عامر بن الطفيل

عامر بن الطفيل
لقد عَلِمَتْ عُلْيَا هَوَازِنَ أَنَّنِي
أَنا الفارِسُ الحامِي حَقِيقَةَ جَعْفَرِ
وقد عَلِمَ المَزْنُوقُ أَنِّي أَكُرُّهُ
علَى جَمْعِهِمْ كَرَّ المَنِيحِ المُشَهَّرِ
إِذَا ازْوَرَّ من وَقْعِ الرِّماحِ زَجَرْتُهُ
وقُلتُ: لَهُ ارْجعْ مُقْبِلاً غيرَ مُدْبِرِ
وأَنْبَأْتُهُ أَنَّ الفِرَارَ خَزَايَةٌ
علَى المَرْءِ ما لم يُبْلِ جَهْداً ويُعذِرِ
أَلَسْتَ تَرَى أَرماحَهُمْ فِيَّ شُرَّعاً
وأَنْتَ حِصَانٌ ماجِدُ العِرْقِ فاصْبِرِ
أَرَدْتُ لِكيْ لا يَعْلمَ اللهُ أَنَّنِي
صَبَرْتُ وأَخْشَى مِثْلَ يومِ المُشَقَّرِ
لَعَمْرِي، وما عَمْرِي عليَّ بِهَيِّنٍ،
لقَدْ شَانَ حُرَّ الوَجْهِ طعْنَةً مُسْهِرِ
فَبِئْسَ الفَتَى إِن كُنْتُ أَعْوَرَعاقِراً
جَباناً، فَما عُذْرِي لدى كُلِّ مَحْضَرِ
وقد عَلِمُوا أَنِّي أَكُرُّ عليهمُ
عَشِيَّةَ فَيْف الرِّيح كَرَّ المُدَوِّرِ
وما رِمْتُ حتي بَلَّ نَحْري وصَدْرَهُ
نَجيعٌ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُسيَّرِ
أَقُولُ لِنَفْسِ لا يُجادُ بِمِثْلِها
: أَقِلِّي المِراحَ إِنَّنِي غيرُ مُقْصِرِ
فلو كانَ جَمْعٌ مثلُنا لم نُبالِهِمْ
ولكِنْ أَتَتْنا أُسْرَةٌ ذاتُ مَفْخَرِ
فَجَاؤُوا بِفُرْسانِ العَرِيضَةِ كُلِّها
وأَكْلُبَ طُرًّا في لباسِ السَّنَوَّرِ
قال عامر بن الطفيل أيضاً:
ولَتَسْئَلَنْ أَسماءُ، وهْيَ حَفِيَّةٌ،
نُصَحاءَها: أَطُرِدْتُ أَمْ لم أُطْرَدِ
قالُوا لها: فلقد طَرَدْنا خَيْلَهُ
قُلْحَ الكِلاَبِ، وكنْتُ غيرَ مَطَرَّدِ
فَلأََنْعينَّكُمُ المَلاَ وعُوَارِضاً
ولأَُهْبِطَنَّ الخيلَ لاَبَةَ ضَرْغَدِ
بالخيلِ تَعْثُرُ في القَصِيدِ كأَنَّها
حِدَأٌ تَتاَبَعَ في الطَّرِيقِ الأَقْصَدِ
ولأََثْأَرَنَّ بِمالِكٍ وبِمالِكٍ
وأَخِي المَرَوْرَاةِ الذِي لم يُسْنَدِ
وقَتِيلَ مُرَّةَ أَثْأَرَنَّ فَإِنَّهُ
فَرْغٌ، وإِنَّ أَخَاهُمُ لم يُقْصَدِ
يا أَسْمَ أُخْتَ بَنِي فَزَارَةَ إِنَّنِي
غَازٍ، وإِنَّ المَرْءَ غَيرُ مُخلَّدِ
فِيئِي إِليكَ فلا هَوَادَةَ بَيْنَنا
بَعْدَ الفَوَارِسِ إِذْ ثَوَوْا بالمَرْصَدِ
إِلاَّ بِكلِّ أَحَمَّ نَهْدٍ سابِحٍ
وعُلاَلَةٍ من كلِّ أَسْمَرَ مِذْوَدِ
وأَنا أبْنُ حَرْبٍ لاَ أَزَالُ أَشُبُّها
سَمَراً وأُوقدُها إِذَا لم تُوقَد
فإِذا تَعَذَّرَتِ البلادُ فأَمْحَلَتْ
فَمَجَازُها تَيْماءُ أَو بالأَثْمُدِ