بأي هدي إمام تهتدي الأمم
أبيات قصيدة بأي هدي إمام تهتدي الأمم لـ ابن هتيمل

بأيّ هَديِ إمامٍ تَهتَدي الأُمَمُ
وَقَد تَصَرَّمَ عَنها العِلمُ والعَلَمُ
وَأيُّ كَوكَبِ حَقٍ يُستَضاءُ بِهِ
وَقَد تَشابَهَتِ الأنوارُ والظُّلَمُ
لَم يَبقَ في حَرَمِ الإسلامِ قاعِدةٌ
لِلدّينِ يُبنَى عَلَيها الدّينُ والحُرُمُ
رَزيّةٌ عَمَّتِ الأَحياءَ فانتَشَرَت
حَتَّى تَضَعضَعَ مِنها العُربُ والعَجَمُ
تَغَيَّرَت بَهجَةُ الدُّنيا فَلا حَسَنٌ
وَلا نَعيمٌ وَلا حُسنٌ وَلا نِعَمُ
يا يَومَ أحمَدَ أحيَى يَومَ أحمَدَ في
أصحابِهِ وَهُمُ القَومُ الذينَ هُمُ
أَما تَرَى الخَلقَ في تَقسيم لَوعَتِهِ
فيهِم ألمَّ بِهِم مِن فَقدِهِ أَلَم
عُمياً وَما بِالعُيُونِ النّاظِراتِ عَمَىً
عَنِ الجِهاتِ وَصُماً ما بِهِم صَمَمُ
فَما تُشيرُ إلَى ما يَطلبُونَ يَدٌ
وَلا يُعَبِّرُ عَمّا في الصُّدُورِ فَمُ
فَمَن لِجِلدةِ جِسمي إنَّها كَفَنٌ
وَمَن لِحَبَّةِ قَلبي إنَّها رُجَمُ
الدَّهرُ أثبَتَ عُذراً عِندَ مِحنَتِهِ
لِلغادِرن إذا زَلَّت بِهِم قَدَمُ
كَانَّنا وَكَأنَّا في تَخَرُّمِهِ
ساداتِنا أُسُدٌ يُرعَى بِها غَنَمُ
عِنوانُ ما بَلَغَت شُهبُ البُزاةِ بِهٍِ
في العُربِ ما بَلَغ الغِربانُ والرُّخمُ
سِيّانَ مَيتٌ وَحيُّ إن نَظَرتَ إلَى
ما يَنتَهي وَوُجُودُ النّاسِ والعَدَمُ
يا رَحمَةً ما وَقاها البِّرُ مَصرَعَها
وَكَرمَةٌ ما فَداها الضّالُ والسَّلَم
وَزَهرَةً ذَهَبَت أَيدي الخُطُوبِ بِها
ما بَينَنا فَظَنَّنا أنَّها حُلُمُ
نَعَم تُفَدَّى بِكَ الأَحياءُ عَن طَرَفٍ
مِن ثُكلِها وَتُهنَى الأَعظُمُ الرِّمَمُ
فَما دُفِنتَ وَأيمُ الله في جَدَثٍ
وَإنَّما دُفِنَ المَعرُوفُ والكَرَمُ
حاشا جَلالَكَ أَن تُنسَى وَما قَدُمَت
بِهِ اللَّيالي وَإن أَودَى بِكَ القِدَمُ
إن يَخلُ كَفُّكَ مِن سَيفٍ وَمِن قَلَمٍ
فَشَدَّ ما حِمداهُ السَّيفُ والقَلَمُ
رَعياً لأيّامِكَ اللاَّتي غَضارَتُها
وَطيبُها في الشُهُور الأَشهُرُ الحُرُمُ
وَبَلدَةٍ لا يُرَى في حُسنِها إرَمٌ
ذاتُ العِمادِ وَلا في فَضلِها إرَمُ
يا حَسرَتا لَو أفادَت كَبداً
حَرَّى وَيا نَدَماً لو يَنفَعُ النَّدَمُ
فَرَّطتُ فيكَ وَأيامي مُساعِدَةٌ
والدّارُ جامِعَةٌ والشَّملُ مُلتَئِمُ
وَما عَرَفتُكَ حَتَّى صِرتَ لا أمَماً
هَلاّ عَرَفتُكَ لَمّا دارُنا أمَمُ
بَيني وَبَينَكَ مِن أنسابِنا رحِمٌ
إلَى الإخاءِ وَمِن آدابِنا رحِمُ
قَد كُنتَ لي ولأهلِ الأرضِ شَمسَ هُدىً
فَأصبَحَت أفلَت لا لي وَلا لَهُمُ
يُقَلّدُونَكَ في الأَمرِ الَّذي جَهِلُوا
وَيَقتَفُونَكَ في الشَّيءِ الَّذي عَلِمُوا
أما وَحَقَّكَ فالحَقُّ الَّذي لَكَ يا
مَولَى الوَرَى قَسَمٌ ما بَعدَهُ قَسَمُ
إني لَئِن إن أُرَى حَيّاً وَقَد بَرَحَت
بِكَ النَّوَى يا شَقيقَ الرُّوحِ مُحتََشِمُ
وإن بَكَيتُ فَما أنصَفتُ إن فنيتَ
رَوحي عَلَيكَ وَلَو أنَّ الدُّمُوعَ دَمُ
إن عارَضَتكَ المَنايا في الشَّبيبَةِ لَم
يَنظُر إلَى عارِضَيك الشَّيبُ والهَرَمُ
وَإن أصابَكَ رَشُّ مِن غَمامَتِها
فالشّامِتُونَ إليهِم سَيلُها العَرِمُ
فَليسَ يُعجِزُها أنفٌ بِهِ خَنَسٌ
إذا استَكانَ لَها أَنفٌ بِهِ شَمَمُ
فاذهَب فَما بِأُوَيسٍ مُلِّئت قَرَنٌ
دَهراً وَلا بِكُلَيبٍ مُلِّئَت جُشَمُ
وَقَد مَضَى حاتِمٌ عَن طَيِّه وَمَضَى
زَيدُ القَنا وَمَضَى عَن مُرَّةٍ هَرَمُ
عَدت عَلَيكَ وَراحَت رَحمَةٌ وَسَرَت
تَترَى وَامَت عَلَى أنصابِكَ الدّيمُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة بأي هدي إمام تهتدي الأمم
قصيدة بأي هدي إمام تهتدي الأمم لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.