ان تسلني اخا التصابي فشرحي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ان تسلني اخا التصابي فشرحي لـ نقولا الترك

اقتباس من قصيدة ان تسلني اخا التصابي فشرحي لـ نقولا الترك

ان تسلني اخا التصابي فشرحي

من مصابي لقد غدا مستطيلا

حادثٌ من عجايب الدهر خطبٌ

بات فيه لسان وصفي كليلا

عندما زرت بلدتي بعد حين

طال والدهر كان عني غفولا

واغتنمت ايتلاف قومي وصحبي

بالغاً في لقاهم المأمولا

مجتلياًّ ما بينهم كاس صفوٍ

وائتناس قد رحت منه ثمولا

حسبي الله حيث لم ادر الا

والهياج المريع قدّ بي ليلا

والبلا حاق والمدينة ضّجّت

والقضا قد اثار نوراًّ مهولا

والجنود الذين قد خلت كلا

منهم في شراسة الطبع غولا

هيَّجوا فتنةً إلى الجوّ عجَّت

وانتشت بغتةً فالفت خمولا

واستقر البلا على كل شخصٍ

عند أهل الحمى غدا مجهولا

ليت لو كنت يا خليلي تراني

كيف امسيت حايراً مذهولا

مختبيّا بمعزل مستقل

قد توّسدت فيه عرضاً وطولا

فاحتسبت هناك ماواي لحداً

حيث أني عددت ذاتي قتيلا

ظانناً أنني به اتوارى

عن جنود حكوا القرود الفحولا

لا وعينيك بل تعنوا لكبسي

حيث ما كنت خافياً معزولا

واستدلوا علي من امرءّاةٍ

ذات عهر كانت لهم دالولا

فانتهضت متعمداً ملتقاهم

هاتفاً من تحيرّي لا حولا

قلت ما هذه الرزية قالوا

امر مولى علا على كل مولا

جاء في سجن كل برّيّ جنسٍ

يحرث الأرض ثم يرعى العجولا

قلت تالله ما انا رب حرث

لا ولا قد فلحت عمري حقولا

بل ولا قد بذرت فيها حبوباً

لا ولا قد جنيت منها بقولا

بل أنا شاعرٌ حقيرٌ فقيرٌ

انظم الشعر محسناً فيه قولا

أطنب المدح في الموالي وارجو

منهم الرفد والعطاء الجزيلا

فانثنى بعضهم وقد قال لي قم

واسعَ للسجن واتركن الفضولا

قلت سمعاً وسرت حيث استشاروا

خايضاً في الظلام تلك الوحولا

فانتهينا حتى لديوان والٍ

حاز بين الولاة قدراً جليلا

ويزدهي في مناقب مع خلالٍ

قد دعته إلى المعالي خليلا

فانتحى نحو نجدتي رب فضلٍ

سيد في المقام أضحى نبيلا

نعم قاض على القضاة تسامى

ذروةً بل وفاقهم تفضيلا

خلد الله اجره حيث ما قد

ردّ عني القضاء ردًّا جميلا

حينما قال إن ذا من أهالي

حيّنا ثم قدى أقام الدليلا

هكذا المفتى المعظم قدراً

ثم والقاسم الشريف اصولا

كلهم تصدّوا لعوني

فاستحقوا المديح والتبجيلا

واكتفى الحاكم الحليم بما قد

علَّلو واحسنوا التعليلا

واستمالوه حتى قد قال لي سر

واحتظيتُ من كفه التقبيلا

وارتجعتُ بخفةٍ ونشاطٍ

نحو بيتٍ قد كنت فيهِ نزيلا

وابتدرتُ في دعاءي لقاضٍ

بتّ لولاه مسجناً معقولا

واعتمدت الخروج من دار جورٍ

شمت فيها ما قد احار العقولا

وانثنيت مستعطفاً من تولى

أمرها ان يرق لي مستميلا

ثم يعفو ويرحمنّ عجوزاً

صيرته الهموم هرماً كهولا

فاتقى الله بي وقد قال لي ارحل

حيثما شئت ان اثرت الرحيلا

فانجلت غمتي فقلت لقلبي

قل لك البشر والهنا يا نقولا

فانتهجت السرى وجديت فوراً

حيث أعطيت للثناء سبيلا

فابتدى ان يصدّ عزمي ابن اختي

قايلاً لا تقرّب المستحيلا

ولا وتالله لست أدعوك تمضي

بل ولا ارتضي بذاك قبولا

دعك يا خال عندنا كي نقضّي

ما ينافي ذاك الاسى والهولا

قلت لا شك أن فيك اختلالاً

حيثما أنت تستخف الثقيلا

ويك أن الاله نادى بعتقي

فاعتقّني ولا تكن بهلولا

خلني اطوي الفيافي واعدو

في الصحاري واكتفي التكبيلا

واصطفيت المسير من دار سجن

مستخيراً بذاك رباًّ جليلا

وانفصلتُ عن المقام وقلبي

ذاكراً فيه ذلك الاحبولا

والعزيز القدير واسى بعونٍ

فيه قد نلت للديار وصولا

وابتدأتُ ابثّ حمداً وشكراً

مستديماً له مديداً جزيلا

راجياً منه رحمةً ثم عفواً

ثم لطفاً يعمّ عبداً ذليلا

قد حكى قصة طوى مذ رواها

مسهب الشرح واستخار القليلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ان تسلني اخا التصابي فشرحي

قصيدة ان تسلني اخا التصابي فشرحي لـ نقولا الترك وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن نقولا الترك

نقولا الترك

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي