الهرة البيضاء يا سادتي
أبيات قصيدة الهرة البيضاء يا سادتي لـ طانيوس عبده

الهرة البيضاءَ يا سادتي
هرة مولانا الحكيم الكبير
بيضاءُ مثل القطن قد فتحت
أكمامه ملساءُ مثل الحرير
صماء إِلاَّ حين تغلي القدور
بكماءُ إِلاَّ حين يأتي الفطير
تربض مثل الليث لكنها
في سائر الحالات ظبيٌ غرير
ما شاقني إِلاَّ التفاتاتها
حين ترى في الغصن طيراً يطير
وحين تلوي عنه من عجزها
ذابله العين بقلب كسير
تختالُ عجباً بين أضيافها
كأنها الطفل الوحيد الصغير
ما لذها الضيف ولكنما
قد لذها الأكل الشهي الكثير
حتى إذا أقبل أستاذنا
وانتدب الطاهي يعد الفطور
نطت إِلى أحضانِه واعتلت
من صدرهِ عرشاً كعرش الأمير
يضمها شوقاً إِلى صدرهِ
وطالما عانقها في السرير
يقول يا بنتي ولو مكنت
قالت له بابا بصوت جهير
كم حولت أوراق داروينه
إِلى فراشٍ مستطاب وثير
فغض عنها الطرف مستضحكا
واستمتعت منه بجفن قرير
ونحن لو طفنا باوراقه
لما تلقانا بغير الزئير
وخير ما قد قيل في وصفها
حكمة سركيس الأديب الشهير
إذ قال صفها إنما حسنها
أصدق من حسنِ ذوات الخدور
والله لو خيرني خالقي
حين يعيد الخلق يوم النشور
لاخترت أن يخلقني هرةً
أصحبه كالظل وقت الهجير
أصحب أستاذي إِلى داره
في ذلك اليوم الرهيب الأخير
مؤمنة دون ضمير لها
فإنما الإيمان فوق الضمير
عسى أقيه وهو في كفره
بحسن إيماني عذاب السعير
شرح ومعاني كلمات قصيدة الهرة البيضاء يا سادتي
قصيدة الهرة البيضاء يا سادتي لـ طانيوس عبده وعدد أبياتها اثنان و عشرون.
عن طانيوس عبده
طانيوس بن متري عبده. من كبار مترجمي القصص الروائية عن الفرنسية، ترجم منها عدداً لم يتفق لكاتب عربي سواه أن نشر مثله. وله نظم كثير، جمعه في (ديوان) طبع الجزء الأول منه، والثاني لا يزال مخطوطاً. ولد في بيروت، ومال إلى الموسيقى فعمل ملحناً في فرقة تمثيلية، وانتقل إلى الإسكندرية، فأصدر جريدة (فصل الخطاب) سنة 1896م، ثم اشترك في تحرير الأهرام، فالبصير، وأصدر مجلة (الراوي) ولما أعلن الدستور العثماني عاد إلى بيروت، فأقام إلى ما بعد الحرب العامة الأولى، ورجع إلى مصر فكان من محرري جريدة الأهرام بالقاهرة، وأفشى أسراراً للماسونية، فقيل: حاول مجهولون قتله، وسافر إلى بيروت مستشفياً، فتوفي فيها، وكان سريع الترجمة، يتصرف بالأصل المنقول عنه، زيادة واختصارا، وفي ديباجته طلاوة خلص بها نثره وأكثر شعره من التعمل. من قصصه المترجمة (البؤساء -ط) ، و (عشاق فينيسيا -ط) ، و (مروضة الأسود -ط) ، و (جاسوسة الكردينال -ط) ، و (عشاق فينسيا -ط) سبعة عشر جزءاً، و (الساحر العظيم -ط) ، وغير ذلك وهو كثير.[١]
تعريف طانيوس عبده في ويكيبيديا
طانيوس أفندي عبده (1869م-1926م) أديب وصحفي وروائي ومترجم لبناني، من رعيل مثقفي التنوير الأوائل، أنشأ في الإسكندرية صحيفة فصل الخطاب، وأصدر سلسلة الروايات القصصية فظهر منها أربعون عددا، وأصدر جريدة الشرق اليومية ومجلة الراوي الأسبوعية، وله مجموعة كبيرة من الروايات المؤلفة والمترجمة.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ طانيوس عبده - ويكيبيديا