المفضليات/علقمة بن عبدة بن النعمان بن قيس

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

علقمة بن عبدة بن النعمان بن قيس

علقمة بن عبدة بن النعمان بن قيس - المفضليات

علقمة بن عبدة بن النعمان بن قيس

طَحَا بِكَ قَلْبٌ في الحِسَانِ طَرُوبُ

بُعَيْدَ الشَّبَابِ عَصْرَ حانَ مَشِيبُ

يُكَلِّفُنِي لَيْلَى وقد شَطَّ وَلْيُها

وعادَتْ عَوَادٍ بيننا وخُطُوبُ

مُنَعَّمَةٌ ما يُسْتَطَاعُ كِلاَمُها

عَلَى بَابِها منْ أَنْ تُزَارَ رَقيبُ

إِذَا غابَ عنها البْعلُ لم تُفش سِرَّهُ

وتُرْضِي إِيَابَ البعلِ حينَ يَؤُوبُ

فَلا تَعْدِلي بَيْني وبَيْنَ مُغَمَّرٍ

سَقَتْكِ رَوَايَا المُزْنِ حينَ تَصُوبُ

سَقَاكَ يَمَانٍ ذُو حَبيٍّ وعارِضٍ

تَرُوحُ به جُنْحَ العَشِيِّ جَنُوبُ

وما أَنتَ أَمْ ما ذِكْرُها رَبَعِيَّةٍ

يُخَطُّ لها منْ ثَرْمَدَاءَ قَلِيبُ

فإِنْ تَسْأَلونِي بِالنِّساءِ فإِنَّني

بَصِيرٌ بأَدْوَاءِ النِّسَاءِ طَبِيبُ

إِذَا شاب رَأْسُ المرءِ أَو قَلَّ مالُهُ

فليس لهُ من وُدِّهِنَّ نَصِيبُ

يُرِدْنَ ثَرَاءَ المالِ حيثُ عَلِمْنَهُ

وشَرْخُ الشَّبابِ عِندهُنَّ عَجِيبُ

فَدَعْها وسَلِّ الهمَّ عنكَ بِجَسْرَةٍ

كَهَمِّكَ، فيها بالرِّدَافِ خَبِيبُ

وعِيسٍ بَرَيْناها كأَنَّ عُيُونَها

قَوَارِيرُ في أَدْهانِهِنَّ نُضُوبُ

إِلى الحارِثِ الوَهَّابِ أَعْلَمْتُ ناقَتِي

لِكَلْكلها والقُصْرَيَيْنِ وَجِيبُ

تَتَبَّعُ أَفْياءَ الظِّلالِ عَشيَّةً

على طُرُقٍ كأَنَّهنَّ سُبُوبُ

وناجِيةٍ أَفْنَى رَكِيبَ ضُلُوعِها

وحَارِكَها تَهَجُّرٌ فَدُؤُوبُ

فأَوْرَدْتُها ماءً كأَنَّ جِمَامَهُ

من الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً وصَبِيبُ

وتُصْبحُ عن غِبِّ السُّرَى وكأَنَّها

مُوَلَّعةٌ تَخْشَى القَنِيصَ شَبُوبُ

تَعَفَّقَ بالأَرْطَى لها وأَرادَها

رِجالٌ فَبَذَّتْ نَبْلَهُمْ، وكَلِيبُ

لِتُبْلِغَنِي دارَ امْرِىءٍ كان نائِياً

فقد قَرَّبَتْنِي مِنْ ندَاكَ قَرُوبُ

إِليكَ أَبَيْتَ اللَّعْنَ كان وَجِيفُها

بِمُشْتَبِهاتٍ هَوْلُهُنَّ مَهِيبُ

هَداني إِليكَ الفَرْقَدَانِ ولا حِبٌ

لهُ فَوْقَ أَصْوَاءِ المِتَانِ عُلوبُ

بِها جِيَفُ الحَسْرَى، فأَمَّا عِظامُها

فَبِيضٌ، وأَمَّا جِلْدُها فَصَلِيبُ

تُرادُ علَى دِمْنِ الْحِياضِ فإِنْ تَعَفْ

فإِنَّ المُنَدَّى رِحْلَةٌ فَرُكُوبُ

فَلاَ تَحْرِمَنِّي نائِلاً عنْ جَنابَةٍ

فإِنِّي امرؤٌ وَسْطَ القِبابِ غَريبُ

وأَنتَ امرؤٌ أَفْضَتْ إِليكَ أَمانَتِي

وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رُبُوبُ

ولَسْتَ لإِنْسِيِّ ولكنْ لِمَلأَْكٍ

تَنَزَّلَ من جوِّ السَّماءِ يَصُوبُ

فأَدَّتْ بَنُو كَعْبِ بنِ عَوْفٍ رَبِيبَها

وغُودِرَ في بعضِ الجُنودِ رَبِيبُ

فوَ اللهِ لولا فارِسُ الجَوْنِ مِنهمُ

لآبُو خَزَايا، والإِيابُ حَبِيبُ

تُقَدِّمُهُ حَتَّى تَغِيبَ حُجُولهُ

وأَنتَ لِبَيْضِ الدَّاِرعينَ ضَرُوبُ

مُظَاهِرُ سِرْبالَيْ حَدِيدٍ، عليهما

عَقِيلاَ سُيوفٍ مِخْدَمٌ ورَسُوبُ

فقاتَلْتَهُمْ حتَّى اتَّقَوْكَ بِكَبْشِهِمْ

وقد حانَ مِنْ شمسِ النهارِ غُرُوبُ

تَجُود بِنفسٍ لا يُجَادُ بمثلها

فأَنْتَ بها عندَ اللقاءِ خَصِيبُ

تَخَشْخَشُ أَبْدَانُ الحديدِ عليهمُ

كما خَشْخَشَتْ يُبْسَ الحِصَادِ جَنُوبُ

وقاتَلَ مِن غَسَّانَ أَهْلُ حِفَاظِهَا

وهِنْبٌ وقَاسٌ جَالَدَت وشَبِيبُ

كأَنَّ رجالَ الأوَسْ تَحْتَ لَبَانِهِ

وما جَمَعَتْ جَلٌّ مَعاً وعَتِيبُ

رَغَا فَوْقَهُمْ سَقْبُ السَّماءِ، فَدَاحِضٌ

بِشِكَّتِهِ لم يُسْتَلَبْ وسَلِيبُ

كأَنَّهُمُ صابَتْ عليهمْ سَحابَةٌ

صَوَاعِقُها لِطَيْرِهِنَّ دَبِيبُ

فلَم تَنْجُ إِلاَّ شِطْبَةٌ بِلِجامِهَا

وإِلاَّ طِمِرٌّ كالقَنَاةِ نَجِيبُ

وإِلاَّ كَمِيٌّ ذُو حِفَاظِ كأَنَّهُ

بما أَبْتَلَّ منْ حَدِّ الظبَاتِ خَضِيبُ

وأَنتَ أَزَلْتَ الخُنْزُوَانَةَ عنهمُ

بِضَرْبٍ له فَوقَ الشُّؤُونَ دَبِيبُ

وأَنتَ الذي آثارُهُ في عَدُوِّهِ

منَ البُؤْسِ والنُّعْمَى لَهُنَّ نُدُوبُ

وفي كُلِّ حيٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمَةٍ

فَحُقَّ لِشَأس من نَدَاكَ ذَنُوبُ

وما مِثلُهُ في الناسِ إِلاَّ أَسِيرُهُ

مُدَانٍ، ولا دَانٍ لِذَاكَ قَرِيبُ

قال علقمة بن عبدة أيضاً

هل ما عَلِمْتَ وما اسْتَودِعْتَ مَكْتُومُ

أَم حَبْلُها إِذْ نَأَتْكَ اليومَ مَصْرُومُ

أَمْ هل كَبِيرٌ بَكَى لم يَقْضِ عَبْرَتَهُ

إِثْرَ الأَحِبَّةِ يومَ البَيْنِ مَشْكُومُ

لم أَدْرِ بالبيْنِ حتَّى أَزْمَعُوا ظَعَناً

كُلُّ الجِمَالِ قُبَيْلَ الصُّبْحِ مَزْمُومُ

رَدَّ الإِماءُ جِمَالَ الحَيِّ فاحْتَمَلُوا

فَكُلُّها بالتَّزِيدِيَّاتِ مَعْكُومُ

عَقْلاً ورَقْماً تَظَلُّ الطَّيْرُ تَخْطَفُه

كأَنَّهُ من دَمِ الأَجْوافِ مَدْمومُ

يَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً نَضْجُ العَبيرِ بها

كأَنَّ تَطْيابَها في الأَنْفِ مَشْمُومُ

كأَنَّ فَأَرَةَ مِسْكٍ في مَفَارِقِها

لِلْباسِطِ المُتَعَاطِي وهْوَ مَزْكُومُ

فالعَيْنُ مِنِّي كأَنْ غَرْبٌ تَحُطُّ بهِ

دَهْمَاءُ حَارِكُها بالقِتْبِ مَحْزُومُ

قد عُرِّيَتْ زَمناً حتَّى اسْتَطَفَّ لها

كِتْرٌ كَحَافَةِ كِيرِ القَيْنِ مَلْمُومُ

قد أَدْبرَ العَرُّ عنها وهْيَ شَامِلُها

من ناصِع القَطِرانِ الصِّرْفِ تَدْسِيمُ

تَسْقِي مَذَانِبَ قد زَالَتْ عَصِيفَتُها

حَدُورُها مِنْ أَتِيِّ الماءِ مَطْمُومُ

من ذِكْرِ سَلْمَى وما ذِكْرِى الأَوَانَ بها

إِلاَّ السَّفَاهُ، وظَنُّ الغَيْبِ تَرْجِيمُ

صِفْرُ الوِشَاحَيْنِ مِلْءُ الدِّرْعِ خَرْعبَةٌ

كأَنَّها رَشَأُ في البَيْتِ مَلْزُومُ

هل تُلْحِقَنِّي بأُخْرَى الحَيّ إِذْ شَحِطُوا

جُلْذِيَّةٌ كأَتَان الضَّحْل عُلْكُومُ

كأَنَّ غِسْلَةً خَطْمِيٍّ بِمِشْفَرِها

في الخَدِّ منها وفي اللَّحْيَينِ تَلْغِيمُ

بِمِثْلِها تُقْطَعُ المُوْماةُ عنْ عُرُضٍ

إِذَا تَبَغَّمَ في ظَلْمَائِهِ البُومُ

تُلاحِظُ السَّوْط شَزْراً وهْيَ ضَامِرَةٌ

كما تَوَجَّسَ طَاوِي الكَشْحِ مَوْشُومُ

كأَنَّها خاصِبٌ زُعْرٌ قَوَادِمُهُ

أَجْنَى لهُ بِاللِّوَى شَرْيٌ وتَنُّومُ

يَظَلُّ في الحَنْظَلِ الخُطْبَانِ يَنْفُقُهُ

وما اسْتَطَفَّ منَ التَّنُّومِ مَخْذُومُ

فُوهُ كَشَقِّ العَصَا لأَياً تَبَيَّنُهُ

أَسَكُّ ما يَسْمَعُ الأَصْوَاتَ مَصْلُومُ

حتَّى تَذَكَّرَ بَيْضَاتٍ وهَيَّجَهُ

يَوْمُ رَذَاذٍ عليهِ الرِّيحُ مَغْيُومُ

فَلا تَزَيُّدُهُ في مَشْيِهِ نَفِقٌ

وَلا الزَّفِيفُ دُوَيْنَ الشَّدِّ مَسْؤُومُ

يَكَادُ مَنْسِمُهُ يَخْتَلُّ مَقْتَلَهُ

كأَنَّهُ حاذِرٌ لِلنَّخْسِ مَشْهُومُ

وَضَّاعةٌ كَعِصِيِّ الِّشْرِع جُؤْجُؤُهُ

كأَنَّهُ بِتَنَاهِي الرَّوْضِ عُلْجُومُ

يَأْوِي إِلى حِسْكِلٍ زُعْرٍ حَوَاصِلُهُ

كأَنَّهُنَّ إِذَا بَرَّكْنَ جُرْثُومُ

فَطَافَ طَوْفَيْنِ بالأُدْحِىِّ يَقْفُرُهُ

كأَنَّهُ حاذِرٌ لِلنَّخْسِ مَشْهُومُ

حتَّى تَلافى وقَرْنُ الشمسِ مُرْتَفِعٌ

أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فِيهِ البيْضُ مُرْكُومُ

يُوحِي إِليها بِإِنْقَاضٍ ونَقْنَقَةٍ

كما تَرَاطَنُ في أَفْدَانِها الرُّومُ

صَعْلٌ كأَنَّ جنَاحَيْهِ وجُؤْجُؤَهُ

بْيٌت أَطافَتْ به خَرْقاءُ، مَهْجُومُ

تَحُفُّهُ هِقْلَةٌ سَطْعَاءُ خاضِعَةٌ

تُجيبُهُ بِزِمَارٍ فيه تَرْنِيمُ

بَلْ كلُّ قَوْمٍ وإِنْ عزُّوا وإِنْ كثُرُوا

عَرِيفُهُمْ بأَثَافِي الشَّرِّ مَرْجُومُ

والحمْدُ لا يُشْتَرَى إِلاَّ لهُ ثَمَنٌ

ممَّا يَضِنُّ به الأَقوامُ مَعْلُومُ

والجودُ نافِيةٌ لِلْمَالِ مَهْلِكَةٌ

والبُخْلُ باقٍ لأَِهْلِيهِ ومذْمومُ

والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبُونَ بهِ

عل نِقَادَتِه وَافٍ ومَجْلُومُ

ومُطْعَمُ الغُنْمِ يومَ الغُنْم مُطْعَمُهُ

أَنَّى تَوَجَّهَ، والمحْرومُ مَحْرُومُ

والجهلُ ذُو عَرَضٍ لا يُسْتَرادُ لهُ

والْحِلْمُ آوِنَةً في الناسِ مَعْدُومُ

ومَنْ تَعَرَّضَ لِلْغِرْبانِ يَزْجُرُها

على سلاَمَتهِ لا بُدَّ مَشْؤُومُ

قد أَشْهَدُ الشَّرْبَ فيهمْ مِزْهَرٌ رَنِمٌ

والقومُ تَصْرَعُهُمْ صَهْباءُ خُرْطُومُ

كأْسُ الصُّدَاعَ ولا يُؤْذِيكَ صالبُها

ولا يُخالِطُها في الرأَسِ تَدْويمُ

عَانِيَّهٌ قَرْقَفٌ لم تُطَّلَعْ سَنَةً

يُجُنُّها مُدْمَجٌ بالطِّينِ مَخْتُومُ

ظَلَّتْ تَرَقْرَقُ في النَّاجُودِ يَصْفِقُها

وَليدُ أَعْجَمَ بالكَتَّانِ مَفْدُومُ

كأَنَّ إِبْريقَهُمْ ظَبْيٌ علَى شَرَفٍ

مُفَدَّمٌ بِسَبَا الكَتَّانِ مَرْثُومُ

أَبْيَضُ أَبْرَزَهُ لِلضِّحِّ رَاقِبُهُ

مُقَلَّدٌ قُضُبَ الرَّيْحَانِ مَفْغُومُ

وقد غَدوْتُ على قِرْنِي يُشيِّعُنِي

ماضٍ أَخُو ثِقَةٍ بِالخَيْرِ مَوْسُومُ

وقد يَسَرْتُ إِذَا ما الْجُوعُ كَلَّفَهُ

مُعَقَّبٌ مِنْ قِدَاحِ النَّبْعِ مَقْرُومُ

لو يَيْسِرُونَ بِخَيْلٍ قد يَسَرْتُ بها

وكلُّ ما يَسَرَ الأَقْوَامُ مَغْرُومُ

وقد أُصاحِبُ فِتْيَاناً طعامُهُمُ

خُضْرُ المَزَادِ ولَحْمٌ فِيهِ تَنْشِيمُ

وقد عَلَوْتُ قُتُودُ الرَّحْلِ يَسْفَعُنِي

يومٌ تَجِيءُ به الجَوْزَاءُ مَسْمُومُ

حَامٍ كأَنَّ أُوَارض النَّارِ شَامِلُهُ

دُونَ الثِّيابِ ورَأْسُ المَرْءِ مَعْمُومُ

وقد أَقُودُ أَمامَ الحَيِّ سَلْهَبَةً

يَهْدِي بها نَسَبٌ في الحَيِّ مَعْلُومُ

لا فِي شَظَاها ولا أَرْساغِها عَتَبٌ

ولا السَّنابِكُ أَفْنَاهُنَّ تَقْلِيمُ

سُلاَّءَةٌ كَعَصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لها

ذُو فَيْئَةٍ من نَوَى قُرَّانَ مَعْجُومُ

تَتْبَعُ جُوناً إِذَا ما هُيِّجَتْ زَجِلَتْ

كأَنَّ دُفًّا على العَلْيَاءِ مَهْزُومُ

إِذَا تَزَغَّمَ مِنْ حَافاتِها رُبَعٌ

حَنَّتْ شَغَامِيمُ في حَافَاتِها كُومُ

يَهْدِي بها أَكْلَفُ الخَدَّيْنِ مُخْتَبَرٌ

مِنَ الجِمَالِ كَثيرُ اللَّحْم عَيْثُومُ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي