بدت تتهادى بين سرب كواعب
أبيات قصيدة بدت تتهادى بين سرب كواعب لـ محمد الغلامي

بدت تَتَهادى بين سرب كَواعِب
فَلاحَت كَشَمس الافق بين الكَواكِب
بَديعَة حسن في حنادِس شعرها
تريني ضيآء الصبح تحت الغَياهِب
بهية خدّ عطرة الريق غادة
رَشيقة قد تَزدَري بالقَواضِب
بذلَت لَها روحي وَمالي بخلوة
وَذاكَ غِنائي منها عَن كل ذاهِب
بسطت لها كف الرجآء فاعرضت
وَصَدَّت وَلَم تبدلنا لين جانِب
بدا قرطها الخفاق يحميه لحظها
فانعم بمسنون حما بعض واجِب
بعثت لَها طيفي رَسولا كَخاطِب
فاصبحت مَسلوب الفؤاد كَحاطِب
برت اعظمى قسراً باسياف جفنها
وَثَنَت بسهم من قسى الحواجِب
بليت بها حتّى رثت لي عواذلي
وَرقَّ لما أَلقاه قَلب المناصب
بَعيدة فهوى القرط معسولة اللمى
عَلى تربها فاقَت بصقل التَرائِب
بِما تَشتَهي بعت السَلامة بالرَدى
وَما عَدّ من يهوى الجمال بخائِب
بَسيمة ثغر تفضح الشمس بهجة
وَتزري بغزلان الفلا بالتَلاعب
بروق سناها أَجرَت الدمع عندما
وَقَد كانَ قدماً ماؤه غير ذائِب
بحور من الأهوال قد خضت غورها
اذا ما اِنقضَت أَردفتها بسباسب
بحرف كنون تحت صاد مدله
سَليلة نجب أَلحقَت بنجائِب
بذا أَبتَغي سعد الوصول لباسل
وَزير جَليل القدر زاكى المَناقِب
بَديع المَعالي أَحمد الجود وَالسخا
كَريم السَجايا من كِرام أَطايب
بيوم الندا تَلفاه في الدست جالساً
وَيوم الردى تَلقاه صدر المواكِب
بجد حوى كلَّ المَفاخِر وَالعلا
وَكَم رتبة قد نالها غير طالِب
بحسن التَواني نال عزاً مكملا
وَما كلَّ ماض في الامور بصائب
بَلى هذبته جودة الرأي وَالنهى
اذا هذبت شخصاً صروف التجارب
بدا من نداه للوفود رغائب
ومن حزمة تَبدو صنوف غَرائِب
به من دَقيق الفكر وَالفهم خصلة
يَرى فيها ما يَبدو وَرآء العَواقِب
بصمصامه كَم فل جَيشاً عرمرما
وَبالكتب طور الا بحمل الكَتائِب
براهينه في المكرمات حَقيقة
وَفي غيره تلغى أَحاديث كاذِب
بغير عيوب الجار ما عدَّ جاهِلا
وَغير الوفا ما عدّ يوماً بِغاصِب
بنى كفه بيت النوال لسائِل
فَلَم يَختَشِ راج لَه منع حاجِب
بنظمى وَنثرى أَبتَغي شكر فضله
عَلىّ لأن الشكر أَسى المَكاسِب
بعز واقبال بقى ما تَرَنمت
طيور وَما غَنَّت حداة الرَكائِب
شرح ومعاني كلمات قصيدة بدت تتهادى بين سرب كواعب
قصيدة بدت تتهادى بين سرب كواعب لـ محمد الغلامي وعدد أبياتها تسعة و عشرون.
عن محمد الغلامي
محمد بن حسن أفندي بن علي بن الشيخ مصطفى أفندي الغلامي. أديب متصوف، له شعر، مفتي الشافعية بالموصل. نشأ في الموصل ومدح في ديوانه (الجمان المنضد) الوزير أحمد باشا بن سليمان باشا الجليلي (الذي تولى الوزارة في الموصل سنة 1227 هـ - 1812 م حتى 1231 هـ - 1815 م) ، ثم عاد فتولى الوزارة سنة1237 هـ حتى توفي سنة 1239 هـ وله مديح أيضاً للوزير يحيى باشا الجليلي.. وصفه عبد الباقي أفندي الفوري الفاروقي بقوله: مفتي الأمة الشافعية ورافع أعلام الطائفة الرفاعية وناشر ذؤابة فضل العترة الغلامية وناثر ورق الفتاوى على الملة الإسلامية.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب