برق أضاء وكوكب لألاء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة برق أضاء وكوكب لألاء لـ الشيباني الموصلي

اقتباس من قصيدة برق أضاء وكوكب لألاء لـ الشيباني الموصلي

برقٌ أضاءَ وكوكبٌ لألاءُ

أمْ ضوءُ صبحٍ زاحمتهُ ذكاءُ

أمْ طالعُ المولى السعيدُ ترحَّلَتْ

ببهائهِ عن شامِنا الدّهماءُ

أعني به مولى دمشقَ وبدرَها

حَبرٌ لَهُ في المكرماتِ ثناءُ

بحرُ العلومِ الزاخراتِ وكنزُها

مُغني اللبيبِ العمدةُ المعطاءُ

ما ظلَّتِ الخضراءُ أعدلَ حاكمٍ

من مثله أو قلَّتِ الغبراءُ

لا يعتريهِ السهوُ في أحكامهِ

أبداً ولا يُلفى لديهِ رياءُ

فكأنَّهُ ملكٌ لفرطِ بهائِهِ

وكأنَّما أحكامُه إيحاءُ

منْ رامَ يُحصي بالكتابةِ فضلَهُ

أفنى الطَّروس وضلَّه الأحياءُ

ما المسكُ أذكى من خلائفِهِ التي

بحديثِها تَتعطَّرُ الأرجاءُ

ما حاتمٌ في الجودِ عندَ عطائِه

ما جعفرٌ ما الفضلُ ما الخلفاءُ

لم يسألِ الوكلاءَ عن مُتحصَّلٍ

بل كُلُّ محصولٍ لديهِ هباءُ

إن كُلُّ جودٍ في الأنامِ مقسَّمٌ

فله إليه من الورى إيماءُ

لو أنصفَتهُ النيّراتُ إذا مشى

هبطتْ تسيرُ أمامَهُ الجوزاءُ

أو أنَّ ظهرَ الأرضِ أدركَ قدرَهُ

باتتْ تقبِّلُ نعلَهُ الخرساءُ

أهلاً بما أهدى الإلهُ لخلقِهِ

نعمَ العطاءُ وحبَّذا الإِهداءُ

وافى دمشقَ الشامَ وهي مريضةٌ

تشكو الظما ودعاؤُها استسقاءُ

فانهلَّ ماءُ المزنِ حتَّى أنَّه

أروى البلادَ وجادَتِ الأنواءُ

وجرى الغديرُ على الرياضِ فأنبتَتْ

خيراً يدبّج وشيها الأنداءُ

والأرضُ زخرفها الربيعُ كأنَّما

بُسطتْ عليها ريطةٌ خضراءُ

وافترَّ ثَغرُ الدَّهرِ يبسمُ ضاحكاً

وعليهِ من نورِ الوقارِ بَهاءُ

كشفَ الإلهُ الضرَّ عنَّا وانثنتْ

بقدومهِ تتراكمُ النَّعماءُ

وتَمَيَّزتْ عمَّا مضى أمْ كيفَ لا

وبضدِّها تتميَّزُ الأشياءُ

إنَّ الحكيمَ إذا أقامَ ببلدةٍ

حلَّ الشفاءُ بها وزالَ الدّاءُ

وتفرَّقَتْ أيدي الفسوق يصدّها

زمنٌ بهِ تتحيَّر الحكماءُ

والزورُ ولى هارباً من بأسِهِ

وعلاهُ من غضبِ الإلهِ غشاءُ

وانسابَ يركضُ كالثعالبِ في الفلا

وغدتْ عليهِ تلطمُ الحرباءُ

والحقُّ أصبحَ صائلاً متبختراً

بينَ الأنامِ وما عليهِ عناءُ

أحيا ربوعَ العلمِ بعدَ فنائِها

للَّهِ صرفاً ذلكَ الإِحياءُ

بتوددٍ من أهلِها فكأنَّهمْ

لجنابِهِ بينَ الورى أبناءُ

وحباهُمُ بمواهبٍ لا يهتدي

لسبيلِها الأشباهُ والنظراءُ

هذا هوَ الخلقُ الجميلُ بمثلِهِ

تتفاخرْ الفضلاءُ والرؤساءُ

إنِّي ولستُ بشاعرٍ لكنَّما

حسنُ السجايا منهُ والأصداءُ

ألوي بطبعي للقريضِ فصغتُهُ

ذهباً ولي في ضمنِ ذاك دعاءُ

أوجدته بالسبكِ نعم خريدةٍ

منها استعارَتْ عقدَها العذراءُ

عربيَّةُ الألفاظِ ذاكيةُ الشذا

رعبوبةٌ شاميَّةٌ زهراءُ

تسعى إليه كأنَّها من لفظِها

بددُ الجمانِ تضمُّه الحسناءُ

فعساهُ يَمنحُها القبولَ تكرُّماً

ويُعيرها في ذهنِه الإصغاءُ

لا زالَ في حللِ السعادةِ راقياً

أسنى مقامٍ لمْ يصبْهُ عناءُ

في رفعةٍ وعُلوِ قدرٍ دائماً

تسعى لسدَّةِ سعدهِ السعداءُ

ما أسفرَ الصبحُ المنيرُ وأطلعَت

شمسَ النهارِ على الأنامِ سماءُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة برق أضاء وكوكب لألاء

قصيدة برق أضاء وكوكب لألاء لـ الشيباني الموصلي وعدد أبياتها أربعون.

عن الشيباني الموصلي

الشيباني الموصلي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي