انظم الدل توءما وفريدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة انظم الدل توءما وفريدا لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة انظم الدل توءما وفريدا لـ علي الجارم

اِنظِمِ الدُلَّ تَوْءَماً وَفَرِيدَا

وَامْلأِ الأَرْضَ والسَماءَ نَشِيدَا

وإِذَا مَرَّ بِالنُّجُومِ خَيَالٌ

فَتَخَيَّرْ مِنَ النُّجُومِ عُقُودَا

آنَ يا شِعْرُ أَنْ تُغَنِّي فأَرْسِلْ

مِنْ قَوافِيكَ ما يَهُزُّ الْوُجُودَا

أَسْكِتِ الصَادِحاتِ يَهتفْنَ في الدَّو

حِ وَكُنْ في عِشاشِهَا تَغْرِيدَا

حَفِظَتْ رنَّة وَقَدْ رَدَّدَتْهَا

فَابْعَثِ اللَّحْنَ جَارِمِيّاً جَدِيدَا

وَاصْعَدِ الْجَوَّ للسَّمَوَاتِ وَانْقُلْ

لُغَةَ الْخُلْدِ إِنْ مَلَكْتَ صُعُودا

نَغَمَاتٌ مِنَ الْمَلائِكِ تَسْرِي

في الْفَرَادِيسِ مَا عَرَفْنَ حُدُودا

صَفَّقَ الْكَوْثَرُ الطهُورُ لِمُسْرَا

هَا وَجَرَّ الذُيُولَ يَمْشي وَئِيدا

وَسَعَتْ صَوْبَ هَمْسِهَا كُلُّ حَوْرَا

ءَ تُدَانِي رَأْساً وَتَعْطِفُ جِيدَا

وَالتَهَاليِلُ تَمْلأُ الْمَلأ الأعْلَى

وَتَعْنُو لِقُدْسِهِ تَمْجِيدَا

فَرَحٌ في السَماءِ وَالأرْضِ بِالْفَا

رُوقِ فَازَتْ بِهِ عِيدَا

غَنِّ يَا شِعْرُ بِالأَمَانِي حِسَاناً

ضَاحِكَاتٍ وَبِالزَّمَانِ وَدِيدَا

أَجِدِ الْقَوْلَ مَا اسْتَطَعْتَ وَإِلاَّ

فَمَتَى يَا تُرَى تَكُونُ مُجِيدَا

عَجَزَ النايُ فَابْتَكِرْ مِنْ قَوَافِيكَ

وَرَنَّاتِهِنَّ نَاياً وَعُودا

وَتَخَيَّرْ مِنَ الْخَمائِلِ أَنْدَا

هَا وَرَدِّدْ خِلالَها تَرْدِيدَا

هاتِهَا مَوْصِليَّة تَمْلِكُ السمْعَ

وَطَرِّبْ بِهَا وَغَنِّ الرشِيدا

وَابْعَثِ الرَّوضَ مِنْ كَرَاهُ وَقَبِّلْ

وَجَنَاتٍ مِنْ زَهْرِهِ وَخُدُودا

وَتَرَنَّمْ تُجِبْ صَدَاكَ الْقَمارِي

وَتَمِلْ نَحْوَكَ الْغُصُونُ قُدُودا

أَرْسِلِ الصوْتَ رَنَّةً تَمْلأُ الدنْيَا

وَتَبْقَى عَلَى الزمَانِ خُلُودا

لا تُبالِ الْقُيُودَ مِنْ فاعِلاَتُنْ

أَنْتَ أَحْرَى بِأَنْ تُذِلَّ الْقُيُودَا

سِرْ خفِيفاً معَ النَسائِمِ وَابْعَثْ

نَفَساً يَمْلأُ الْفَضَاءَ مَدِيدا

يُنْصِتُ اللَّيْلُ حِينَ تُنْشِدُ يا شِعْرُ

وَتَنْفِي عَنْ مُقْلَتيْهِ الرُّقُودا

ضُمَّهُ بَيْنَ سَاعِدَيْكَ وَغَرِّدْ

مِثْلَمَا هَزَّتِ الْفَتَاةُ الْوَلِيدا

لا تَدَعْ في لَهَاةِ فَنِّكَ صَوْتاً

إِنْ رَنَا مُصْغِياً يُريِدُ الْمَزِيدا

قَدْ نَقَدْنَا لَكَ الْقَوَافي صحَاحاً

مِثْلَمَا يَنْقُدُ الشَحِيحُ النقُودَا

وَجَمَعْنَا حُرَّ الْكَلاَم الّذِي عَزَّ

فَأَضْحَتْ لَهُ الْمَعَأنِي عَبِيدا

وَحَشَدْنَا الأَلْلَاظَ أَنْقَى مِنَ الْمَاءِ

وَأشْهَى مَسَاغَةً وَوُرُودا

وَبَعَثْنَا الْخَيَالَ سِحْراً مِنَ السحْرِ

وَنَهْجاً مِنَ الْبَيَانِ سَدِيدا

طارَ في الْجَوِّ مَا يَمَلُّ زَفِيفاً

وَطَوَى الأرض مَا يَمَلُّ وَحِيدا

رِقَّةٌ لَوْ جَرَتْ بِسَمْعِ الْغَوَاني

أَوَّلَ الدهْرِ مَا عَرَفْنَ الصُدودَا

قَدْ رَآهُ مُثَقَّفُ الْحِسِّ وَحْياً

وَرَآهُ مَنْ لاَ يُحِسُّ قَصِيدَا

سَارَ يَحْثُو التُرَابَ في وَجْهِ بَشَّا

رٍ وَيَطْوِي ابْنَ هَانىءٍ وَالْوَلِيدا

كلمَا قَامَ مُنْشِدُ الْقَوْمِ يَتْلُو

هُ تَمَنَّى مُتَابِعٌ أَنْ يُعِيدا

إِنَّ يَوْمَ الْفَارُوقِ يَوْمٌ عَلَى الدهْرِ

فَرِيدٌ فَهَاتِ قَوْلاً فَرِيدا

وَتَخَيَّرْ مِنْ سِحْرِ مَنْفِيسَ سِرّاً

كَتَمَتْهُ الْكُهَّانُ عَهْداً عَهِيدَا

وَصُغِ الشمْسَ في الأَصَائِلِ تَاجاً

وَانْسُجِ الرَّوْضَ في الرَّبِيع بُرُودَا

إِنَّ فَارُوقَ في الْمُلُوكِ وَحيدٌ

فَلْتكُنْ أَنْتَ في الْبَيَانِ وَحِيدا

بَحَثَ الْمَجْدُ في الْعُصُورِ فَلَمْ

يَلْقَ لَهُ بَيْنَ دَفَّتَيْها نَدِيدَا

مَلِكٌ فَضْلُهُ تَرَاهُ قَرِيباً

وَمَدَى رَأْيِهِ تَرَاهُ بَعِيدَا

خَدَمَتْهُ الأَقْدَارُ حَتَّى تَمَنَّتْ

لَوْ مَشَتْ حَوْلَ سُدَّتَيْهِ جُنُودَا

وَتَمنَّى اخْضِرَارُ كُلِّ نَبَاتٍ

لَوْ غَدَا في سَمَاءِ مِصْرَ بُنُودا

هِمَّةٌ تَمْتَطِي السماءَ وَعَزْمٌ

يَرْهَبُ الدهْرُ سَيْفَهُ مَغْمُودا

وَثَبَاتٌ يُدْمي جَبِينَ اللَّيَالي

وَيَفُتُّ الصخرَ الأَصَمَّ الصَّلُودا

مَكْرُمَاتٌ سَارَتْ بِكُلِّ مَسارٍ

مَثَلاً يَسْبِقُ الريَاحَ شَرُودا

يا لِوَاءَ الْبِلادِ أَيُّ لِوَاءٍ

لا يُفَدِّي لِوَاءَكَ الْمَعْقُودَا

صانَهُ اللّهُ في يَدَيْكَ فَخُذْهُ

وَتَقَدَّمْ بِهِ قَويّاً جَلِيدا

وَجَد النَّصْرُ في ذَرَاهُ مَقِيلاً

فَأَبَى أَنْ يضرِيمَ أَوْ أَنْ يَحيِدا

وَرَأتْ مِصْرُ فِيه عِزّاً مَنِيعاً

ومَثَاباً رَحْباً وَرُكْناً شَدِيدا

أَنْتَ مِنْ مَعْشَرٍ بَنَوْا فارِعَ الْمَجْدِ

فَأَمْسَى بِمِصْرَ صَرْحاً مَشِيدا

عَرَفَ السَّيْفُ أَنَّهُمْ جُنْدُهُ

الْبُسْلُ إِذَا صَافَحَ الْحَدِيدُ الْحَدِيدا

أَسْعَدُوا شَعْبَهُمْ فَكَانُوا سَحَاباً

وَحَمْوا عَرْشَهُمْ فَكَانُوا أُسُودا

وَمَضَوْا لِلْعُلاَ سِرَاعاً وَخَلَّوْا

أَنْجُمَ اللَّيْلِ جَاثِمَاتٍ هُجُودا

مَلَكُوا مِقْوَدَ الَّليالي صِعَاباً

وَلَوَوْا هَامَةَ الزَّمَانِ عَنِيدا

يَوْمَ فارُوقَ دُمْ عَلَى صَفْحَةِ الدَّهْرِ

حَفِيلاً بِالْبُشْرَيَاتِ مَجِيدا

لَبسَتْ فِيكَ مِصْرُ أَزْهَى حُلاَهَا

ورَأَتْ فِيكَ يَوْمَهَا الْمَشْهُودا

عَبْدُهَا الدَّهْرُ وَاللَّيَالِي إِمَاءٌ

وَالأَمَاني تُرِيدُهَا أَنْ تُرِيدا

في ظِلالِ المَْلِيكِ عَزَّتْ وَطَالَتْ

واسْتَعَادَتْ فِرْدَوْسَها الْمَفْقُودا

وَغَدتْ حَلْقَةً مِنَ الْمَجْدِ حَتَّى

قَدْ ظَنَنَّا الطَّرِيفَ مِنْهُ تَلِيدَا

أَقْبَلَتْ نَحْوَ سُدَّةِ الْمَلِكِ الْعَا

لي وُفوداً تَتْلُو إِلَيْهِ وفُودا

مَلَئُوا سَاحَةَ الإِمَامَةِ حَتَّى

خَافَتِ الأَرْضُ مِنْهُمُ أَنْ تَمِيدا

وَاسْتَحَثُّوا الْخُطَا فَكَانُوا بروقاً

وعلاَ صَوْتُهمْ فكانوا رُعُودا

وَالسُرورُ السرورُ يَلْعَبُ بِالشَعْبِ

كَمَا هَزَّتِ النَّسَائِمُ عُودا

ضَحكَاتٌ تَهْفُو إلى ضَحكَاتٍ

وَوعُودٌ بِالصفْو تلْقَى وُعُودَا

كُلُّهُمْ يَجْأَرُونَ بِالْعِزِّ لِلْفَا

رُوقِ وَالعْيْشِ نَاضِراً وَرَغِيدا

كَبَّرُوا حِينَما رَأَوْكَ مُطِلاً

وَأَبَحُّوا أَصْوَاتَهُمْ تَحْمِيدا

أَبْصَرُوا طَلْعةً إِذَا مَا تَبَدَّتْ

خَرَّتِ الشمْسُ والنُجُومُ سُجُودا

ورَأوْا سَيِّداً يُضِيءُ شَباباً

باسِماً كَالمُنَى وَيَهْتَزُّ جُودا

قَدْ غَرَسْتَ الْوَلاَءَ في كُلِّ قَلْبٍ

فَتَفَيَّأْ في ظِلِّهِ مَمْدُودَا

إِنَّ عَرْشاً أَسَاسُهُ مُهَجُ الشَّعْبِ

خَليقٌ بِأنْ يَكُونَ وَطِيدا

فانْظُرِ الشعْبَ لاَ تَرَى غَيْرَ قَلْبٍ

نابِضٍ يَحْفَظُ الْوَلاَءَ الأَكِيدا

ما رَأَتْ مِصْرُ مُنْذُ أَيَّامِ عَمْرٍو

مِثْلَ أَيَّامِكَ الْحِسَانِ عُهُودا

قَدْ نَثَرْنَا لَكَ الْوُرُودَ قُلُوباً

وَنَثَرْنا لَكَ الْقُلُوبَ وُرُودا

وَحَفِظْنَا لَكَ الْوِدَادَ نَضِيراً

وَأَذَعْنَا لَكَ الثَّنَاءَ نَضِيدا

مَوْكِبٌ يَبْهَرُ الشُّمُوسَ وَمَجْدٌ

حَمْلَقَ الدهْرُ مُذْ رَآهُ سُمُودا

لَمْ يُشاهِدْ سِواهُ بَعْدَ ابْنِ دَا

وُدَ سَناً مُشْرِقاً وَمُلْكاً عَتِيدا

وَمَلِيكاً يَرْعَى الإِلَهَ وَيَخْشَا

هُ وَيُعْلي الإِيمَانَ والتَوْحِيدا

أَكْمَلَ الدينَ بِالزَّوَاجِ فَأَسْدَى

مَثَلاً لَوْ دَرَى الشَبَابُ رَشِيدا

فَرَحٌ شَامِلٌ بِهِ بَلَغَتْ مِصْرُ

مُنَاهَا وحَظَّهَا الْمَنْشُودَا

كلُّ بَيْتٍ بِهِ غِناءٌ وَشَدْوٌ

عَلَّمَ الطيْرَ إِنْ شَدَتْ أَنْ تُجيدا

تَتَمَنَّى الأَغْصَانُ لَوْ رَقَصَتْ فِيهِ

مَكَانَ الْحِسَانِ هِيفاً وَغِيدا

وَتَوَدُّ النُّجُومُ لَوْ كُنَّ فِيه

بَدَلاً مِنْ سَنَا الشُموعِ وَقُودا

يَا لَيَالي الْفَارُوقِ كُوني لِموْلاَ

كِ رِفاءً وَلِلْبِلادِ سُعُودا

لَمَعَتْ في عُلاَكِ دُرَّةُ خِدْرٍ

كَرُمَتْ نَشْأَةً وَطَابَتْ جُدُودَا

بَلَغَتْ قِمَّةَ الْجَلاَلِ فَأَمْسَى

كُلُّ مَجْدٍ لمَجْدِهَا مَرْدُودا

مِنْ مِهَادِ النُّبْلِ السَّنيِّ أَضَاءتْ

فَعَلتْ كَوْكَباً وعَزَّت مُهُودا

وَزَهَتْ في مَقَاصِرِ الْمُلْكِ زَهْرَا

ءَ فَزَانَتْ مَقَامَهُ الْمَحْمُودا

يَا مَلِيكَ الْبِلاَدِ فَاهْنَأْ بِمَا نِلْتَ

سَعِيداً جَمَّ الثَّنَاءِ حَمِيدا

قَدْ أَشَدْنَا بِفَضْلِكَ الْوَافِرِ الْجَمِّ

إِذَا اسْطَاعَ شَاعِرٌ أَنْ يُشِيدَا

أَجْهَدَ الشعْرَ أَنْ يَرَى عَزَماتٍ

يَعْجِزُ الْوَصْفُ دُونَها وَجُهُودا

ومَعَانِيكَ لا تُحَدُّ فَمَاذَا

يَعْمَلُ الشعْرُ قاصِراً مَحْدُودا

وإِذَا مَا الْبَيَانُ عَقَّ لَبِيداً

في الْمَقَامِ الْمَهِيبِ فَاعْذِرْ لَبِيدا

عِشْ وَحِيدَ الْجَلالِ وَالْمَجْدِ وَاسْعَدْ

أَمَلُ الْمَجْدِ أَنْ تَعِيشَ سَعِيدا

وَابْقَ لِلدِّينِ مَوْئِلاً وعِمَاداً

وَابْقَ لِلشَّرْقِ سَيِّداً وَعَمِيدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة انظم الدل توءما وفريدا

قصيدة انظم الدل توءما وفريدا لـ علي الجارم وعدد أبياتها ثلاثة و تسعون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي