باليمن ركبك يغتدي ويروح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة باليمن ركبك يغتدي ويروح لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة باليمن ركبك يغتدي ويروح لـ أحمد الكاشف

باليمن ركبُك يغتدي ويروحُ

ويغيب محمودَ الثرى ويلوحُ

نعمت بقربك أنفس ذهبت بها

في بُعدك الأشواق والتبريح

لك وحدك الوادي الخصيب ونيله

ولربك التقديس والتسبيح

فمجاهد لك في البلاد تعينه

بمؤذن لك في العباد يصيح

شهدت بنجدتك الممالك واقتدى

بك في المشارق أعجم وفصيح

يا خير أركان الخلافة إن ما

تبديه برهانٌ لمصرَ صحيح

وأبرَّ أعوان الخليفة حسبُهُ

في الأمر والتدبير منك نصيح

أرضاك منه ثناؤُهُ الغالي كما

أرضاه منك ولاؤك المشروح

وأجبت دعوته وأنت موفق

والدهر سلم والمجاز فسيح

ودخلت عاصمة الخلافة شيقاً

والصلحُ مَرْضِيُّ الشروطِ مليح

حيَّى جلالك عسكر وسفائن

ومدائن ومعاقل وصروح

مشهودة فيها شمائلُك التي

أجملتها ونضارُك الممنوح

كم شد مغوارٌ عزائمه بها

ونجا أسير واستطبَّ جريح

ذكروا بعهدك عهد جدك والتقت

آثاره وصنيعك الممدوح

أنسوا بنجواك التي أخفيتها

حيناً وجئت بها لمصر تبوح

عقبى التجارب وهي غُرٌّ سمحة

وثمار ذاك الرأي وهو صريح

حَدِّثْ عن الشرق الذي مكنته

هذا الحديث الحلو فهو صريح

واشرح لنا سبل السلامة بعدما

أعيى العدى التجنيد والتسليح

ماذا جنى جار عليهم مشفق

كم بات وهو العائل المفدوح

غفل الحماة عن الذمار وأدبروا

حتى أبيح ذمارهم وأبيحوا

وتخاذلوا حتى إذا دفعوا الأذى

عنهم عصاهم موجهم والريح

وتفرقوا شيعاً وتلك جناية

لم يمحها إلا الدم المسفوح

خلت المدائن والقرى فلأهلها

ولِنَبْتِها التطويح والتصويح

فمجال كل مرابطٍ مستهدفٌ

وفؤاد كل موحد مقروح

لم يبق إلا أعزلٌ متخلِّفٌ

وكأنه بين الذئاب ذبيح

ومتوج بالسيئات موشح

لم يغنه التتويج والتوشيح

يمشي على طلل القلاع تشفِّياً

بدماء حارسهن وهو طريح

كم ضج فيها مسجد مما جنى

أجناده وكم استغاث ضريح

ما اجتازها جذلان حتى هاله

جيش مبيد للطغاة مجيح

وكأنه مما توقد طائر

وكأنه فيما أسيل سبوح

وتدارك الصدر ابن عمك أمة

وهنت عزائمها وضاق الروح

وطغت عليها الحادثات فلو أتى

لنجاتها نوح لأخفق نوح

نصرت سعيد الدولة ابن حليمها

فُرَصٌ يقدرها لها ويتيح

وتنازع الملك الأعادي بعد ما

جمع العدى بغيٌ عليه قبيح

سلبوه ثم تقاتلوا فأزاحهم

عن ذلك السلب الثمين مزيح

عن أخت أندلسٍ جلاهم جحفلٌ

متربص للباقيات طموح

غضبانُ جبار العقاب إذا رأى

متنمراً وعن المنيب صفوح

أخلاق مقتدر مراحم ظافر

فكأنها بعد الفتوح فتوح

ذل العدى ووفى الغريم وأنصفت

صحف وطاب شجٍ وجاد شحيح

إن سرحوا تلك الجيوش ضئيلةً

فإلى معاد ذلك التسريح

وتدوم أضغان الطغاة ولو أتى

لعلاجها بعد المسيح مسيح

تعدو الشعوب على الشعوب وفي غد

تهوى عروش ملوكهم وتطيح

قد كان يفصل بينهم ذو قوة

كم هان جبار له وجموح

يقظان في البلقان يطفئُ نارَه

ومثيرُها بلهيبها ملفوح

لو حكَّموه كما تعوَّد لم يكن

في الأرض إلا طاعة وجنوح

مولاي شاقنيَ الجنابُ وراقني

أمل لشعبك في الجناب صبيح

غنَّيتُ أبطالَ الخلافة بعد ما

كادت تنوح عليهمُ وأنوح

لك أنعم عندي وعند علاك لي

شعر يضيء بذكرها ويفوح

شرح ومعاني كلمات قصيدة باليمن ركبك يغتدي ويروح

قصيدة باليمن ركبك يغتدي ويروح لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي