بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف لـ الشريف الرضي

اقتباس من قصيدة بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف لـ الشريف الرضي

بِالجَدِّ لا بِالمَساعي يُبلَغُ الشَرَفُ

تَمشي الجُدودُ بِأَقوامٍ وَإِن وَقَفوا

أَعيا مِنَ الدَهرِ خُلقٌ لا دَوامَ لَهُ

البَذلُ وَالمَنعُ وَالإِنجازُ وَالخُلُفُ

واطٍ بِجَفوَتِهِ أَعقابَ خُلَّتِهِ

يَوماً وَدودٌ وَيَوماً مَلَّةٌ طَرِفُ

راحَت تَعَجَّبُ مِن شَيبٍ أَلَمَّ بِهِ

وَعاذِرٌ شَيبَهُ التَهمامُ وَالأَسَفُ

وَلا تَزالُ هُمومُ النَفسِ طارِقَةً

رُسلُ البَياضِ إِلى الفَودينِ تَختَلِفُ

إِنَّ الثَلاثينَ وَالسَبعَ اِلتَوَينَ بِهِ

عَنِ الصِبا فَهوَ مُزوَرٌّ وَمُنعَطِفُ

فَما لَهُ صَبوَةٌ يُبكى بِها طَلَلٌ

وَلا لَهُ طَربَةٌ يُعلى بِها شَرَفُ

أَينَ الَّذينَ رَمَوا قَلبي بِسَهمِهِمُ

وَلَم يُداوُوا لِيَ القِرفَ الَّذي قَرَفوا

يَشكو فِراقَهُمُ القَلبُ الَّذي جَرَحوا

مِنّي وَتَبكيهِمُ العَينُ الَّتي طَرَفوا

كَم جاءَني الخَوفُ مِمّا كُنتُ آمَنَهُ

وَكَم أَمِنتُ الَّتي قَلبي بِها يَجِفُ

قَد يَأمَنُ المَرءُ سَهماً فيهِ مَوقِعُهُ

وَقَد يَخافُ الَّذي يَنأى وَيَنحَرِفُ

لَمّا رَأَيتُ مَرامي الظَنَّ خاطِئَةً

وَدونَ ما أَرتَجي مِنكُم نَوىً قُذُفُ

صَرَفتُ نَفسِيَ عَنكُم وَهيَ غانِيَةٌ

وَالنَفسُ تُصرَفُ أَحياناً فَتَنصَرِفُ

ما هَزَّ فَرعَكُمُ يَأسٌ وَلا طَمَعٌ

وَلا مَرى دَرَّكُم لينٌ وَلا عَنَفُ

وَلا لَكُم في ثَنايا الجودِ مُطَّلَعٌ

وَلا لَكُم في ظُهورِ المَجدِ مُرتَدَفُ

يَأبى لِيَ العِزُّ وَالغَرّاءُ مِن شِيَمي

إِمساكَ حَبلِ غُرورٍ ما لَهُ طَرَفُ

هَبها ضَبابَةَ لَيلٍ أَنتَ خابِطُها

إِنَّ الظَلامَ وَإِن عَنّاكَ مُنكَشِفُ

تَنَظَّرِ الصُبحَ إِنَّ الصُبحَ مُنتَظَرٌ

وَالفَجرُ يُعرِبُ عَمّا أَعجَمَ السَدَفُ

كَأَنَّني يَومَ أَستَعطي نَوالَكُمُ

دانٍ مِنَ الصَخرَةِ الصَمّاءِ يَغتَرِفُ

وَيَومَ أَدعوكُمُ لِلخَطبِ أَحذَرُهُ

داعٍ يُبَلِّغُ مَن قَد ضَمَّهُ الجَدَفُ

ما كُنتُمُ مِن سُيوفي إِذ هَزَزتُكُمُ

هَزَّ النَوابي إِذا أَمضَيتَها تَقِفُ

يا راعِيَ الذَودِ لا أَصبَحتَ في نَفَرٍ

تَروى البِكارُ وَتَظما الجِلَّةُ الشُرُفُ

ما أَعجَبَ القِسمَةَ العَوجاءَ يَقسِمُها

الدارُ واحِدَةٌ وَالوِردُ مُختَلِفُ

لَئِن حُرِمتُ مِنَ العَلياءِ ما رُزِقوا

لَقَد جَهِلتُ مِنَ الفَحشاءِ ما عَرَفوا

لَأُرحِلَنَّ المَطايا ثُمَّ أُبرِكُها

حَيثُ اِطمَأَنَّ النَدى وَاِستَوطَنَ الشَرَفُ

كَأَنَّما في رِجالِ الرَكبِ خاطِرَةٌ

تَعانَقَ الدَوُّ وَالنَأجِيَّةُ العُصُفُ

بِدارِ أَغلَبَ ما في وَعدِهِ خُلُفٌ

لِلراغِبينَ وَلا في حُكمِهِ جَنَفُ

حَيثُ الحُقوقُ قِيامٌ في مَقاطِعِها

وَكُلُّ مَن حاكَمَ الأَيّامَ مُنتَصِفُ

راضَ الأُمورَ عَلى أولى شَبيبَتِهِ

فَالرَأيُ مُحتَنِكٌ وَالعُمرُ مُؤتَنِفُ

يُحيي المَكارِمَ أَبناءٌ لَهٌ وَرَدوا

كَما بَنى المَجدَ أَباءٌ لَهُ سَلَفوا

يا اِبنَ الأولى نَزَلوا العَلياءَ خالِيَةً

مَنازِلَ الدُرِّ يُرمى دونَهُ الصَدَفُ

المُقدِمينَ فَلا ميلٌ وَلا عُزُلٌ

وَالحامِلونَ فَلا جَورٌ وَلا ضَعَفُ

لي فيهِمُ خَلَفٌ مِن كُلِّ مُفتَقَدٍ

وَرُبَّما جازَ قَدرَ الذاهِبِ الخَلَفُ

في كُلِّ يَومٍ عَدُوٌّ أَنتَ قائِدُهُ

قَودَ الجَنيبِ لِما عَسَّفتَ مُعتَسِفُ

في السَلمِ دافِقَةٌ شُؤبوبُها خَضِلٌ

وَالرَوعِ بارِقَةٌ ذو رَعدِها قَصَفُ

فَمِن شِعابِ نَدىً أَمواهُهُ دُفَعٌ

وَمِن طِعانِ قَناً آبارُهُ خُسُفُ

تَغدو كَأَنَّكَ وَالهاماتِ طائِرَةٌ

جانٍ مِنَ الحَنظَلِ العامِيِّ يَنتَقِفُ

كَأَنَّ سَيفَكَ ضَيفُ الشَيبِ لَيسَ لَهُ

عَنِ الرُؤوسِ إِذا ما جاءَ مُنصَرَفُ

فَاِستَأنِفوا العِزَّ مُخضَرّاً زَمانُكُمُ

كَأَنَّما الدَهرُ فيكُم رَوضَةٌ أُنُفُ

وَاِبقَوا بَقاءَ الدَراري في مَطالِعِها

إِلّا البُدورَ فَإِنَّ البَدرَ يَنكَسِفُ

تَسعى البِكارُ مُعَنّاةً وَقَد مَلَكَت

أولى الجُمامِ عَلَيها الجِلَّةُ الشُرُفُ

إِذا رَأَينا قِوامَ الدينِ راكِبَها

فَلَيسَ في ظَهرِها لِلقَومِ مُرتَدَفُ

فَقُل لِمُعتَسِفٍ يَرجو لَحاقَهُمُ

لَبِّث فَقَد بَلَغوا العَليا وَما اِعتَسَفوا

لَوَ اِنَّ عَينَ أَبيكَ اليَومَ ناظِرَةٌ

تَعَجَّبَ الأَصلُ مِمّا أَثمَرَ الطَرَفُ

وَنى عَنِ السَعيِ فَاِستَرعى مَساعِيَهُ

مُدَرَّباً بِطَريقِ المَجدِ لا يَقِفُ

قَد يَسبُقُ الخَيلَ تاليها وَإِن كَثُرَت

مِنها الفَوارِطُ يَومَ الجَريِ وَالسَلَفُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف

قصيدة بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف لـ الشريف الرضي وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي. أشعر الطالبيين على كثرة المجيدين فيهم. مولده ووفاته في بغداد، انتهت إليه نقابة الأشراف في حياة والده وخلع عليه بالسواد وجدد له التقليد سنة 403 هـ. له ديوان شعر في مجلدين، وكتب منها: الحَسَن من شعر الحسين، وهو مختارات من شعر ابن الحجاج في ثمانية أجزاء، والمجازات النبوية، ومجاز القرآن، ومختار شعر الصابئ، ومجموعة ما دار بينه وبين أبي إسحاق الصابئ من الرسائل. توفي ببغداد ودفن بداره أولاً ثمّ نقل رفاته ليدفن في جوار الحسين رضي الله عنه، بكربلاء.[١]

تعريف الشريف الرضي في ويكيبيديا

أبو الحسن، السيد محمد بن الحسين بن موسى، ويلقب بالشريف الرضي (359 هـ - 406 هـ / 969 - 1015م) هو الرضي العلوي الحسيني الموسوي. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها. عمل نقيباً للطالبيين حتى وفاته، وهو الذي جمع كتاب نهج البلاغة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف الرضي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي