بحب الملاح وعشق العذارى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بحب الملاح وعشق العذارى لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

اقتباس من قصيدة بحب الملاح وعشق العذارى لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله

بِحُبِّ المِلاحِ وَعِشقِ العَذارى

ومُرِّ الغَرام خَلعتُ العِذارا

وَوَردِ الخُدودِ ومَيلِ القُدودِ

وَهَزِّ البنودِ شَرِبت العُقارا

شَربت عقارَ الهِيامِ صَبوحاً

فَزدت بِذاتِ الخِمارِ خِمارا

رَداح تَميسُ كَخوطَةِ بانٍ

فَصَفَّقَ قَلبي إِلَيها وَطَارا

وَدَعجاء رودٍ وَحَوراء خودٍ

تَبَدَّت تسلُّ العقولَ اِحوِرارا

وَهَدباء تَرمي نِبالاً بِغَمزٍ

أَصابَ فُؤادي فَصادَفَ نارا

مَريضَةُ جَفنٍ صَحيحةُ سِحْرٍ

فَقَلبي أَذابَ وَعَقلي أَطارا

مَليكةُ حُسنٍ رَفيعةُ شَأنٍ

تَظلُّ المُلوكُ لَدَيها أسارى

مَليحَةُ ذاتٍ رَشيقَةُ قدٍّ

بِشَمسِ المُحيّا تَبَدَّت جَهارا

بَدا الخالُ فيه كَنُقطَةِ مِسكٍ

فَأَصبَحَ فيها الأنامُ حَيارى

هوَ البدرُ في الشَّمسُ حلّ ولو لم

تَكُن حَرقتهُ لَفيها أَنارا

وَلَمّا عَلى خَدِّها اِسودّ قالَت

له صِرْ لخدّيَ خالاً فصارا

فَإِن تَبتَسِم أَو تفُهْ بِكَلامٍ

تَرى البرقَ يَظهَرُ لا يَتَوارى

وَخَمرُ لَماها يَفوحُ كَمِسكٍ

فَعُشّاقُها مِنهُ تَبدو سكارى

غَزالَةُ سِربٍ تَصيدُ الضّواري

فَتَملِكُهُم قوّة وَاِقتِدارا

تُغازي فُؤادي بِغزل لِحاظٍ

فَصارَ أَسيراً يَخِرُّ اِنكِسارا

تَحلَّى بِها الحُسنُ إِذ تَخِذَتهُ

عَلى الجِسمِ وَصفاً لَها لا إِزارا

فَلا لَيلَ إِلّا الذّوائبُ منها

وَلا شَمسَ إِلّا الجبينُ اِستَنارا

أَرى كلَّ أُفقٍ بِها مُستَضيئاً

وَكُلُّ زَمانٍ أَراهُ نَهارا

تَعشّقتها حينَ أَن كُنت حَملاً

فَهِمْتُ بِوَجدي أَجوبُ القِفارا

أُحبُّ اِقتِراباً إِلَيها وَمنها

وَهاتيكَ طَبعاً تَحبُّ النِّفارا

وَزادَ غَرامي وَوجديَ فيها

وَكَم في هَواها عَدِمتُ اِصطِبارا

أُساقُ بِوَجدي لِعَذبِ هَواها

وَلَستُ أُساق إِلَيهِ اِختِيارا

كَتَمتُ هَواها وما بُحتُ فيه

وَكادَ فُؤادي يَموتُ اِنفِطارا

فَباحَت دُموعي بِدونِ اِختِياري

لِأَنّ عُيوني اِنفَجرنَ اِنفِجارا

فَسالَت دِماءً وَطَوراً كحبرٍ

وَحيناً عَقيقاً وَتاراً بِهارا

هَجرتُ مَنامي وَإنّيَ بَيني

وَبَينَ النّجومِ جَعلت السّمارا

وَكَيفَ مَنامي وَكَيفَ نعاسي

وَإِنّي أَرى العاشِقين سَهارى

وَما العاشِقونَ بِغَير أَسامٍ

وَإِنّي المُسمّى فَخلِّ اِفتِكارا

وَلَيسَ الكِرامُ بِغَيرِ عليٍّ

أَخي الجودِ أَدناهُ يَحكي البِحارا

رَحيبُ الرِّحاب وَبَحرٌ عُبابٌ

فَأنّى يُضاهَى وأنّى يُجارَى

كَريمُ السّجايا شَريفُ الطّباع

حَميد المَزايا أقَامَ الفَخارا

عليُّ الجَنابِ بِحسٍّ وَمَعنى

رَفيعُ المَكانَةِ سامٍ مَنارا

بِعَرشِ المَعالي لِكرسيِّ مَجدٍ

عَلَيهِ تَربّى بَنى العزَّ دارا

هزَبْرٌ هَصورٌ وليثٌ جسورٌ

وقرْمٌ غَيورٌ يقيل العِثارا

يَصولُ بِعَزمٍ يَجولُ بِحَزمٍ

وَيَسطو بِعَضْبٍ يَجرُّ البَوارا

عَلى أَصهَبٍ يَسبقُ الرّيحَ جرياً

وَفي لَمْحِ طرفِيَ كَالطّيرِ طارا

أَغرُّ أَصيل إِذا قَد عَلاهُ

وَسارَ كَالطودِ بِاللَّيثِ سارا

يَطولُ عَلَيهِ الهِلال بِكفٍّ

فَيَهوي على الطَّوع كَيفَ أَشارا

بِفكرٍ أعاديهِ إِنْ جالَ قالوا

لنحو الفَرار البِدارَ البدارا

وَلَو وَهِموا أن يكرَّ عليهم

لَولَّوْا وَقالوا الفِرارَ الفِرارا

وَهَل فارِسٌ قامَ في الحَربِ يَعدو

يَشقُّ لِهذا الهِزَبْرِ غبارا

تَحلّى بِحلمٍ عَلى حسنِ خلقٍ

وَضَمَّ الكَمالُ إِلَيهِ الوقارا

وَفيهِ أَرَدت إِطالةَ مَدحي

وَلَكِن لِعَجزي وَدِدت اِختِصارا

فَمَهما أَطَلت اِعتَلاني قصورٌ

وَشَأنُ المُقصّر يُبدي اِعتِذارا

فَهاكَ أَخا الفَضلِ بِكراً عَروساً

أَجَدْتُ لِمَدحك فيها اِفتِكارا

خَريدَةُ حُسنٍ بَديعةُ نَظمٍ

وَصُغتُ البلاغَةَ فيها سِوارا

يَتيمَةُ درٍّ تعزُّ وجوداً

وَعَنها تَعرَّت خَزائن دارا

فَأَقبِلْ عَلَيها ولا ترَ عَيباً

فَمِثلُك يسترُ عَيباً وَعارا

وَدُمْ بِأَمانٍ وَحِصنٍ حَصينٍ

وَعِزٍّ مَنيعٍ مُعاذاً مُجارا

مَدى الدّهر ما صاحَ صُبحاً هزارٌ

وَما قَد أَجابَ الحمامُ الهِزارا

وَما خَلَع الصبّ مِثلي عذارا

بِحبّ المِلاحِ وَعشقِ العَذارى

شرح ومعاني كلمات قصيدة بحب الملاح وعشق العذارى

قصيدة بحب الملاح وعشق العذارى لـ المفتي عبد اللطيف فتح الله وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن المفتي عبد اللطيف فتح الله

المفتي عبد اللطيف فتح الله

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي