برح الخفاء فباح منه المنطق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة برح الخفاء فباح منه المنطق لـ الشاعر التونسي

اقتباس من قصيدة برح الخفاء فباح منه المنطق لـ الشاعر التونسي

برح الخفاء فَباح منه المَنطِق

وَسرت بِذاكض اليعملات الأينق

لهوىّ ثَوى ما بَين قرطاجنة

وَربا الكَرائِم حيث يَبدو الفندق

حللٌ حَواليها الأباطح وَالربا

وَغَدير بوشه فاللوى فالأبرق

لِلّه صب ما له من حيلة

إِلّا المنى وَمَدامِع تتدفق

عمل السلو مكيدة فاِستَحسَن ال

واشون هَذاك السلو وَصدقوا

إِيه إِلَيك فلست أَول عاشِق

قد زور الأعداء عنه وَزوقوا

يا قاتَلَ اللَه الوشاة فكَم لهم

من قولة يَجري عليها التفرق

أطلق غَرامك لا لعى لعثاره

لَو ان روحك في الصَبابة تزهق

هَذا وانك في المَعاني واحِد

فَعلام جفنك في المَعالي يطرق

وَعلام لا تَسعى لغايتك الَّتي

من دونها شهب الكَواكِب تحرق

وَأَراكَ لا تذر التغزل وَالهَوى

وَنَسيج شعرك في الغَرام موفّق

أَلجيرة جضعلوا الحَنايا مَنزِلاً

وَسقوك كاسات الغَرام وَما سُقوا

أَم ظبيّة جعلت فؤادك مرتَعاً

فَعلت به أَفعال من لا يشفق

فَغَدوت مَسلوب الحَشا ذا عبرة

تَهمي وَقَلبك للمعاهد شيّق

بَل قَد شجاك هَوى لدارة رادس

وَالريح تَصفر وَالغصون تصفق

وَالطل ينثر إِذ تكلل جوهراً

وَالزهر في أَكمامه يتفتق

وَالدوح يجلى في حلى أَوراقه

وبدرّ أَنواء الغمام مطوق

وَالطَير يخطب في مَنابر أيكه

وَالنَهر يَجري وَالخَليج مروّف

يا رب لَيل قَد لهوتُ به وَما

مِن طارِق إِلّا الكَواكِب تطرق

وَكأَنَّما بدر السَماء مملّك

يَسري باتباع الكَواكِب تطرق

وَكأن سهيل خاف صولة جائِر

وَغَدا له نهر المجرة خندق

وَالبَرق يومض بالجَنوب كأَنَّه

سَيف ابن ذي يَزَن بَدا يَتألق

واصلت فيه منحنا حَتّى الصَبا

ح اذ الصَباح هُوَ العدو الأَزرَق

رَشأ يغار الغصن من عَطفاته

وَنجدّه ماء الحَياة مرقرق

كانَت خَمائله ربا منوبة

لكنه بَينَ الظَباء مقرطق

مِن سيف مقلته وَأَسمَر قده

يا أَيُّها العشاق خافوا واتقوا

واليكم من قوس حاجبه الَّذي

بِسهامه هدف الحَشاشة يرشق

يَلهو وَيَعبَث بالمحب إِذا دَنا

وَيَقول زوراً إِن نأى فيصدّق

أَدر الزجاجة مِن ثَنايا ثغره

فَبثغره خمر الدنان معتق

واِستَنشَق الريحان من لباته

فالمَندل الهندي منها يعبق

عانقته وَتقى الإِلَه يصدني

عَن منكر وَالقَلب فيه تشوق

وَغنيت عَن طيف يمثله الكَرى

ما إِن له عند المَزار تحقق

يا بارِقاً وَهنا تأَلّق بالحمى

ما لي أَراك كقَلب صبّ تخفق

ما أَنتَ مِثلي في الكآبة وَالجَوى

أَوَ لَيسَ ثغرك بابتسام يبرق

لَو ما ومضت لما تحرك ساكن

أَوَ ما وَميضك للقلوب مغلق

وارحمتاه لشاحط عَن منزل

أَلِف السعادة بابه لا يغلق

ذي سندس وَنَمارِق مَصفوفَة

وَستوره الديباج وَالاستبرَق

أَيا أَيُّها الأَعشى ببيت محلق

فيهِ عَلى نار نَدى وَمحلق

سَقيت بأنداء النَدى جَناته

فَلذاكَ اثمر غرسه ما يعشق

فَنجومه زهر وَإِن شموسه

بهر وان بدوره لا تمحق

لَهفي عَلى بلد تكامل حسنه

الذم فيهِ تعمقٌ وَتغمق

خير البلاد مخصص وَمقيد

وَحَديثه منها الأعم المطلق

يا لائمي كُف المَلام فَإِنَّني

مِن آل بيت شأوهم لا يلحق

من رام شق غبارهم فَكأَنَّهُ

قَد كانَ مطلبه العيوق الأَبلق

ما كنت نَسلاً من لَئيم واضِع

بَل ما جد ينميه فحل معرق

لي موضع لَو كانَ دَهري منصفاً

فَوقَ السها بَل هامه بل مفرق

لا أَرتَضي عوض الحَياة بذلة

فأُرى لأَرباب الجفا أَتَمَلق

كَلا وَلا أَرضى أَكون مخلداً

وَأَرى الغَبي عَن النَهى يتمخرق

وَلَقَد سبحت بلجة أَبغي العلا

مِن دونها جم غَفيرٌ أُغرقوا

وَلئن تغير حالنا عَن عزه

فالبدر يخسف في السَماء فَيغسق

وَلَقَد نَهاني أَن أماجن عارض

عاثَت به خيل المشيب السبّق

وَالعُذر عني عند كل مجانب

دنس الدناءَة فضله متحقق

كفر الَّذي جعل التكبر سنة

وَبأن تصغير الكبار الأوفق

إِن كانَ نال من الزَمان نباهَة

فالفَرز يبلغه الضَعيف البيدق

وَلئن رَمى بحصانه في الحرب قَد

يَلقى الَّذي مَرماهُ فيها أَسبق

إِنّي ألام وَما المَلام بصالح

وَسطا عَلى البازي المطلّ العقعق

فارحم عُبيداً قَد تنغص عيشه

يا رب إِنَّك بالجَميل الأَخلق

ضاءَت ذؤابتنا وَأَظلم يومنا

يا ساءَ ما فرع وَيوم أَزرق

يا غارَة اللَه اصبحي في نصرنا

ان العدو بنومه مستغرق

شرح ومعاني كلمات قصيدة برح الخفاء فباح منه المنطق

قصيدة برح الخفاء فباح منه المنطق لـ الشاعر التونسي وعدد أبياتها تسعة و خمسون.

عن الشاعر التونسي

أبو عبد الله محمد بن محمد بن القاضي المعروف بالشاعر التونسي. ولد بالمنستير سنة 1081 ودرس بتونس العاصمة فأخذ عن علماء عصره وانتهت إليه رئاسة العلم بالمغرب قاطبة. قال عنه صاحب عنوان الأدب: لم ير في عصره أحفظ منه. دخل المشرق فحج وجاور ودرس هناك وابتدأ حاشيته على تفسير أبي السعود بعد أن شرح الديباجة بتونس ثم رجع من المشرق وولي مشيخة المدرسة المرادية. وكان ضريراً فلذلك كان يملي مؤلفاته على تلاميذه من حفظه توفي سنة 1138هـ‍ من تآليفه: حاشية على الوسطى في جزأين، شرح على السلم، وشرح على البيقونية، وشرح على الألفية لم يكمل، وأتم حاشيته على تفسير أبي السعود في عشرين جزءاً.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي