انزل لتلثم ذا الصعيد مقبلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة انزل لتلثم ذا الصعيد مقبلا لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة انزل لتلثم ذا الصعيد مقبلا لـ ابن المقرب العيوني

اِنزِل لِتَلثِمَ ذا الصَعيدَ مُقَبِّلاً

شَرَفاً وَإِجلالاً لِمَولى ذا المَلا

وَقُلِ السَلامُ عَلَيكَ يا مَن لَم يَزَل

كَنزاً لِأَبناءِ الهُمومِ وَمَعقِلا

وَاِشكُر أَيادِيَهُ الَّتي أَولاكَها

فَلَقَد أَطابَ لَكَ العَطاءَ وَأَجزَلا

وَأَشِر إِلَيهِ بَعدَ ذاكَ مُوَدِّعاً

تَوديعَ لا مَلَلٍ عَراكَ وَلا قِلى

أَفديهِ مِن مَلِكٍ لَقَد أَضحى بِهِ

جَدُّ المَكارِمِ وَالأَكارِمِ مُقبِلا

ما كُنتُ آمُلُ مِن نَداهُ أَنالَني

فَأَنا لَهُ رَبُّ العُلى ما أَمَّلا

أَلفا مُصَتَّمَةٍ أَجازَ وَبَغلَةً

تَشأى النَعامَةَ وَالحَرونَ وَقُرزُلا

وَمِنَ المَلابِسِ خِلعَةً لَو قابَلَت

رَوضَ الحِمى أُنُفاً لَكانَت أَجمَلا

وَوَراء ذَلِكُمُ اِعتِذارٌ أَنَّهُ

لَولا أُمُورٌ جَمَّةٌ ما قَلَّلا

وَأَحَبُّ مِن هَذا إِلَيَّ لِقاؤُهُ

لِي مُسفِراً عَن بِشرِهِ مُتَهَلِّلا

وَسُؤالُهُ لِي كَيفَ أَنتَ وَقَولُهُ

أَهلاً أَتَيتَ وَزالَ نَحسٌ وَاِنجَلى

فَأَضاءَ في عَيني النَهارَ وَقَبلَ أَن

أَلقاهُ كانَ عَلَيَّ لَيلاً أَليَلا

وَشَكَرتُ حادِثَةً أَرَتني وَجهَهُ

لَو كانَ نَزعُ الرُوحِ مِنها أَسهَلا

وَغَفَرتُ زَلَّةَ ظالِمَيَّ لِكَونِها

سَبَبَ اللِقاءِ وقلتُ أَيسَرُ مَحمَلا

إِن كانَ قَد أَبقى حَسُودي باهِتاً

فَلَأُبقِيَنَّ حَسُودَهُ مُتَمَلمِلا

وَلَأَكسُوَنَّ عُلاهُ ما لا يَنطَوي

أَبَدَ الزَمانِ وَلا يُلِمُّ بِهِ البِلى

وَلَأعقِدَنَّ عَلى ذُؤابَةِ مَجدِهِ

تاجاً مِنَ الدُرِّ الثَمينِ مُفَصَّلا

وَلَأَضرِبَنَّ بِجُودِهِ الأَمثالَ كَي

يَشدُو بِها مَن شاءَ أَن يَتَمثّلا

بِأَبي الهُمامِ أَبي الفَضائِلِ ذي العُلى

وَالمَكرُماتِ فَما أَبَرَّ وَأَفضلا

كُن أَيُّها الساعي لِإدراكِ العُلى

كَأَبي الفَضائِلِ في النَدى أَو لا فَلا

وَأَما لَعَمرُ اللَهِ لَستُ بِمُدرِكٍ

شَأوَ الأَميرِ وَما عَسى أَن تَفعَلا

لِلّهِ بَدرُ الدِينِ مِن مَلِكٍ فَما

أَوفى وَأكفى لِلخُطُوبِ وَأَحمَلا

مَلِكٌ أَنَختُ بِهِ الرَجاءَ مُؤَمِّلاً

فَرَجَعتُ مِن جَدوى يَدَيهِ مُؤَمَّلا

أَيّامُهُ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ وَقَد

ضَمنَ الأَخيرُ بِأَن يَفُوقَ الأَوَّلا

زَهَت البِلادُ بِهِ فَما مِن بَلدَةٍ

إِلّا تَمَنَّت أَن تَكُونَ المَوصِلا

مَن مُبلغ ساداتِ قَومي أَنَّني

لاقَيتُ بَعدَهُم الجَوادَ المُفضِلا

وَنَزَلتُ حَيثُ المَكرُماتُ وَقُمتُ في

حَيثُ اِبتَنى المَجدَ المُؤَثَّلَ وَالعُلى

يَفديكَ بَدرَ الدِينِ كُلُّ مُسَربَلٍ

بِاللُؤمِ غايَةُ حَزمِهِ أَن يَبخَلا

حَفِظَ الحُطامَ وَسَلَّ سَيفاً دُونَهُ

وَأَضاعَ مِنهُ العِرضَ تَضيِيعَ السَلا

فَغَدَت تُمزِّقُهُ الرِجالُ وَتَختَطي

لُجَجَ البِحارِ بِهِ وَأَجوَازَ الفَلا

يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي في كَفِّهِ

بَحرٌ أَرانا كُلَّ بَحرٍ جَدولا

لا تَحسَبَنَّ ثَنايَ لِلمالِ الَّذي

خَوَّلتَنيهِ فَلَم أَزَل مُتَمَوِّلا

وَالمالُ عِندَكَ كَالتُرابِ مَحَلُّهُ

تَحبُو بِهِ مَن هانَ قَدراً أَو عَلا

لَكِن رَأَيتُ خَلائِقاً ما خِلتُني

أَحظى بِرُؤيَةِ مِثلِها في ذا المَلا

لَولا النُبُوَّةُ بِالنَبِيِّ مُحَمَّدٍ

خُتِمَت لَقُلتُ أَرى نَبِيّاً مُرسَلا

قُل لِي أَمَلكٌ أَنتَ أَم مَلكٌ فَمَن

نَظَرَ العُجابَ فَحَقُّهُ أَن يَسأَلا

ما هَذِهِ الأَخلاقُ في بَشَرٍ وَلا

هَذا السَماحُ إِذا اللَبِيبُ تَأَمَّلا

فَبَقيتَ ما بَقِيَ الزَمانُ لِذا الوَرى

كَهفاً نَلُوذُ بِهِ وَسِتراً مُسبَلا

وَبَقيتَ لِلمَعرُوفِ أَيضاً وَالعُلا

أَبَداً بَقاءَهُما ثَبيرَ وَيَذبُلا

وَأَراكَ رَبُّكَ ما تُحِبُّ وَعاشَ مَن

يَشناكَ يَهوى المَوتَ مِن جَهدِ البَلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة انزل لتلثم ذا الصعيد مقبلا

قصيدة انزل لتلثم ذا الصعيد مقبلا لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها أربعون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي