بدا من محياه ضوء الشفق
أبيات قصيدة بدا من محياه ضوء الشفق لـ رضا الهندي

بدا من محياه ضوء الشفق
وبرق الحيا من سناه ائتلق
غزال غزا باللحاظ القلوب
ومرَّ بها حبه فاعتلق
ذكت جذوة الحسن في خدّه
لذا عنبرُ الخال فيها احترق
عليه الجمال جرى جدولاً
طغى فعلاه حباب العرق
كأن خمائل روض الخدود
يسيل بها منه ماءٌ غدق
حمى وردها بسهام الجفون
فمن رام يقطف منها رُشِق
ودبَّت عقارب أصداغه
على الخد تحرس ورداً أنق
علاقة حب له في الفؤاد
تسعر في القلب منها حرق
يميس على نسقٍ قدُّه
فيعطفه الدلُّ عطف النسق
إذا أسدل الفرع فوق الجبي
نِ يريك ذكاء بداجي الغسق
ويرنو بمقلة ريم النقا
وما اللحظ إلا حسام ذلق
فلو نفث السحر من طرفه
لما زاد هاروت إلا رهق
يجيل النطاق على ناحل
كجسم المتيم لا بل أدق
كأن روادفه المثقلا
ت قوى الخصر حتى وهى واسترق
نفور حكى الريم في مقلة
وجيد يزين حليَّ العنق
أتاني مستتراً بالظلام
فنمَّ عليه شذاه العبق
لئن خرس الحجل في ساقه
ففي الخصر عقد النطاق نطق
فسلَّمَ ثم انثنى للوداع
فما خلت إلا خيالاً طرق
وراح وأقراطه في قلق
فعاد الفؤاد به ذا قلق
خفوق فؤادي يحكي الوشاح
على الكشح مهما تثنى خفق
كأن فلق الصبح من وجهه
فمذ كشف الفرع عنه انفلق
فلو شامه عاذلي في هواه
تلا قل أعوذ بربِّ الفلق
بروحي أفديه من شادن
لطيف التثني بديع الخلق
أدار علينا كؤوس المدام
وأسكرنا منه سحر الحدق
يشوب الطلى برضاب اللمى
ويجلو الكؤوس فيجلي الغسق
مشعشعة عتقت في الدنان
قديمة عصر وعهد سبق
تشابه وجنته والكؤوس
فلم يدر أصفاهما والأرق
فقم واصطبح في رياض السرور
بقرقف كاس الهنا واغتبق
ألست ترى الروض في بهجة
تبسم عن نوره المؤتلق
مطارفه فوَّفتها الغمام
فمن أحمر وبياض يقق
تضوع منه أريج العبير
وفاح شذاه لمن ينتشق
شرح ومعاني كلمات قصيدة بدا من محياه ضوء الشفق
قصيدة بدا من محياه ضوء الشفق لـ رضا الهندي وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.