بان الحبيب فبان الصبر والجلد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بان الحبيب فبان الصبر والجلد لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة بان الحبيب فبان الصبر والجلد لـ ابن قلاقس

بانَ الحبيبُ فبان الصّبرُ والجلَدُ

وأورثَ الجسم ناراً حرّها كبَدُ

كيف السلوّ عن الأحباب ويحكُمُ

عند الرحيل وقلبي شفّهُ الكمَدُ

لله دَرُّ فتاةٍ غادةٍ جمعَتْ

من المحاسنِ شيئاً ما لهُ عددُ

صادَتْ بمقلتِها الآسادَ خاضعة

وما عجيب لها أن تخضع الأسْدُ

في جيدها ذهبٌ في ثغرِها شنبٌ

في طرفها قُضُبٌ في ريقها شُهُدُ

الخصْرُ ذو وهَنٍ والردفُ ذو سِمَنٍ

والناسُ من زمنٍ ماضٍ لها شهِدوا

أنّ المحاسن طُراً فيك قد جمعت

وفي أعاديك نارٌ في الحشى تقِدُ

إن لامني في هواكَ اللائمونَ لقد

حادوا عن الحقّ حقاً والهُدى جحَدوا

لو أبصروكِ وحقِّ الله طالعةً

كالبدرِ فوق قضيبٍ ناعمٍ سجدوا

لما غدَتْ عيسُها تمشي على مَهَلٍ

نادَيْتُ من حُرَقٍ هل في الورى أحدُ

يُجيرُني من هواها إن في كبِدي

ناراً من الشوقِ لا يسطيعُها الكبِد

يا أيها الحافظُ الحبْرُ الإمامُ ومَن

عليه من بعدِ ربِّ العرشِ يُعتمَدُ

أنت الذي ما يضاهيه ويشبهُه

في الخَلْقِ والخُلق ما بين الورى أحد

فأنت بحرٌ لمن وافاكَ مجتدياً

وأنت بدرٌ وما بين العدى أسدُ

واللهِ لو رام أهلُ الأرضِ قاطبةٍ

مِثلاً له طولَ هذا الدهرِ لم يجِدوا

أكرِمْ به أريحيّاً مِصقَعاً فطِناً

عليه ألويةُ الأفضالِ تنعقِدُ

يروي حديثَ النبيّ المصطفى فله

فيه سماعٌ صحيحٌ زانَه السّندُ

قد صحّ عندي وعند الناس كلّهمُ

بأنه في علوم الشرعِ منفَردُ

يحنو علينا كما يحنو على ولدٍ

أبٌ رؤوفٌ ويوفي بالذي يعِدُ

وما نُبالي إذا ما كان مقترباً

منا نداه جميعَ الناسِ لو بعُدوا

يا مَنْ أياديه تَتْرى ليس يجحَدُها

إلا أناسٌ لفضل الله قد جحَدوا

تهنّ قد أقبل الشهرُ الأصمّ وقد

وقاكَ صرْفَ الردى ربُّ العُلى الصّمدُ

وهاكَها غادةً بكراً أتاكَ بها

نصرٌ وأنتَ له دون الورى السّندُ

واسلَمْ وعش في نعيمٍ دائمٍ أبداً

وأنعُمٍ ما لها حدٌّ ولا عددُ

ما لاح برقٌ وما ناحت مطوّقةٌ

وما بدا كوكبٌ جِنْحَ الدُجى يقِدُ

تبقى كذا في نعيمٍ ما له أمدٌ

تعيشُ ألفاً ولا تعلو عليك يدُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة بان الحبيب فبان الصبر والجلد

قصيدة بان الحبيب فبان الصبر والجلد لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي