برق به أفق الرجاء أنارا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة برق به أفق الرجاء أنارا لـ محمود قابادو

اقتباس من قصيدة برق به أفق الرجاء أنارا لـ محمود قابادو

برقٌ بِهِ أفقُ الرجاءِ أنارا

فَهَدى أماني يَعتِسفن حيارى

أَورى لِيروي كلّ صادٍ ودقهُ

جوداً ويثلجُ غلّةً وأوارا

أَكرم به برقاً كست أنوارهُ

نورَ المنى غبّ الذويِّ نضارا

ما اِرتدّ طَرفي عن مخيلةِ ومضهِ

حتّى تدفّق صوبه مِدرارا

فَاليومَ أكرعُ مِن غيوضِ حياضهِ

وَأُديرُ كاساتِ الرجاء كبارا

يا أيّها المرتادُ مثلي مخفقاً

لم يقضِ مِن أوطانهِ الأوطارا

خَبّر بَني الآمال عنّي أنّني

أَصبحتُ مِن جورِ الزمان مجارا

يمّمتُ أعذبَ مورد ينفي الظما

وَأعزّ ملجا لائذاً أنصارا

أَنزلت آمالي بهِ فتطاوَلَت

تيهاً وَكانت قبل ذاك قصارا

فليزوِ هذا الدهرُ عنّي صرفه

فَلَكم سُقيتُ بِه المرار مرارا

أَيقنتُ أنّي مُدركٌ أملي وإن

عهدَ الورى جرح الزمان جبارا

وَخبَرت منكرَ هزّتي طرباً ولم

أَظفر بِقولي كلّ آتٍ صارا

إِن يغدُ وَعدٌ مِن كريم خلّبا

لَم يعدُ برقُ أبي الفدا إمطارا

أَثنى الإله على النبيّ سميّه

بِالصدقِ في وعدٍ ثنى معطارا

فَلهُ من الإسم المبارك حلية

تَكسوهُ مِن ذاكَ الثناء شعارا

ما مِثلُ إِسماعيل إلّا سيّدٌ

يَهبُ الجزيلَ ويدفع الآصارا

المُكتَسي بردَ الثناءِ مسهّماً

بِحلاهُ مجرورَ الذيولِ فَخارا

وَالمُرتقي أوجَ السيادةِ ناشئاً

وَالمسترقُّ بِفضلهِ الأحرارا

للّه في خضراءِ تونس دولةٌ

رَفَعت بِمولانا المشير منارا

مهما أجلتَ الطرفَ في أركانِها

عايَنتَ أَطواداً رَسَت وبحارا

مِن كلّ أَروعَ تَمتلي الأسماع وال

أَلحاظُ منهُ حكمة ووقارا

هَذا وزيرُ الختمِ مِنهم قد غدا

عُنوانها وَأمينها المُختارا

يمّمهُ وَاِجهد في يمينكَ مُقسِماً

أَن سَوف تمتلئُ اليمين يسارا

وَاِشهد بمرأى منكَ فيه مخابراً

كانَت بِصحبكِ للألى أَخبارا

تَجدُ اِمرءاً للّه يخلص سعيهُ

وَاللّه يَرغبُ جهرةً وسِرارا

قَد ملأ الإيمانُ نوراً صدرهُ

فَرأى الوجودَ وما حواه معارا

فَتراهُ لا يَلوي إِلى غيرِ التقى

وَالجدّ عطفَي أَصغَريه نفارا

خارَ التواضع والتجمّل حلّةً

وَاللينَ برداً والعَفاف إزارا

وَالحقّ نهجاً وَالشريعةَ هادياً

وَالحزمَ عضباً وَالحجى خطّارا

أَلِفَ المروءة ناشئاً فَحَرٍ بهِ

أَن يحمدَ الإيراد وَالإصدارا

مُستبضعاً نصحَ المشيرِ تجارةً

عندَ المهيمنِ لا تُسام بَوارا

فهيَ الّتي أَضحت لصادقِ جدّهِ

قطباً وللتأميلِ منه مدارا

لَم يثنِ عنها للتكاثرِ عزمهُ

يَوماً وَلَم يَستوطئ الأعذارا

أَعظِم به دونَ الخليفةِ باذلاً

نَفسَ الغيورِ غدا يحوطُ ذِمارا

عَضباً جميلَ الصفحِ ما لا ينتهي

فَإِذا اِغتررت به اِستشاك غرارا

أَأَبا الفدا لَقد حَباك مُشيرنا

بِأواصر للودّ لا تَتوارى

لا غروَ أن أصبحتَ صاحبَ ختمهِ

وَغدا بصدرك يودعُ الأسرارا

فَلَقد نَصحتَ وكنتَ قدماً عنده

أَغنى الكفاةِ رويّة وبِدارا

فَاِهنَأ بما أوليتَ غيرَ مُدافع

وَاِنهض بما اِستكفيتَ غيرَ ممارى

وَاِهنأ هناءً لا يحاطُ بكنههِ

بأهلّةٍ عَشِقوا الكمال صغارا

طَلعوا بأفقِ الختنِ حتّى يأمنوا

كَلفاً إِذا ما أَبدروا وسرارا

طَهروا به مِن لمّة الشيطانِ في

بضعٍ كَما طابوا ثنىً ونجارا

أَنجال صنوكَ مفخرِ الوزراء والص

صدر الّذي في المجدِ ليس يجارى

المُصطفى في كلّ عصرٍ من غدا

سَلمانُ آلِ مشيرنا إكبارا

وَاِهنَأ هناءً فوقَ ذلك كلّه

بِهنائهِ وَسنائِهِ مقدارا

فَلأنتَ منهُ مكانةً وجلالةً

عَينٌ تؤازرُ أُختها إبصارا

هَذا هناؤُكَ قَد وفيتَ بوعدهِ

لكنّني لم أبلغِ المِعشارا

إنّي رَأيت مجالَ وصفك واسعاً

أَخشى كلالاً دونه وَعِثارا

حَسبي بَداهة خاطر في مثلهِ

حتّى أعوّد طرفيَ الإحضارا

إنّ الّذي أَجرى بمدحكَ سابقٌ

لكنّه قَد أنسيَ المضمارا

دهمُ الحوادثِ أقطفت مِن ذرعهِ

وَاِستبدلت بنشاطِه إِقصارا

لمّا رأيتُ جنابَ فضلكَ مربعاً

نظّمتُ مِن أزهارهِ الأشعارا

وَزَففتها لحماكَ ألطفَ تُحفةٍ

وَالطيبُ ليسَ يردّ مهما زارا

فَاِقبلهُ مِن روضِ الثنا باكورةً

وَلتُحضهِ ليبادرَ الأثمارا

وَأَعِد طِباعاً قَد ذَوى خضراً ولا

تَمنعهُ مِن ماءِ الحياةِ قُطارا

لأراه قَد قتلَ اِهتماماً مرهفاً

وَأَقام من كنزِ العلومِ جِدارا

وَغَدَت فَضائلهُ وَما من حاسدٍ

بِالمستطيعِ لِصُبحها إِنكارا

مِثلي إِذا لَم يُعنَ مِثلكمُ بهِ

تَذوى نتائجُ فِكره أَبكارا

وَأَخو الفضيلةِ إِن تقاصرَ جدّهُ

جَدّ الحسودُ إِلى حماهُ ضرارا

أَقسمتُ أنّك فاعلٌ كلّ الّذي

أَمّلتهُ باللّه لا أَتمارى

وَكأنّني بكَ قد بَرَرت أليّتي

وَكَفيتني الإعدامَ والإقتارا

وَشَببت في أحشاء حسّادي لظى

لا يطعمونَ بها المنام غرارا

وَحفظتَ فيّ ذمامَ سالفِ صحبة

لا تستجيزُ لِعهدها إِخفارا

وَعطفتَ مِن شمسِ المُشيرِ لِمعدني

لحظاً يرفّ الماس أنّى دارا

لا زالَ سيّدنا المشيرُ محمّدٌ

شَمساً بِهذا القطرِ لا تَتوارى

وَبقيتَ يا نعمَ الوزير وَمن سما

أوج الوزارةِ حوله أقمارا

تزهى بِكم خضراءُ تونسَ بهجةً

وَيفوقُ عَصركمُ بِها الأعصارا

شرح ومعاني كلمات قصيدة برق به أفق الرجاء أنارا

قصيدة برق به أفق الرجاء أنارا لـ محمود قابادو وعدد أبياتها سبعة و ستون.

عن محمود قابادو

محمود بن محمد قابادو أبو الثنا. نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة. برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين. ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.[١]

تعريف محمود قابادو في ويكيبيديا

محمود بن محمد قابادو (1230هـ=1815م - 3 رجب 1288هـ= 7 سبتمبر 1871م) مصلح تونسي. كان كاتبًا وباحثًا في الدراسات القرآنية، وعالمًا إسلاميًا، ومدرسًا من الطبقة الأولى في مدرسة جامع الزيتونة. عمل الشيخ محمود قابادو قاضيًا ثم مفتيًا في تونس. ولد محمود بن محمد قابادو في تونس سنة ونشأ في أسرة أندلسية الأصل لجأت إلى تونس في بداية العهد العثماني في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، ثم نزح والده إلى العاصمة تونس حيث كان يعمل في صناعة الأسلحة. تنقل لطلب العلم بين مصراتة في ليبيا وإستانبول ومكث في الأخيرة أربع سنوات عاد بعدها إلى تونس وعين مدرسا بمدرسة باردو الحربية (المكتب الحربي). كان يحبب تلاميذه للترجمة من الفرنسية. انتقل قابادو إلى جامع الزيتونة حيث عين مدرسا من الطبقة الأولى، عين قاضيا لباردو عام 1277 هـ ثم عين في منصب الإفتاء عام 1285 هـ. له ديوان شعر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمود قابادو - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي