بادر شبابك قبل الشيب والعار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بادر شبابك قبل الشيب والعار لـ أبو نواس

اقتباس من قصيدة بادر شبابك قبل الشيب والعار لـ أبو نواس

بادِر شَبابَكَ قَبلَ الشَيبِ وَالعارِ

وَحَثحِثِ الكَأسَ مِن بِكرٍ لِإِبكارِ

مِن قَهوَةٍ لَم تَزَل تَخفى وَيَحجُبُها

كِنُّ الحَرائِرِ عَصراً بَعدَ إِعصارِ

ظَلَّت مِنَ الدَهرِ أَزماناً مُخَدَّرَةً

يَصونُها كَنَفٌ مِن بَيتِ خَمّارِ

مِن قَعرِ جَوفٍ ذي ساقٍ بِلا قَدَمٍ

نيطَت بِدَنٍّ عَظيمِ البَطنِ هَدّارِ

مُمازِجُ الخَلقِ مِن زِفتٍ بِطانَتُهُ

وَالظَهرُ مِن فَوقِهِ بِنيانُ فَخّارِ

فيهِ مُدامٌ كَعَينِ الديكِ صافِيَةٌ

مِن مِسكِ دارينَ فيها نَفحَةُ الغارِ

يا رُبَّ لَيلٍ طَرَقنا بَيتَ صاحِبِها

بِفِتيَةٍ كَنُجومِ اللَيلِ أَحرارِ

فَقامَ مُستَنبِطاً لِلراحِ في ظُلَمٍ

يَسعى إِلى شَبَحٍ في كِنِّ أَستارِ

فَقالَ بَعضُهُمُ لَمّا رَأَوا عَجَباً

في الكَأسِ تَحتَ الدُجى مِن زِندِها الواري

شَمسُ النَهارِ وَماذا وَقتُ طَلعَتِها

وَقالَ بَعضُهُمُ ضَوءٌ مِنَ النارِ

حَتّى إِذا نَقَلَت كاساتِها خُرُدٌ

مِن بَينِ ذي قُرطُقٍ أَو ذاتِ زِنّارِ

جاءَت بِمُشرِقَةٍ تُهدى السَراةُ بِها

إِن ضَلَّ في ظُلمَةٍ عَن قَصدِهِ الساري

كَأَنَّها عِندَ مَسِّ الماءِ مِنجَزَعٍ

وَالماءُ يَجزَعُ مِنها شِبهَ فَرّارِ

في حَلبَةِ الحانِ جانٌ خَلفَهُ شُهُبٌ

مُبادِرٌ راعَهُ شَخصٌ بِإِنفارِ

وَالكَأسُ تُمسِكُها مِن أَن تُراعَ فَما

تَنفَكُّ فيها بِإِقبالٍ وَإِدبارِ

عَروسُ خِدرٍ مِنَ الياقوتِ نَشرَبُها

تُكِنُّ تَحتَ سَماها بَدرَ أَقمارِ

تَبدو لَنا عُطُلاً حَتّى إِذا مُزِجَت

حَلّى لَها المَزجُ سِمطَي دُرِّ قَسطارِ

كَأَنَّهُ بَرَدٌ في الطَوقِ مِنتَظِمٌ

في غَيرِ سِلكٍ وَلَم يوثَق بِمِسمارِ

وَخادِلٍ مِن جَواري الحَيِّ تُسعِدُها

أَصواتُ مُختَلِفٍ مِن وَقعِ أَوتارِ

مِن بَينِ بَمٍّ إِلى مَثنىً وَمَثلَثِهِ

وَما خَلى ذاكَ مِن أَصواتِ أَوتارِ

نيطَت إِلى بَدَنٍ كَالخَلقِ لَيسَ لَهُ

روحٌ وَلَكِنَّهُ مِن تَحتِ نَجّارِ

أَتاهُ في غَيضَةٍ فَاِختارَ جَيِّدَهُ

وَظَلَّ يَنحى لَهُ قَطعاً بِمِنشارِ

مُعَقرَبُ الرَأسِ كَالمِسراجِ صَنعَتُهُ

سِحرٌ وَما مَسَّهُ تَعقيدُ سَحّارِ

تَمَّت مَلاويهِ حَتّى خِلتَ خِلقَتَها

أَصابِعاً حُرِّكَت مِن مِفصَلِ جارِ

يَحكي صَداهُ مَجيدَ الصَوتِ إِذ نَطَقَت

مِنهُ اللُغاتُ عَلى طَبلٍ وَزَمّارِ

فَذاكَ قَبلَ نُزولِ الشَيبِ عادَتُنا

لَكِنَّنا نَرتَجي غُفرانَ غَفّارِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بادر شبابك قبل الشيب والعار

قصيدة بادر شبابك قبل الشيب والعار لـ أبو نواس وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن أبو نواس

الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح الحكمي بالولاء. شاعر العراق في عصره. ولد في الأهواز من بلاد خوزستان ونشأ بالبصرة، ورحل إلى بغداد فاتصل فيها بالخلفاء من بني العباس، ومدح بعضهم، وخرج إلى دمشق، ومنها إلى مصر، فمدح أميرها، وعاد إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي فيها. كان جده مولى للجراح بن عبد الله الحكمي، أمير خراسان، فنسب إليه، وفي تاريخ ابن عساكر أن أباه من أهل دمشق، وفي تاريخ بغداد أنه من طيء من بني سعد العشيرة. هو أول من نهج للشعر طريقته الحضرية وأخرجه من اللهجة البدوية، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.[١]

تعريف أبو نواس في ويكيبيديا

الحَسَن بن هانِئ بن عَبد الأَوَّل بن الصَباح الحكِّمي المَذحَجي المكنى بأبي عَليَ المعروف بأبي نُوَاس (145هـ - 198هـ) (762م - 813م)، شاعر عربي، يعد من أشهر شعراء عصر الدولة العباسية ومن كبار شعراء شعر الثورة التجديدية. وُلد في الأهواز سنة (145هـ / 762م). ونشأ في البصرة، ثم انتقل إلى بغداد واتّصل بالبرامكة وآل الربيع ومدحهم، واتصل بـالرشيد والأمين. وقد توفي في بغداد سنة (199هـ / 813م). شعر أبي نواس صورة لنفسه، ولبيئته في ناحيتها المتحرّرة، فكان أبو نواس شاعر الثورة والتجديد، والتصوير الفنّي الرائع، وشاعر خمرة غير منازع. ثار أبو نواس على التقاليد، ورأى في الخمرة شخصًا حيّاً يُعشق، وإلاهةً تُعبد وتُكرم، فانقطع لها، وجعل حياته خمرةً وسَكْرة في موكب من الندمان والألحان، ينكر الحياة ويتنكر لكل اقتصاد في تطلّب متع الحياة. شاعر الملاحظة الدقيقة والإحساس العنيف، شاعر الهجران الذي يكثر من الشكوى. وهكذا كان أبو نواس زعيم الشعر الخمري عند العرب. ولكنه تاب عما كان فيه واتجه إلى الزهد، وقد أنشد عدد من الأشعار التي تدل على ذلك.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أبو نُوّاس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي