انظر لشمل المجد كيف تصدعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة انظر لشمل المجد كيف تصدعا لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة انظر لشمل المجد كيف تصدعا لـ ابن هتيمل

انظُر لِشَملِ المَجدِ كَيفَ تَصَدَّعا

واسمَع بِرُكنِ الدّينِ كَيفَ تَضَعضَعا

وارحَم سُلَيمانَ العَريضَةَ إنَّها

أمسَت ذَوائِبُها نِواكِسُ خُضَّعا

ألوَى بِعِزِّهِمُ الزَّمانُ فَقاضَهُم

ذُلاًّ وفَرَّقَ مِنهُمُ ما جَمَّعا

إنّي لأعلَمُ أن سَيُخرِجُهُم مِنَ ال

مِخلافِ مُخرِجُ قَومِهِم مِن يَنبُعا

بَكَرَ النَّعيُّ بِخَيرِ آلِ مُحَمَّدٍ

أتُرى نَعيَّ الجُودِ يَعرِفُ مَن نَعَى

هيَ صَيحَةٌ عَميَ النَّدَى عَيناً بِها

في الخافِقَينِ وصُمَّ مِنها مَسمَعا

رُزءٌ يَعُمٌّ ولا يَخُصُّ ومَصرَعٌ

أمسَى وأصبَحَ لِلمَكارِمِ مَصرَعا

ما كانَ يَومُ الطَّفِّ أدهَى لَوعَةً

مِنهُ وأبكَى في القُلُوبِ وأوجَعا

تَعساً لِعاثِرَة اللَّيالي إنَّها

عَثُرَ الشَّجاعُ بِها فَقَالَت لالَعا

أضحَت مَقاماتُ السُّرُورِ مَآتِماً

وَمَنازِلُ الضّيفانِ قَفراً بَلقَعا

أدَرَت قُرَيشُ الأبطحينِ فَإنَّها

رُزِئَت بقاسمَ هاشِماً وَمُجَمِّعا

نَزَعَ الحِمامُ جَلالَةً مِن بَينِهِم

فَكَأنمّا نَزَعَ البَطينَ الأنزَعا

فَلَيَحسُوَن صَديقُهُ وعَدُؤُهُ

مِن بَعدِ ذاكَ الشُّهدَ سُمّا ناقِعا

يا عارِضاً عَصَفَت بِرَيِّقِ وَدقِهِ

ريحُ المَنُونِ عَلى العِبادِ فَأقلَعا

وَمُفارِقاً مِن لاقِلىً سَبَقَت بِهِ

نيَةُ الفِراقِ مُوَدِّعاً وَمُوَدَّعا

كُنّا نُؤَمِّلُ أن تُمَلَّى بُرهَةً

ما كانَ أعجَبَ ما نُقِلتَ وأسرَعا

ذُقتَ المَنيَّةَ حاسِراً ولَطالَما

خُضتَ المَنيَّةَ حاسِرا ومُدَرَّعا

وجَدَتكَ نَبعاً انتَقَتكَ وَلَم تَكُن

بِمُعاجَلٍ لَو كانَ عُودُكَ خِروَعا

هَيهاتَ يُدرِكُ كٌُفؤَ سَعيِكَ ثائِرٌ

لَو أنَّه قَتَلَ البَريَِّة أجمَعا

لَو أنَّهُم وَزَنُوا بَعَبدِكَ أُمَّةً

في الفَضلِ ما وَزَنَت لِعَبدِكَ أصبُعا

فالعارُ أن ثأرُوا بِلَيثِ خَفيَّةٍ

جُرَذاً وأن قَتَلُوا بِصِلِّ ضِفدَعا

ما أنصَفَتكَ عُيونُنا لَو أنَّها

فاضَت دَماً فَجَرينَ أربَعَ أربًعا

وَلَو أنها كانت كِرامً حُرَّةً

أرواحُنا لَجَرين مِنها أدمُعا

واسَوأتاهُ نَعيشُ بَعَدَك هَذهِ

سِمَةٌ تَرُدُّ الوَجهَ أسوَدَ أسفَعا

نَحيا وأنت حَياتُنا فاتَت وَلَو

كُنّا ذَوي بَشَريَّةٍ مِتنا مَعا

قَد كُنتَ تَسمَعُ ما أقولُ وَما طَرا

قَدرٌ فَمَن لي أن أَقولَ وتَسمَعا

أما إذا غَصَبَتكَ عاديَةُ الرَّدَى

قَهراً وَلَم يَدفَع وَليُّكَ مَدفعا

فاذهَب كَما ذَهَبَ الحَيا عَن رَوضَةٍ

أُنُفٍ فَضَيَّعَ فَقدُهُ ما ضَيَّعا

وبأجرَعِ السَّرحاتِ قَبرٌ بُورِكَت

سَرَحاتُ أجرُعِهِ وَبُورِكَ أجرُعا

لَثَمَ النَّسيمُ تُرابَهُ فتَضَوَّعَ

أردانُه بالمِسكِ حينَ تَضَوَّعا

لَو كانَ مِن حَدَقِ العُيُونُ حَصاهُ أو

حَبَّ القُلُوبِ ولاَ يَكُونُ اليَرمعا

سُقي الغَمامُ فَفيهِ عِلقُ مَضَنَّةٍ

ما كانَ أعطَشَنا إليهِ وأجوَعا

إيهٍ مَحَمَّدُ إنَّما مُكِّنتَ مِن

عِقدِ الرِّئاسَةِ كَي تَضُرَّ وتَنفَعا

عَشِقَتكَ فاعتَنَقَتك أمرَدَ يافِعاً

مِن بعدِ أن رَمقَتكَ طِفلاً مُرضَعا

وأبيكَ ما سَفرت بِوجهٍ أسوَدٍ

كَلِفٍ ولا عَطَسَت بأنفٍ أجدَعا

فاجعل مِنَ الشَّرَفٍ العَلي غُلالَةً

بِجَمالِها ومِنَ المَحامِدِ بُرقُعا

فالشَّمسُ إن ضَعُفَت مَساءً مَغرِباً

في ضَوئِها قَويَت صَباحاً مَطلِعا

سبقُ الجيادِ فَتِلكَ أرشيَةُ العُلا

وانزَع بها فَعساكَ تَلقَى مَنزِعا

لِتَظَلَّ مِِن صَدءِ المَفاضَةِ أسوَداً

والرَّأسُ مِن حَصِّ التِّريكَةِ أصلَعا

فَليرعُدَنَّ ويَبرُقَنَّ عَلَيكُمُ

مَن كانَ أجلَبَ بالشِّنانِ وَقَعقَعا

إن كانَ قَومُكَ فارَقُوا مِن قاسِمٍ

كِسرَى فَقَد تَبِعُوا بِوَجهِكَ تُبّعا

أو وَدَّعُوا قَرماً أغَرَّ سُمَيدعاً

مِنهُم فَقد نَصَبُوا الأغَرَّ سُمَيدعا

وَجَدُوكَ أخصَبَ مَربِعاً مِمَّن مَضَى

حاشا شَهيدَهُم وأخصَبَ مَربعا

وَتَوسَّمُوكَ فَكُنتَ أسقَى مَن سَقَى

مِن أوَّليِّهُم وأرعَى مَن رَعَى

قُل بِالشَّجاعَةِ والسَّماحَةِ إنَّما

شَرَفُ الرّئيسِ بأن يَجُودَ ويَشجُعا

لا تَجزَعَنَّ فَكُلُّ شَيءٍ هالِكٌ

واصبر فَليسَ بنافِع أن تَجزَعا

فالآنَ حينَ رُميتَ عَن قَوسٍ بِلا

وَتَرٍ وحينَ طُمِعتَ ذُلاًّ مَطمَعا

وأعلم بأنَّ لكُلِّ حيٍّ مُدةً

تَمضي نَدى ولِكُلِّ جنبٍ مَصرَعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة انظر لشمل المجد كيف تصدعا

قصيدة انظر لشمل المجد كيف تصدعا لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي