النوادر المُطربة/في التحذير من الحرب وطلب الصلح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

في التحذير من الحرب وطلب الصلح

القسم الخامس

التحذير من تهييج الحرب والحث على الصلح

خطب سويد بن متحرق خطبة طويلة لصلح أمة فقال له رجل: أنت مذ اليوم ترعى في غير مرعاك، أفلا أدلك على المقال؟ فقال: نعم، فقال: أما بعد، فإن الصلح بقاء الآجال وحفظ الأموال والسلام، فلما سمع القوم ذلك تعانقوا وتوهبوا الديات.

وقيل: الحرب صعبة والصلح أمن ومسرَّة.

وقال عبد الله بن الحسين: إياك والمعادة؛ فإنك لن تعدم مكر حكيم أو مفاجأة لئيم.

وقال زيد بن حارثة: لا تستثيروا السِّباع من مرابضها فتندموا، وداروا الناس في جميع الأحوال تسلموا.

وقيل: الفتنة نائمة فمن أيقظها فهو طعامها.

وقال كثير:

رَمَيتُ بِأطرافِ الزجاجِ فَلَم يُفِق

عَن الجَهلِ حَتَّى حَكَّمتهُ نِصالُها

التحذير من صغير يفضي إلى كبير

من أقوالهم: رب خطوة يسيرة عادت همة كبيرة.

وكتب نصر بن سيار إلى مروان بن محمد في أمر أبي مسلم صاحب الدولة أبيات أبي مهيم:

أَرَى خَلَلَ الرَّمَادِ وَمِيضَ جَمْرٍ

ويُوشِكُ أنْ يَكُونَ لَهَا ضِرَامُ

فَإِنَّ النَّارَ بِالزَّنْدَيْنِ تُرْوَى

وَإِنَّ الْحَرْبَ أوَّلُهَا كَلَامُ

أَقُولُ مِنَ التَّعَجُّبِ لَيْتَ شِعْرِي

أَأَيْقَاظٌ أُمَيَّةُ أَمْ نِيَامُ

فَإنْ يِكُ قَوْمُنَا أَمَنُوا رُقُودًا

فَقُلْ هُبُّوا فَقَدْ آنَ الْقِيَامُ

ورأى أبو مسلم بن بحر في منشأ دولة الديلم هذه الأبيات مكتوبة على ظهر كتاب فكتب تحتها:

أَرَى نَارًا تَشِبُّ بِكُلِّ وَادٍ

لَهَا فِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ شُعَاعُ

وَقَدْ رَقَدَتْ بَنُو الْعَبَّاسِ عَنْهَا

فَأَضْحَتْ وَهِيَ آمِنَةٌ تُرَاعُ

كَمَا رَقَدَتْ أُمَيَّةُ ثُمَّ هَبَّتْ

لِتَدْفَعَ حِينَ لَيْسَ بِهَا دِفَاعُ

وقال آخر: أول الغيث قطر ثم ينسكب.

من الحبة تنبت الشجرة العميمة ومن الجمرة تكون النار عظيمة.

قال صالح:

قَدْ يُحَقِّرُ المَرْءُ مَا يَهْوَى فَيَرْكَبُهُ

حَتَّى يَكُونَ إلَى تَوْرِيطِهِ سَبَبَا

وصف الحرب بشدة

قال عمر بن الخطاب لعمر بن معدي كرب: أخبرني عن الحرب، فقال: هي مُرَّةُ المذاق إذا شمرت عن الساق، من صبر فيها عرف، ومن ضعف عنها تلف.

وقيل: موطنان تذهب فيهما العقول: المباشرة والمسابقة.

ووصف رجلٌ الحرب فقال: أولها شكوى وآخرها بلوى وأوسطها نجوى.

قال أبو تمام:

وَمَشْهَدين بَينَ حُكْمِ الذُّلِّ مُنقطعٌ

حِبالَهُ بِحِبَالِ الْمَوْتِ تَتَّصِلُ

ضَنْكٌ إذَا خَرَسَتْ أَبْطَالُهُ نَطَقَتْ

فِيهِ الصَّوَارِمُ وَالخَطِيَّةُ الذبلُ

إصابة الحرب جانيها وغير جانيها

العرب تقول: الحرب غشوم لأنها قد تنال غير جانيها.

وقال الشاعر:

لَمْ أَكُنْ مِنْ جَنَّاتِهَا عَلِمَ اللهُ

وَإنِّي لِحَرِّهَا اليَومَ صَالُ

وقال ابن الرومي:

رَأَيتُ جُنَاةَ الْحَرْبِ غَيْرَ كَفَّاتِهَا

إذَا اخْتَلَفَ فِيهَا الرِّمَاحُ الشَّوَاجِرُ

التفادي من محاربة الأنذال

قصد الإسكندر موضعًا، فحاربته النساء، فكف عنهن، فقيل له في ذلك فقال: «هذا جيش إذا غلبناه فما لنا به فخر وإن غلبنا فتلك فضيحة الدهر».

وقال الشاعر:

قُبيل لَئَام إنْ ظَفَرنَا عَلَيهِمْ

وَإن يَغْلِبُونَا يُوجِدُوا شَرًّا غَالِبَ

وقال عمرو بن الأهيم:

لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ قَيْسٍ عِتَابُ

غَيْرَ طَعْنِ الْكِلَي وَضَرْبِ الرِّقَابِ

وقال الزبرقان:

فَلَنْ أُصَالِحُهُم مَا دُمْتُ ذَا فَرَسٍ

وَأَشَدُّ قَبْضًا عَلَى الأسْيَافِ إبهَامِي

تبكيت من عُرض عليه صلح فلم يقبله

قال ابن قيس:

ومولًى دَعَاهُ الغِيُّ وَالغِيُّ كَاسْمِهِ

وَلِلْجُبْنِ أَسْبَابٌ تَصُدُّ عَنْ الْحَزْمِ

أَتَانِي يَشبُ الْحَرْبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ

فَقُلْتُ لَهُ لَا بَلْ هَلُمَّ إِلَى السِّلْمِ

وَلَمَّا أَبَى أَرْسَلْتُ فَضْلَةَ ثَوْبِهِ

إلَيْهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِحَزْمٍ وَلَا عَزْمِ

فَكَانَ صَرِيعَ الْجَهْلِ أَوَّلَ مَرَّةٍ

فَيَا لَكَ مِنْ مُخْتَارِ جَهْلٍ عَلَى عِلْمِ

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي