المفضليات/مرقش الأصغر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

مرقش الأصغر

مرقش الأصغر - المفضليات

مرقش الأصغر

أَمِنْ رَسْمِ دَارٍ ماءُ عَيْنَيكَ يَسْفَحُ

غَدَا من مُقامٍ أَهْلُهُ وتَرَوَّحُوا

تُزَجِّي بها خُنْسُ الظِّبَاءِ سِخَالَها

جَآذِرُها بالجَوِّ وَرْدٌ وأَصْبَحُ

أَمِنْ بِنْتِ عَجْلاَنَ الخَيالُ المُطَرَّحُ

أَلَمَّ ورَحْلي سَاقِطٌ مُتَزَحْزَحُ

فلمَّا انْتَبَهْتُ بالخَيالِ ورَاعني

إِذَا هُوَ رَحْلي والبِلاَدُ تَوَضَّحُ

ولكِنَّهُ زَوْرٌ يُيَقِّظُ نائِماً

ويُحْدِثُ أَشْجاناً بقَلبكَ تَجْرَحُ

بِكُلِّ مَبِيتٍ يَعْتَرِينا ومَنْزِلٍ

فلوْ أَنَّها إِذْ تُدْلِجُ اللَّيْلَ تُصْبِحُ

فوَلَّتْ وقد بَثَّتْ تباريحَ ما تَرَى

ووجْدِي بها إِذْ تَحْدُرُ الدَّمْعَ أَبْرَحُ

وما قَهْوَةٌ صَهبْاءُ كالمِسْكِ رِيحُها

تُعَلَّي علي النَّاجُودِ طَوْراً وتُقْدَحُ

ثَوَتْ في سِباءِ الدَّنِّ عِشْرِين حِجَّةً

يُطانُ عليها قَرْمَدٌ وتُرَوَّحُ

سَباها رِجالٌ من يَهُودَ تَباعَدُوا

لِجِيلاَنَ يُدْنيها من السُّوقِ مُرْبِحُ

بِأَطْيَبَ مِنْ فيها إِذَا جئْتُ طارِقاً

منَ اللَّيْلِ، بَلْ فُوها أَلَذُّ وأَنْصَحُ

غَدَوْنا بِصَافٍ كالعَسِيبِ مُجَلَّلٍ

طويناهُ حِيناً فَهَْ شِزْبٌ مُلَوَّحُ

أَسِيلٌ نَبِيلٌ ليسَ فيهِ مَعابَةٌ

كُمَيْتٌ كَلَوْنِ الصِّرْفِ أَرْجَلُ أَقْرَحُ

علي مِثْلهِ آتِي النَّدِيَّ مُخَايِلاً

وأَغْمِزُ سِرًّا: أَيُّ أَمْرَيَّ أَرْبَحُ

ويَسْبِقُ مَطْرُوداً ويَلْحَقُ طارِداً

ويَخْرُجُ من غَمِّ المَضِيقِ ويَجْرَحُ

تَرَاهُ بِشِكَّاتِ المُدَجِّجِ بَعْدَ ما

تقَطَّعَ أَقْرَانُ المُغِيرَةِ يَجْمَعُ

شَهِدْتُ بهِ في غارَةٍ مُسْبَطرَّةٍ

يُطاعِنُ أُولاَها فِئامٌ مُصَبَّحُ

كما انْتَفَجَتْ منَ الظِّباءِ جَدَايَةٌ

أَشَمُّ، إِذا ذَكَّرْتَهُ الشَّدَّ أَفْيَحُ

يَجُمُّ جُمُومَ الحِسْيِ جاشَ مَضِيقُهُ

وجَرَّدَهُ من تَحتُ غِيْلٌ وأَبْطَحُ

وقال مرقش الأصغر أيضاً

أَلاَ يَا أسْلَمِي لاَ صُرْمَ لي اليومَ فاطِمَا

ولا أَبَداً مادَامَ وَصْلُكِ دَائِمَا

رمَتْكَ ابْنَةُ البَكْرِيِّ عَنْ فَرْعِ ضَالَةٍ

وهُنَّ بِنا خُوصٌ يُخَلْنَ نَعائِمَا

تَرَاءَتْ لَنا يومَ الرَّحِيل بِوَارِدٍ

وعَذْبِ الثَّنايا لم يَكُنْ مُتَرَاكِمَا

سَقاهُ حَبِيُّ المُزْنِ في مُتَهلِّلٍ

منَ الشَّمسِ رَوَّاهُ رَباباً سَوَاجِمَا

أَرَتْكَ بِذَاتِ الضَّالِ منها مَعاصِمَا

وخَدًّا أَسِيلاً كالوَذِيلَةِ ناعِما

صحَا قَلْبُهُ عنها عَلَى أَنَّ ذِكْرَةً

إِذَا خَطَرَتْ دارتْ به الأَرضُ قائِمَا

تبَصَّرْ خَلِيلي هل تَرَى مِنْ ظَعَائِنٍ

خَرَجْنَ سِرَاعاً واقْتَعَدْنَ المَفائِمَا

تَحَمَّلْنَ مِنْ جَوِّ الوَريعَةِ بَعْدَ ما

تَعالَى النَّهارُ واجْتَزَعَنْ الصَّرَائِمَا

تَحَلَّيْنَ ياقُوتاً وشَذْراً وصِيغَةً

وجَزْعاً ظَفارِيًّا ودُرًّا تَوَائِمَا

سَلَكْنَ القُرَى والجِزْعَ تُحْدَى جِمَالُهُمْ

ووَرَّكْنَ قَوًّا واجْتَزَعْنَ المَخَارِمَا

أَلاَ حَبَّذَا وَجْهٌ تُرِينا بَياضَهُ

ومُنْسَدِلاَتٍ كالمَثانِي فَوَاحِمَا

وإِنِّي لأَسْتَحيِي فُطَيْمةَ جائِعاً

خَمِيصاً، وأَستحيِي فُطَيْمةَ طاعِمَا

وإِنِّي لأَسْتَحْيِيكِ والخَرُْ بَيْنَنا

مخافةَ أَنْ تَلْقَيْ أَخاً لِيَ صارِمَا

وإِنِّي وإِنْ كَلَّتْ قَلُوصِي لَرَاجِمٌ

بها وبَنَفْسِي، يا فُطَيْمَ، المَرَاجِمَا

أَفاطِمَ إِنَّ الحُبَّ يَعْفُو عن الْقِلَى

ويُجْشِمُ ذا العِرْضِ الكرِيمَ المَجَاشِمَا

أَلاَ يَا آسْلَمي ثمَّ اعْلَمي أَنَّ حاجَتِي

إِليكِ، فَرُدِّي مِنْ نَوَالِكِ فاطِمَا

أَفاطِمَ لَوْ أَنَّ النِّسَاءَ بِبَلْدَةٍ

وأَنْتِ بأُخْرَى لاَتَّبَعْتُكِ هائِمَا

متَى ما يَشَأْ ذُو الوُدِّ يَصْرِمْ خَلِيلَهُ

ويَعْبَدْ عليهِ لاَ مَحَالَةَ ظالِمَا

وآلَى جَنابٌ حِلْفةً فأَطعْتَهُ

فَنفْسكَ وَلِّ اللَّوْمَ إِنْ كُنْتَ لاَئِمَا

كأَنَّ عليه تاجَ آلِ مُحَرِّقٍ

بِأَنْ ضَر مَوْلاَهُ وأَصْبَحَ سَالِمَا

فمن يَلْقَ خَيْراً يَحْمَدِ النَّاسُ أَمْرَهُ

ومن يَغْوِ لا يَعْدَمْ على الغَيِّ لاَئِمَا

أَلَمْ تَرَ أَنَّ المَرْءَ يَجْذِمُ كفَّهُ

ويَجْشَمُ مِنْ لَوْمِ الصَّدِيقِ المَجاشِمَا

أَمِنْ حُلُمٍ أَصْبَحْتَ تَنْكُتُ واجِمَا

وقَد تَعتَرِي الأَحلامُ مَنْ كان نائِمَا

وقال الأصغر أيضاً:

لاِبْنَةِ عَجْلاَنَ بالجَوِّ رُسُومْ

لم يَتَعَفَّيْنَ والعَهْدُ قَدِيمْ

لاِبْنَةِ عَجْلاَنَ إِذْ نَحْنُ معاً

وأَيُّ حالٍ منَ الدَّهْرِ تَدُومْ

أَمِنْ دِيارٍ تَعَفَّى رَسْمُها

عيْنُكَ مِنْ رَسْمِها بِسَجُومْ

أَضْحَتْ قِفاراً وقدْ كانَ بها

فِي سَالِفِ الدَّهْر أَرْبابُ الهُجُومْ

بَادُوا وأَصْبَحْتُ مِنْ بَعدِهِمُ

أَحْسَبُني خالِداً ولا أَرِيمْ

يَا ابْنَةَ عَجْلاَنَ ما أَصْبَرَنِي

علي خُطُوبٍ كَنَحْتٍ بالقُدُومْ

كأَنَّ فيها عُقَاراً قَرْقَفاً

نَشَّ مِنَ الدَّنِّ فالكأْسُ رَذُومْ

شَنَّ عليها بماءٍ باردٍ

شَنٌّ مَنُوطٌ بأَخْرَابِ هَزِيمْ

في كلِّ مُمْسىً لَها مِقْطَرَةٌ

فيها كِباءٌ مُعَدٌّ، وحَمِيمْ

لاَ تَصْطَلِي النَّارَ باللَّيْلِ ولاَ

تُوقَظُ لِلزَّادِ، بَلْهاءُ نَؤُومْ

أَرَّقَنِي الليْلَ بَرْقٌ ناصِبٌ

ولَمْ يُعِنِّي عَلَى ذاكَ حَمِيمْ

مَنْ لِخَيَالٍ تَسَدَّى مَوْهِناً

أَشْعَرَنِي الهمَّ فَالقَلْبُ سقِيمْ

ولَيْلةٍ بِتُّها مُسْهِرَةٍ

قد كَرَّرَتْها عَلَى عَيْنِي الهُمُومْ

لم أَغْتَمِضْ طُولَهَا حَتَّى انْقَضَتْ

أَكلَؤُها بَعْدَ ما نامَ السَّلِيمْ

تَبْكِي على الدَّهْرِ، والدَّهْرُ الَّذِي

أَبْكَاك، فالدَّمْعُ كالشَّنِّ الهَزيمْ

فَعَمْرَكَ اللهَ هَلْ تَدْرِي إِذَا

ما لُمْتَ في حُبِّهَا فِيمَ تَلُومْ

تُؤْذِي صَدِيقاً وتُبْدِي ظِنَّةً

تُحْرِزُ سَهماً وسَهماً ما تَشِيمْ

كم مِنْ أَخِي ثَرْوَةٍ رَأَيْتُهُ

حَلَّ علَى مالِهِ دَهْرٌ غَشُومْ

ومن عزِيز الحِمَى ذِي مَنْعَةٍ

أَضْحَى وقد أَثَّرتْ فيهِ الكُلومْ

بَيْنَا أَخُو نِعَْةٍ إِذْ ذَهَبتْ

وحُوِّلَتْ شِقْوَةٌ إِلى نَعِيمْ

وبَيْنَا ظَاعِنٌ ذُو شُقَّةٍ

إِذْ حَلَّ رَحْلاً وإِذْ خَفَّ المُقِيمْ

ولِلْفَتَى غَائِلٌ يَغُولُهُ

يا ابْنَةَ عَجْلاَنَ مِنْ وَقْعِ الحُتُومْ

وقال المرقش:

أَبَأْتُ بِثَعْلَبَةَ بْنِ الخُشَا

مِ عَمْروَ بْنَ عَوْفٍ فَزَاحَ الوهَلْ

دَماً بِدَمٍ وتُعَفَّى الكُلُومُ

ولا يَنْفَعُ الأَوَّلِينَ المَهَلْ

وقال الأصغر أيضاً:

آذَنَتْ جارَتِي بِوَشْكِ رَحِيلِ

بَاكِراً جاهَرَتْ بخَطْبٍ جَلِيلِ

أَزْمَعَتْ بالفِرَاقِ لَمَّا رَأَتْني

أُتْلِفُ المالَ لا يَذُمُّ دَخِيلِي

اِرْبعِي، إِنَّمَا يَرِيبُكِ مِنِّي

إِرْثُ مجْدٍ وَجِدُّ لُبٍّ أَصِيلِ

عجباً ما عَجِبْتُ لِلْعَاقِدِ المَا

لَ ورَيْبُ الزَّمانِ جَمُّ الخُبُولِ

وَيُضِيعُ الَّذِي يَصِيرُ إِليهِ

مِنْ شَقَاءٍ أَوْ مُلْكِ خُلْدٍ بجِيلِ

أَجْمِلِ العيْشَ إِنَّ رِزْقَكَ آتٍ

لا يَرُدُّ التَّرْقِيحُ شَرْوَى فَتِيلِ

وقال

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي