريتك برياً لا انجبار له

إني رأيتك لا تنفك تبربني

إن الذي يقبض الدنيا ويبسطها

إن كان أغناك عني سوف يغنيني

الله يعلمني والله يعلمكم

والله يجزيكم عني ويجزيني

ماذا علي وإن كنتم ذوي رحمي

أن لا أحبكم إذ لم تحبوني

لو تشربون دمي لم يرو شاربكم

ولا دماؤكم جمعاً ترويني

ولي ابن عم لو أن الناس في كبد

لظل محتجزاً بالنبل يرميني

يا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي

أضربك حيث تقول الهامة اسقوني

درم سلاحي فما أمي براعية

ترعي المخاض، وما رأيي بمغبون

إني أبي أبي ذو محافظة

وابن أبي أبي من أبيين

لا يخرج القسر مني غير مأبية

ولا ألين لمن لا يبتغي ليني

عف ندود إذا ما خفت من بلد

هوناً فلست بوقاف علي الهون

كل أمرىء صائر يوماً لشيمته

وإن تخلق أخلاقاً إلى حين

إني لعمرك ما بابي بذى غلق

عن الصديق ولا خيري بممنون

وما لساني علي الأدني بمنطلق

بالمنكرات، وما فتكي بمأمون

عندي خلائق أقوام ذوي حسب

وآخرون كثير كلهم دوني

وأنتم معشر زيد على مائة

فأجمعوا أمركم شتي فكيدوني

فإن علمتم سبيل الرشد فانطلقوا

وإن جهلتم سبيل الرشد فأتوني

يا رب ثوب حواشيه كأوسطه

لا عيب في الثوب من حسن ومن لين

يوماً شددت على فرغاء فاهقة

يوماً من الدهر تارات تماريني

قد كنت أعطيكم مالي وأمنحكم

ودي على مثبت في الصدر مكنون

بل رب حي شديد الشغب ذي لجب

دعوتهم راهن منهم ومرهون

رددت باطلهم في رأس قائلهم

حتى يظلوا خصوماً ذا أفانين

يا عمرو لو لنت لي ألفيتني يسراً

سمحاً كريماً أجازى من يجازيني

والله لو كرهت كفي مصاحبتي

لقلت إذ كرهت قربي لها: بيني

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي