بحار ندى من بعضها نبع البحر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بحار ندى من بعضها نبع البحر لـ العشاري

اقتباس من قصيدة بحار ندى من بعضها نبع البحر لـ العشاري

بحار نَدى مِن بعضها نَبع البَحر

وَنور هُدى مِن ضوئه طَلع الفَجر

تَبَدت وَكانَت في الوجود ضَميمة

بِآل بَني فَخر لَها عرف الذكر

نُجوم إِذا ساروا إِلى غَيهب الوَغى

أضاءَت لَهُم شُهب الصَوارم وَالنَجر

جِبال عُلوم سادة علوية

صَغيرهم عَلامة علم بحر

إِذا طَلَعوا كانوا أَهلة مَجلس

تَحوط عَبيداً وَهوَ ما بَينَهُم بَدر

بَعيد مَدى لَو سابقته إِلى العُلى

رِياح الصبا شَأواً لَكانَ لَهُ الفَخر

وَلَو ساجلته السُحب في مَسقط النَدى

لَجَفت عزاليها وَكانَ لَهُ القَطر

وَحَسبك مِن نوء إِذا مَد كَفه

حباء جَرى مِن كُل أَغلة نَهر

إِذا ما عَلا يَوماً مِن الدَهر شَيظما

تَرى أَسَداً مِن تَحتهِ يحفر النسر

تسنم مِن ظَهر المَفاخر هَضبة

لَهُ شادها المُختار وَالحَيدر الطهر

تَهب رِياح الجود مِن رَوض كَفه

وَيظهر مِن أَسرار غرته النَصر

أَمولي العلى يا مَن لَهُ الفَضل وَالحجى

وَقَرع الكماة الصيد وَالفتكة البكر

سَمعت بِكُم حَتّى إِذا جاءَ مخبراً

بِكَ الحسن الزاكي وَحق لَنا الأَمر

جَلا عَنك أَوصافاً بِها يَفخر السُهى

وَيقصر عَن إِدراك أَقصرها الحجر

مَناقب غر كُلَّما قص جُملة

تَلألأ مِن مصباح غرتها الفَجر

يُشاكلها لطف النَسيم فَيَنثنى

وَفي برده مِن طيب عنصرها نَشر

وَأملى لَنا أَسفار مجد وإَنَّهُ

إِذا ما تَلا سفراً يعن لَهُ سفر

وَأعجزه تِعداد ما رامَ نَشره

وَضاقَ بِهِ ذرعاً وَأَدركه الحَصر

جَوامع أَخبار أَحاديث صحة

بِها ديننا يَسمو وَيَنطمس الكُفر

وَلَم يَأل جُهداً غَيرَ أَن رامَ سُؤدداً

كَقَطر النَدى عداً وَهَل يحسب القطر

وَلَم أَدرِ قَبلَ البين أَن يفجع العلى

بِدرة خدر طالَما صانَها الخدر

فَريدة قَوم قَد أنيطت قُلوبهم

عَلَيها كَما نيطت بِأَفلاكِها الزهر

غذوها بِأَلبان القُلوب وَمهدوا

بِساطاً لَها في القَلب يَعرفه الصَدر

فَكَم سَهرت مِن دونها أَعيُن لَهُم

حذاراً عَلَيها أَن يَقوم بِها ذعر

وَحيدة أَعمام لَها وَعَشيرة

حَنايا عَلَيها أَن يحاولها الدَهر

فَما شَعَروا إِلا وَقَد علقت بِها

أَنامله وَالدَهر مِن شَأنه الغَدر

فَأَمسوا حَيارى لا شُعور وَلا حجى

سِوى أَعيُن تَجري وَأَدمعها حُمر

مَصائب سود أَدركتهم فَمَزقَت

عُرى صَبرهم وَالصَبر عَن مثلها صَبر

هِيَ الشَمس في عُرس الفَخار محلها

فَوا أَسَفاً هَل كَيفَ غَيبها القَبر

وَكانَت لجيد المَجد عقداً منظماً

فَقُولوا لَهُ يا مَجد قَد عطل النَحر

بَكَت فَقدها الزَهراء إِذ فجعت بِها

وَخالاتها الأَطهار وَالسادة الغُر

عَلَيها نَعت زهر النُجوم كَآبة

وَفاضَت عَلَيها مُقلة الشَمس وَالبَدر

وَلَم أَنسَ إِذ جاءَ النعي وَأَظلَمَت

قُلوب الوَرى حُزناً وَقَد عَظم الأَمر

وَجلت شؤون الدمع مِن كُل ناظر

وَأذهل مِنهُ العَم وَالخال وَالصهر

وَلاح شعار الحزن مِن حُسن الرضا

وَقالَ وَنظم الدَمع في خَده نَثر

أَعيني جودا بِالبُكاء لدرة

عَلى فَقدِها تَبكي القَلائد وَالدر

أَعيني جودا بِالبُكاء لحرة

مَضَت وَلَها في طَي أَحشائِها جَمر

أَعيني جودا بِالبُكاء لدمية

محجبة في قَصرِها فَخَلا القَصر

أَعيني جودا بِالبُكاء بحرقة

غَدا بَينَ أَثناء الضُلوع لَها حر

أَعيني جودا بِالبُكاء وَجددا

ثِياب العنا وَالحُزن قَد نَفد الصَبر

سَأبكيك ما انهل الغَمام وَما جَرَت

غيوث وَلاحَ البَدر أَو طَلَعَ الفَجر

سَأبكيك عَن حزن بعبرة ثاكل

وَمُقلة مَحزون طَرائقها عَشر

سَقاها الحَيا مِن حرة أَن قَبرها

حَديقة فردوس وَذراته عطر

وَلا برحت في جنة الخُلد تَنثَني

لَها الحور والولدان وَالحلل الخضر

وَثبتك الرَحمن بِالصَبر وَالهُدى

وَكانَت لَكَ العَقي وَتم لَكَ الأَجر

وَلا زِلتُم يا آل فَخر وَحَيدر

بحار نَدى مِن بَعضِها نبع البَحر

شرح ومعاني كلمات قصيدة بحار ندى من بعضها نبع البحر

قصيدة بحار ندى من بعضها نبع البحر لـ العشاري وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن العشاري

هـ / 1737 - 1780 م حسين بن علي بن حسن بن محمد بن فارس البغدادي الشافعي نجم الدين أبو عبد الله. يعود أصله إلى العشارة وهي بلدة تقع على ضفة نهر الخابور وكانت تابعة في العهد العثماني إلى لواء دير الزور، ولد وتعلم ببغداد، وفي تاريخ ولادته خلاف إذ وجد رسالة كتبها باسم والي بغداد إلى الشريف مسعود بن سعيد بن زيد المتوفى سنة 1165هـ‍ وهي بالتالي تناقض التاريخ الذي ذكره المرادي أنه ولد سنة 1150هـ‍. وكان من أساتذته الشيخ جمال الدين عبد الله ابن حسين السويدي البغدادي المتوفى سنة 1174 هـ‍ وولده الشيخ عبد الرحمن السويدي المتوفى سنة 1200هـ‍ وكان خطه جميلاً نسخ به كثيراً من الكتب. له: (حاشية على شرح الحضرمية لابن حجر الهيتمي) ، (حاشية على جمع الجوامع في أصول الفقه) ، (رسالة في مباحث الإمامة) ، (ديوان الشعر) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي