بدور بأفق الملك راق طلوعها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بدور بأفق الملك راق طلوعها لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة بدور بأفق الملك راق طلوعها لـ ابن فركون

بُدورٌ بأفْق المُلْكِ راقَ طُلوعُها

فمالَقَةٌ قد أشرَقَتْ ورُبوعُها

إذا ابْتَسَمتْ فيها الأزاهِرُ لم تَزَلْ

لذلكَ سحْبُ الأفْقِ تَهْمي دُموعُها

تحُلُّ بِوادِيها الكبيرِ وفودُها

فيعْذُبُ فيه وردُها وشُروعُها

وكمْ حَلَّتِ الركْبانُ منها مَعاهِداً

لتُصْبِحَ والآمالُ دانٍ شسوعُها

فبُلّغَ راجِيها وأُسْعِفَ قصْدُهُ

وأُمِّنَ من رَيْبِ الزّمانِ جَزوعُها

ومُذْ أمّلتْ مَوْلَى الخلائِف يوسُفاً

فهَلْ حادِثاتُ الدهْرِ يُخْشى وقوعُها

ووافَت إلى المَيْزِ السّعيدِ وُفودُها

فراقَتْ على تلك البِطاحِ جموعُها

وناصِرُ دين الله يطْلعُ وجْهُهُ

كشَمْسِ الضحى يُعْشي العيونَ طُلوعُها

وهلْ يكْتُمُ الشمْسَ المنيرةَ كاتِمٌ

وأنوارُها في الخافِقَيْن تُشيعُها

بناصِر دين اللهِ عزّ جنابُها

فمَن طائِعُ الأمْلاكِ أو من مُطيعُها

أسَلْتَ دَمَ العُنْقودِ في اللهِ مُظهِراً

لأفعالِ برٍّ في الوجودِ تذيعُها

لذلكَ جادَ الغيْثُ منها أباطحاً

بها زهرُ أزهارٍ جَلاهَا ربيعُها

لك الحُكْمُ فيما شِئْتَ غيْرُ مُدافَعٍ

إذِ الأرضُ في كِلْتا يديْك جَميعُها

وتأتي بما تبْغي سُعودُكَ في العِدَى

وقد ضلّ عاصيها وفازَ مُطيعُها

وتَتْرُكُ آثارُ الجيادِ مَحارباً

لها في الوَغَى يُبْدي السُّجودَ صَريعُها

بحيْثُ الحُسامُ الصّلْتُ نهْرُ حديقةٍ

يَروقُ على شطّيْهِ ورْداً نَجيعُها

ترومُ عُداةُ الدّين عنهُ فرارَها

وأيْن لها عن مضْربيْهِ نُزوعُها

ومن كَبني نصْرٍ إذا شهِدوا الوَغَى

لدَيْهِم من الأبطالِ يبدو خُضوعُها

فكمْ فئةٍ منهُمْ بإفْنائها العِدَى

وبذْلِ النّدى للمعْتَفينَ وَلُوعُها

وفي دوْحَةِ الأنْصارِ طابَتْ أصولُها

وليسَ عجيباً أن حَكتْها فُروعُها

كأنْ ببلاد الكافرينَ بأسْرِها

لمِلك مليك العُدْوتيْن رُجوعُها

وكمْ سابِحٍ يُرْبي عَلَى كلّ سانحٍ

إذا ما ظِباءُ القَفْرِ يبدُو مَروعُها

فتحْنو على الأبطالِ حتّى كأنهُمْ

لديْهِ قلوبٌ ضُمّنتْها ضُلوعُها

مدائِحُكَ الأزهارُ طِيباً فإن سرَتْ

نَواسِمُ أفكارِي عليْها تُذيعُها

وها هِيَ قد ذاعَتْ لديْك وسائِلاً

وحاشاكَ يا مَوْلَى المُلوكِ تُضيعُها

أُجيلُ بمَيْدان البَيانِ قِداحَها

فيَلتاحُ في الأوْصافِ منْك بديعُها

ومن لي بوَصْفِ البعْضِ منها وإنها

ليَقْصُرُ عنها لوْ أتاها بَديعُها

أمَوْلايَ دُم للمَكْرُماتِ تُنيلُها

ندَىً ولأحداثِ الزمانِ تَروعُها

ومَمْلوكُ نُعماكَ الكريمةِ كُلّما

تعرَّضَ للشكْوَى فأنتَ سَميعُها

عبيدُكَ يا مَولايَ مِثلي حَقيقةً

بعزّك حاشَى أنْ يُرامَ خُضوعُها

شرح ومعاني كلمات قصيدة بدور بأفق الملك راق طلوعها

قصيدة بدور بأفق الملك راق طلوعها لـ ابن فركون وعدد أبياتها ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي