الثقلاء
الثقيل والدواء
قيل لمحمد بن زكريا الرازي: أيهما أمر؟ الثقيل المبرم أم شرب الدواء الكريه الرائحة المر الطعم؟ فقال: ما أكسب الدواء إن أعقبه الشفاء، فإن مجالسة الثقيل تُجلب الإسقام وتحل الأجسام وتورث الأحزان وتؤلم الأبدان وتهد الأركان، وشرب الدواء يجلو الأجسام ويحلل الإسقام ويدفع الأحزان وينشط الكسلان ويقوي الأبدان.
الضيف الثقيل
دخل ثقيل على الصاحب بن عباد فأطال الجلوس وأبرم في المحادثة، فكتب الصاحب رقعة وأعطاه إياها فقرأها فإذا فيها:
إنْ كُنتَ تَزعمُ أنَّ الدَّارَ تَملِكُهَا
حَتَّى نَقُوم فَنَبغِي غَيرَهَا دَارَا
أَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ الدَّارَ أملِكُهَا
فقُمْ لكي تذهبَ الأشجَانَ وَالعَارَا
وثقيل آخر
قصد حماد الراوية دار مطيع إياس، فكتب إليه يسأله الدخول عليه:
هَل لذِي حَاجَةٍ إلَيكَ سَبِيلُ
لَا يُطِيلُ الْجُلُوسَ فِيمَن يُطِيلُ
فلما قرأها أجابه:
أنتَ يَا صَاحِبَ الْكِتَابِ ثَقِيلُ
وَكَثِيرٌ مِنَ الثَّقِيلِ الْقَلِيلُ