بأي أسى تثنى الدموع الهوامل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بأي أسى تثنى الدموع الهوامل لـ البحتري

اقتباس من قصيدة بأي أسى تثنى الدموع الهوامل لـ البحتري

بِأَيِّ أَسىً تُثنى الدُموعُ الهَوامِلُ

وَيُرجى زِيالٌ مِن جَوىً لا يُزايَلُ

دَعِ المَوتَ يَغتَل مَن أَرادَ فَإِنَّهُ

ثَوى اليَومَ مَن تُخشى عَلَيهِ الغَوائِلُ

وَلَم يَبقَ مَرهوبٌ تُخافُ شَذاتُهُ

وَلا مُفضِلٌ تُرجى لَدَيهِ الفَواضِلُ

إِذا عاجِلُ الدُنيا أَلَمَّ بِمُفرِحٍ

فَمِن خَلفِهِ فَجعٌ سَيَتلوهُ آجِلُ

وَكانَت حَياةُ الحَيِّ سَوقاً إِلى الرَدى

وَأَيّامُهُ دونَ المَماتِ مَراحِلُ

وَما لَبثُ مَن يَغدو وَفي كُلِّ لَحظَةٍ

لَهُ أَجَلٌ في مُدَّةِ العُمرِ قاتِلُ

وَلِلمَرءِ يَومُ لا مَحالَةَ مالَهُ

غَدٌ وَسطَ عامٍ ما لَهُ الدَهرَ قابِلُ

كَفانا اِعتِرافاً بِالفَناءِ وَرِقبَةً

لِمَكروهِهِ أَن لَيسَ لِلخُلدِ آمِلُ

سَلا خُفيَةً عَن صاحِبِ الجَيشِ إِنَّهُ

أَقامَ بِظَهرِ الكَرخِ وَالجَيشُ راحِلُ

أَعاقَتهُ عَن ذاكَ العَوائِقُ أَم عَدَت

عَلَيهِ العِدى أَم أَعلَقَتهُ الحَبائِلُ

فَكَم جُرُزٍ مِن أَرضِ جُرزانَ فاتَها

تَتابُعُ سَحٍّ مِن يَدَيهِ وَوابِلُ

تَفَرَّغَتِ الأَعداءُ مِنهُ وَرُبَّما

غَدا وَهوَ شُغلٌ لِلمُعادينَ شاغِلُ

لَئِن زُلزِلَ الثَغرانِ عِندَ ذَهابِهِ

لَقَد سَكَنَت بِالناطَلوقِ الزَلازِلُ

فَلا ظَفِرَت تِلكَ الغَزاةُ بِمَغنَمٍ

وَلا قَفَلَت بِالنُجحِ تِلكَ القَوافِلُ

عَجِبتُ لِهَذا الدَهرِ أَفنى مُحَمَّداً

وَكانَ الَّذي يَسطو بِهِ وَيُصاوِلُ

مَضى فَمَضى مَجدٌ تَليدٌ وَسُؤدُدٌ

وَأَودى فَأَودى مِنهُ بَأسٌ وَنائِلُ

وَكانَ سِراجَ الأَرضِ فَالأَرضُ مُظلِمٌ

قَراها وَحَلّى الدَهرَ فَالدَهرُ عاطِلُ

سَتَبكيهِ عَينٌ لا تَرى الجودَ بَعدَهُ

إِذا فاضَ مِنها هامِلٌ عادَ هامِلُ

وَتَعلَمُ جُردُ الخَيلِ أَن لَيسَ راكِبٌ

سِواهُ وَسُمرُ الخَطِّ أَن لَيسَ حامِلُ

فَتىً كانَ يَأبى قَدرُهُ أَن يُرى لَهُ

نَظيرٌ مُساوٍ أَو شَبيهٌ مُشاكِلُ

فَتىً أَقفَرَت مِنهُ المَعالي وَلَم تَكُن

لِتُقفِرَ مِمَّن بانَ إِلّا المَنازِلُ

وَثاوٍ بَكَتهُ المَكرُماتُ وَإِنَّما

تُبَكّي عَلى الثاوي النِساءُ الثَواكِلُ

سَقى اللَهُ قَبراً لَو يَشاءُ تُرابُهُ

إِذا سُقِيَت مِنهُ الغُيومُ الهَواطِلُ

نَأى رَبُّهُ عَنّا وَأَعرَضَ دونَهُ

عَلى كُرهِنا عَرضُ الثَرى وَالجَنادِلُ

حَيا الأَرضِ أَلقَت فَوقَهُ الأَرضُ ثِقلَها

وَهَولُ الأَعادي حَولُهُ التُربُ هائِلُ

أَما وَأَبي كَهلانَ يَومَ مُصابِهِ

لَقَد أُثقِلَت بِالرُزءِ مِنها الكَواهِلُ

رَأَوا شَمسَهُم في يَومِهِم وَهيَ ظُلمَةٌ

وَبَدرُهُمُ في لَيلِهِم وَهوَ آفِلُ

فَشاموا سُيوفاً ما لَهُنَّ مَضارِبٌ

وَأَلقَوا رِماحاً ما لَهُنَّ عَوامِلُ

فَقَدناكَ فِقدانَ الحَياةِ وَأَقبَلَت

تُلاحِظُنا خُزراً إِلَينا القَبائِلُ

وَلَولا اِبنُكَ المَرجُوُّ فينا لَأَصبَحَت

أَعالي الرُبى مِنها وَهُنَّ أَسافِلُ

رَدَدنا إِلَيهِ الأَمرَ طَوعاً وَلَم نَقُل

لَهُ في الَّذي يَأتيهِ ما أَنتَ فاعِلُ

بِهِ جُمِعَ الشَملُ الشَتيتُ وَفُرِّقَت

عَباديدَ في القَومِ اللُهى وَالنَوافِلُ

تَخَطّى إِلَيهِ الرُزءُ مِن كُلِّ وِجهَةٍ

حَريمَ نَداً لا تَختَطيهِ العَواذِلُ

وَمَن يَرَ جَدوى يوسُفَ بنِ مُحَمَّدٍ

يَرَ البَحرَ لَم يَجمَع نَواحيهِ ساحِلُ

أَغَرُّ إِذا عُدَّت مَناقِبُ فِعلِهِ

تَوَهَّمتَ أَنَّ الحَقَّ مِنهُنَّ باطِلُ

إِذا ما نَحا مِن مَجلِسِ المُلكِ رُتبَةً

تَحَلحَلَ عَنها الأَحوَذِيُّ الحُلاحِلُ

تَطاطا الخُدودُ الزورُ تَحتَ سُكوتِهِ

وَتَنتَظِرُ الأَسماعُ ما هُوَ قائِلُ

وَكانَ وَراءَ المَدحِ إِذ هُوَ زائِدُ ال

يَدَينِ فَكَيفَ الآنَ إِذ هُوَ كامِلُ

وَقَد حُقِّقَت فيهِ الظُنونُ وَصُدِّقَت

عَلى ماحَكَت مِن قَبلُ فيهِ الدَلائِلُ

وَلا عَجَبٌ أَن رَجَّمَ الغَيبَ عالِمٌ

فَقَبلَ الغُيوثِ ما تَكونُ المَخايِلُ

وَإِن جاءَنا يَحكي أَباهُ فَلَم تَزَل

لَهُ مِن أَبيهِم شِيمَةٌ وَشَمائِلُ

هُما شَرَعٌ في المَكرُماتِ فَهَذِهِ

أَواخِرُ أَخلاقٍ وَتِلكَ أَوائِلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بأي أسى تثنى الدموع الهوامل

قصيدة بأي أسى تثنى الدموع الهوامل لـ البحتري وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي