برذوننا اليوم ما به عجب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة برذوننا اليوم ما به عجب لـ القاضي الفاضل

اقتباس من قصيدة برذوننا اليوم ما به عجب لـ القاضي الفاضل

بِرذَونُنا اليَومَ ما بِهِ عُجُبُ

وَكُلُّ ما في حَديثِهِ عَجَبُ

ما ذَقتُهُ ذَنَبٌ عَلى فَمِهِ

بَل هُوَ جُحرٌ غِطاؤُهُ ذَنَبُ

جُحرٌ بِهِ عِندَ جَحرِهِ بَعَرٌ

عَرَفتُهُ تَحتَ ذَقنِهِ كَبَبُ

يا حاسِديهِ عَلى بَلاغَتِهِ

ما كُلُّ مَرمىً يَنالُهُ الطَلَبُ

لِلسَبقِ في كَفِّهِ بِها قَصَبٌ

غُرِّزَ مِن تَحتِ ظُفرِها القَصَبُ

قالوا وَأَقلامُ كَفِّهِ عَصَبٌ

قُلتُ كَذَبتُم أَقلامُها عُصُبُ

وَقَد أَرى الناسَ قَبلَهُ كَتَبوا

كَلّا وَما أَنشَدوا وَلا كَتَبوا

إِن غَلِطَ الكَشطُ في صَحائِفِهِ

سِنُّكَ هَذي المُدى وَذي القُرُبُ

دَعوا لَهُ دُرَّهُ وَحَسبُكُمُ

إِذ قَد قَدَرتُم عَلَيهِ مَخشَلَبُ

الوَيلُ لِاِسمٍ كَتَبتَهُ فَعَلى

حُروفِهِ مِن تُرابِها تُرَبُ

خَليفَةٌ مِن بَني أُسامَةَ لَم

يَعلوا عَلَينا بِهِ وَلَم يَثِبوا

النَمَطُ الأَوَّلُ القَديمُ كَما

يُؤَثِّرُ عَنهُم وَالسِرُّ وَالأَدَبُ

وَشَرحُ ما قالَهُ المُكاتِبُ في الرُق

عَةِ حَتّى تُفَخَّمَ الكُتُبُ

وَهَذِهِ الرِحلَةُ الَّتي عَهِدتُ غَدَت

لا دَرَكُ تَحتَها وَلا سَبَبُ

وَمَقطَعُ الفَصلِ بِالجَوابِ لَهُ

بَلاغَةُ واجِبٌ لَها الغَلَبُ

مِنها اِختَطَبنا بِما كَتَبتَ بِهِ

وَقَد عَرَفنا وَهَتكُهُ الحُجُبُ

وَإِن بَدَأتَ الكِتابَ في رَجَبٍ

وَيُسِّرَ الأَمرُ لَم يَحُل رَجَبُ

هَذا إِلى مَجلِسٍ فُكاهَتُهُ

فاكِهَةٌ بِالقُلوبِ تُنتَهَبُ

في دَولَةِ العُجمِ مِن كِتابَتِهِ

مُعجِزَةٌ أُيِّدَت بِها العَرَبُ

فارِسُ ميدانِهِ الوَسيعِ وَما

يَجحَدُ ما أَدَّعي لَهُ الكُتُبُ

إِن سَمَحَت مِصرُ أَن تُفارِقُهُ

فَإِنَّ بَغدادَ دونَها حَلَبُ

أُعيذُ بِرذَونَهُ بِراكِبِهِ

غَيرُ البَراذينِ داوِها الكَلَبُ

هَرَّ عَلَينا فَقالَ قائِلُنا

هَل يَقَعُ الشَيخُ قُلتُ بَل يَثِبُ

غَيظاً وَنارُ المُغتاظِ موقَدَةٌ

وَغَيرُ أَقلامِهِ لَها الحَطَبُ

أَجرَيتُ ما بَينَنا مَعاتِبَةً

فَليَعتِبِ العاشِقونَ إِن عَتَبوا

وَما جَرى في الحَديثِ مُغضَبَةٌ

بِكُلِّ شَيءٍ مِنكُم وَلا الغَضَبُ

أَيا نَجيباً لَم تَنبِهِ نُجُبٌ

وَلا تَخَطّى سَنامَهُ قَتَبُ

وَلا رَأَيتُ السودانَ راكِبَةً

بِظَهرِهِ مِثلَ ما تُرى القِرَبُ

لا يَطوِ مِن بَطنِكَ الطِرادُ وَلا

يَنشُرَن مِن كُراعِكَ الغَضَبُ

وَلا دَهاكَ التَقبيعُ زاحِرُهُ

وَلا عَناكَ التَقريبُ وَالخَبَبُ

أَدعو لَهُ وَالدُعاءُ أَرفَعُهُ

ما رُفِعَت بِالصِقالَةِ الحُجُبُ

وَلا عَدِمتَ المَراحَ مُتَّصِلاً

يَنقَطِعُ الثُكلُ فيهِ وَالسَلَبُ

يا زارِعِ الشَوكِ إِنَّ غايَتَهُ

أَن يُحصَدَ الشَوكُ مِنهُ لا العِنَبُ

ديوانُنا إِن عَرَتهُ مُغرِبَةٌ

فَإِنَّها عَنهُ لَيسَ تَغتَرِبُ

وَأَيُّ نَدبٍ سِواهُ إِن نُدِبَ ال

كُتّابُ عَجزُ اليَراعِ يَنتَدِبُ

أَنجَبَ مَن بِالنَجيبِ لَقَّبَهُ

كَذا لَعَمري يُعَمِّرُ اللَقَبُ

مِن دونِ مَلكٍ حانِ وِلايَتُهُ

فَأَينَ اَينَ المِرابُ وَالعَرَبُ

أَلَيسَ ذا البَركُ بَينَ صاحِبِنا

وَبَينَ ما يَركَبونَهُ نَسَبُ

وَسيلَةٌ إِن أُضيعَ ناشِدُها

فَالوَيلُ لِلضائِعينَ وَالحَرَبُ

يَأَمُلُها وَالذِمامُ أَيسَرُهُ

تُرعى القَراباتُ مِنهُ وَالقُرَبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة برذوننا اليوم ما به عجب

قصيدة برذوننا اليوم ما به عجب لـ القاضي الفاضل وعدد أبياتها أربعون.

عن القاضي الفاضل

عبد الرحيم بن علي بن محمد بن الحسن اللخمي. أديب وشاعر وكاتب ولد في عسقلان وقدم القاهرة في الخامسة عشرة من عمره في أيام الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله وعمل كاتباً في دواوين الدولة ولما ولي صلاح الدين أمر مصر فوض إليه الوزارة وديوان الإنشاء وأصبح لسانه إلى الخلفاء والملوك والمسجل لحوادث الدولة وأحداث تلك الحقبة من الزمان ولما مات السلطان سنة 589 هـ‍ أثر اعتزال السياسة إلى أن مات في السابع من ربيع الآخر سنة 596هـ‍. له رسائل ديوانية في شؤون الدولة، ورسائل إخوانية في الشوق والشكر، وديوان في الشعر، وله مجموعات شعرية في كتب متفرقة من كتب التراث.[١]

تعريف القاضي الفاضل في ويكيبيديا

عبد الرحيم البيساني، المعروف بالقاضي الفاضل (526هـ - 596هـ) أحد الأئمة الكتَّاب، ووزير السلطان صلاح الدين الأيوبي حيث قال فيه صلاح الدين (لا تظنوا أني فتحت البلاد بالعساكر إنما فتحتها بقلم القاضي الفاضل) وفي رواية لا تظنّوا أني ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم القاضي الفاضل.ولد القاضي الفاضل بمدينة «عسقلان» شمال غزة في فلسطين سنة (526هـ). وانتقل إلى الإسكندرية، ثم إلى القاهرة. كان يعمل كاتبا في دواوين الدولة ووزيرًا ومستشارًا للسلطان صلاح الدين لبلاغته وفصاحته، وقد برز القاضى الفاضل في صناعة الإنشاء، وفاق المتقدمين، وله فيه الغرائب مع الإكثار. قال عنه العماد الأصفهانى: «رَبُ القلم والبيان واللسن اللسان، والقريحة الوقادة، والبصيرة النقادة، والبديهة المعجزة».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. القاضي الفاضل - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي