بان اصطبارك لما بانت الظعن

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بان اصطبارك لما بانت الظعن لـ عباس القرشي

اقتباس من قصيدة بان اصطبارك لما بانت الظعن لـ عباس القرشي

بان اصطبارك لما بانت الظعن

واقفرت من هواك المسعف الدمن

والنفس ان فقدت عهد السرور ولم

تركن إلى صبرها أودى بها الحزن

ما صبر ذي غربة بالروم ليس له

إلف بدار ثوى فيها ولا سكن

يقضي النهار فان جنّ الدجى طرقت

همومه وتحامى جفنه الوسن

لا تعذلوني على ما قد منيت به

إني بما قدر الرحمن مرتهن

وبي من البين وجد لا خفاء به

باد وآخر مثل النار مكتمن

قد كان شرخ شبابي في غضارته

تظلني والهوى أفنانه اللدن

فأخلقت جدته الأيام وانصرمت

تلك الجبال وولى ذلك الدرن

واصبح الشيب في رأسي يلوح به

للنفس مني إلى ورد الردى سنن

دع ذا وقل في منيف ما يكافئه

عن بره فلقد زادت له المنن

كم قد أفادك من مال ومعرفة

وحكمة ما وعت أمثالها أذن

فتى جميع سجايا الخير قد كملت

فيه فمنفرد منها ومقترن

من لم تزل داره في كل آونة

مأوى لكل غريب ماله وطن

وكل عاف وذي قربى وأرملة

وبائس ويتيم خانه الزمن

جادت يداه عليهم بالنوال كما

جادت على ممحل بالوابل المزن

ولا يصون نفيس المجد من أحد

إلا امرء لنفيس المال ممتهن

قد صغر الناس في عيني مخبره

فما بهم من يساويه إذا وزنوا

كما هو روح لا يحيط به

وصف وهم ان تناهى وصفهم بدن

لقد تعادل فيه خصلتا كرم

قول مصيب وفعل كله حسن

يزينه الصمت عما لا انتفاع به

فان تكلم فهو المصقع اللسن

لم يأتمن أحداً في السرذ وهو على

ما استودعوه من الأسرار مؤتمن

حتى لقد كان يخفى سرّ صاحبه

عن موضع حل فيه الحب والاحن

مويد العزم لا يشكو إلى أحد

صرف الزمان إذا حلت به المحن

حلو لاخواته لانت خلائقه

لهم ومرّ على أعدائه خشن

ماضي العزيمة ما في طبعه خور

عند الخطوب ولا في رأيه افن

نعم الملاذ منيف عند نائبة

لم يغن في دفعها الاخوان والخبن

هو الأديب الذي تجلو بديهته

كنه الامور التي يعي بها الفطن

ما ضاق يوما له باع بمكرمة

ولا تعلق في أعراضه درن

وماله غير أن يسعى بمهمته

لعزّ دولته أو دينه شجن

إن الزعيم بنصر واعتلاء يد

لدولة هو من أركانها ركن

قاد المعالي فانقادت بأجمعها

له فأضحى لها في كفه الرسن

لا تعجبوا منه أن نال العلى ومضى

قدما فمثل ضيف بالعلى قمن

من معشر ما اعتراهم يوم مسغبة

أيوم ملحمة بخل ولا جبن

ولا ترى دوحة طابت ارومتها

إلا وطاب لها في عرفها فنن

شرح ومعاني كلمات قصيدة بان اصطبارك لما بانت الظعن

قصيدة بان اصطبارك لما بانت الظعن لـ عباس القرشي وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن عباس القرشي

عباس بن محمد بن عبد علي الجعيفري القرشي الربعي النجفي المعروف بمدثر. أديب حر، وشاعر مطبوع. قال عنه صاحب الحصون: كان لغوياً شاعراً ماهراً بليغاً لسناً، خطاطاً يكتب الخط الجيد. نشأ في النجف محباً للعلم والأدب، وحضر على جملة من الفضلاء، وتعاطى الشعر وكان ذا قريحة جيدة، فبرع في نظم الشعر. رحل في طلب العيش فجاب البلاد وطاف بإيران، ودخل خراسان والشام وحلب والقسطنطينية ودخل مصر. مات وهو في طريق العودة إلى النجف في نواحي حلب ودفن هناك. له شعر جيد.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي