بتجلي النور على الطور
أبيات قصيدة بتجلي النور على الطور لـ علي أفندي الدرويش

بِتَجلِّي النورِ على الطورِ
وبسرِّ كتابٍ مسطورِ
مكتوبٍ بالقلم الجاري
أزلاً في رقٍّ منشور
إذ تثبت فيه أو تمحو
ما كان لنا من مقدور
هذي أضيافُك قد وفدوا
يا رب البيت المعمور
يرجون كريماً يمنحهم
من فيض البحر المسجور
قد أدهش عن موسى قصص
هو عبرة عين التعبير
فيسر فؤاداً محزوناً
بل يحزن قلب المسرور
قصصٌ بالسر الروحاني
قد أدهش عقل المبهور
فرعون علا في الأَرض على
أسباط الجيش المقهور
فيذبِّحُ أبناءً يستح
يي نساءهم ربُّ الزور
قد قال لأهلِهِ موسى إن
ني آنستُ الأنسَ المورى
من نارٍ آتيكم منها
قبساً فتغشَّى بالنور
فأتاها نودي يا موسى
إني أنا ربُّ التنوير
اخلع نعليك فإنك في
وادي التقديس المحبور
أن بورك من في النار ومن
حول اللألاء المشهور
وأن ألق عصاك فلما رآ
ها اهتزت فوق المنظور
ولَّى من خيفته موسى
والله أمام المذعور
ودعا فرعون بهم شراً
ودعاه موسى للخير
وتجبر آمرهم فيهم
وتكبر فوق المأمور
فألان القول لفرعونٍ
وآراه آيَ التحذير
إذ أخرج من جيب يده
بيضاء إليه بلا ضير
بالباطل قد جمع السحا
ر وليس الحق بمسحور
بحبالهمُ وعصيِّهمُ
خيلت حيات التنفير
قد نودي أقبل يا موسى
لا تخش فكلٌّ تسخيري
يا موسى ألق عصاك ترى
ما يعجز أهل المحذور
ثعباناً يلقف ما صنعوا
من تخييل أو تصوير
بطل المسحور وساحره
والسحر فهم في تكبير
سجد السحار بما نظروا
من معجز أمر المأمور
قالوا آمنا يا موسى
فليقض بنا ذو التعزير
وأراد البطش بهم فرعو
ن بجيش جرّار السير
فتتبعهم ومضى موسى
هرباً لليم المعبور
قلنا يا موسى اضرب بعصا
ك البحر فشُقَّ على الفور
وأراد لحاقهم فرعو
ن فخاب رجاء الشرير
وانضم على فرعون ومن
معه فمقالُ المغمور
آمنت بربك يا موسى
لو صح مقال المقهور
وبنو يعقوب نجوا منه
وأتاهم وعد التبشير
إذ واعدهم بالطور الأي
من عند الشجر المبرور
وعليهم أنزلت السلوى
والمنُّ بأرض التطهير
أعطى الألواح بموعده
موسى ورقى في تكبير
ليناجي اللَه فناجاه
بكلام ليس بتصرير
قد كلم موسى تكليماً
عار عن حرف مذكور
فرأى أمراً قد أدهشه
من نور ليس بمحصور
فتبصر في النور الأسنى
واشتاق لغير المنظور
إذا قال له ربي أرني
انظر للسر المستور
ناداه اللَه كيف ترا
ني بل فانظر للمظهور
وتجلى اللَه على سينا
بجلال القهر على الغير
قد خر به موسى صعقاً
وأفاق مديم التفكير
نادى سبحانك تبت إلي
ك فقد جاوزت مدى طوري
وإلى هارون أتى موسى
مما لاقى في تغيير
ألقى الألواح وقد ألفى
أقواماً ضلوا بالنور
وأتى بالعجل فحرَّقه
وقضى فيهم بالتكفير
ورأى هارون فعزَّره
والحق له في المعذور
العقل تحير بينهما
في مختارٍ أو مجبور
فبموسى اللَه هدى وبمو
سى اللَه أضل بتقدير
لكن الظاهر أيسر لي
والباطن ليس بميسور
تاهوا بالعجل فتاه بهم
في التيه الجو المهجور
والكل سيرجع للَه
من منقوم أو مغفور
أدعوك بآياتٍ ضاءت
يا جابر قلب المكسور
وبما ناداك به موسى
بالطور تيسِّر تعسيري
وعيون الصخرة إذ ضربت
بعصاً فَجَرَت بالتفجير
كم عينٍ تدفُقُ في طور
وفؤاد يخفق كالطير
من حمل ذنوب مثقلةٍ
أو ترك صلاح مأثور
فعبيدك طال حسابُهُمُ
فاَلطف واسمح بالتحرير
عرفات وإن لم ندركه
فالطور بشير المأجور
وببيتٍ للَه فيه
كصباحٍ في ظلم الدير
فتقبل رب ضراعتنا
واغفر وارحم ذا التقصير
اُلطف بالحي وساعده
منا وارأف بالمقبور
وانصر أهل التوحيد على
أهل التثليث المنكور
واشرح صدر الإسلام أبا
إلهامي أهل التصدير
بالعقل السامي والعضل ال
نامي والنصل المشهور
والقدر الأرقى والذكر ال
أبقى والسعي المشكور
اللَه يلاحظ دولته
ورعيته بالتعمير
وعوائده في تكبير
وحواسده في تصغير
وينير الملك بإلهامي
باشا المسعود التحرير
لعزيزك يا مصر انفردت
رايات العز على الدور
صارت كالجنة مصر به
وبه نعماه كالحور
بمآثره ومكارمه
شرحٌ أغنى عن تفسيري
لا تدرك غاية مدحته
في منظوم أو منثور
اللَه يجعله سعياً
مشكوراً مبرور الدور
عباسُ الحكم وبسامٌ
بالحلم بجودٍ ممطور
وبطور سنين ملائكة
تدعو ببقاء المنصور
فله الحسنات مؤرخة
بشرى الصدر فوق الطور
وصلاة اللَه وتسليمٌ
فاحا في الكون بتعطير
وتحيات كالنور على
ذات المخلوق من النور
طه والآل وأصحاب
والحمد تمام التقدير
شرح ومعاني كلمات قصيدة بتجلي النور على الطور
قصيدة بتجلي النور على الطور لـ علي أفندي الدرويش وعدد أبياتها خمسة و ثمانون.