بروحي غريرا بالرصافة قلبه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بروحي غريرا بالرصافة قلبه لـ عبد الباقي العمري

اقتباس من قصيدة بروحي غريرا بالرصافة قلبه لـ عبد الباقي العمري

بروحي غريرا بالرصافة قلبه

لدى ظبية لمياء خلفه رهنا

وقالبه بالكرخ علم أهله

فنون جنون وهو في غيرهم جنا

له في الهوى العذري عذرا إذا لوى

لبان اللوى عطفا وحنَّ إلى المغنى

أتشجيه سعدي والرباب وأنه

يحاول أن يقضي اللبانة من لبنى

إذا ما انتظى من جفن عينيه مرهفا

رجوت فؤادي إن يكون له جفنا

فمقلته تلك المصيبة إنها

لأم الدواهي والدواهي لمن أضنى

ومن قدِّه واللحظ إن ماس أو رنا

يقاسي كقلبي قالبي الضرب والطعنا

يميت ويحيى هجره ووصاله

فلي قربه أبقى ولي بعده أفنى

يعيد ويبدي من طوته يد النوى

وأخنى عليه ما على لبد أخنى

تكلم عيناه القلوب بغمزها

وتتلو إلى السلوان إن عدتمو عدنا

تثنى فأودت بالقلوب طعانه

فما ضره لما تثنى لو استثنى

وهيهات عن قلبي تطيش سهامه

وقد صار منه قاب قوسين أو أدنى

يادرنا والغدر ملء جفونه

ويتركنا ما دام منفصلا عنا

نحورا بلا عقد كؤسا بلا طلى

جسوما بلا روح حروفا بلا معنى

نغيب به عنا إذا كان حاضرا

وإن غاب عنا مثل غيبته غبنا

ترينا نعيما بعد بؤس شؤنه

فمن سيرة خزنا ومن صورة حسنا

ومن قسوة لينا ومن سخط رضا

ومن كدر صفوا ومن بخل منا

تعلمت الحرباء منه تلونا

فتأخذ عنه كل آونة لونا

يروح ويغدو والقلوب بكفه

فآونة يسرى وآونة يمنى

هو المشتري الارواح في نقد وصله

فهل مدَّع في بيع مهجته الغبنا

قضيب إذا ما اهتز ظبي إذا رنا

سنان إذا ما لاح سم إذا رنا

بغير جناح طار عني وانه

لحرَّ وشأن الحر أن يألف الوكنا

علي تجنى قبل ما ناظري جنى

ورود خدود في يد الفكر لا تجنى

إذا قلت قلبي أين حلَّ أجابني

فهل لك من كمِّ به تعرف الأينا

ويبسم عن برق فأبكى بمدمع

إذا شمت ذاك البرق تحسب ذا مزنا

لقد زارني والليل زرَّ جيوبه

علينا ونام النجم عنا وما نمنا

وبت يعاطينا سلافة ريقه

فلله ما أحلى ولله ما أهنى

إلى أن رأينا الليل غطى ذراعه

ضياء نهار صبحه شمس الردنا

ومد يدا تجني من الزهر نرجسا

حكى من عيون العين مقلتها الوسنا

تباشيره لاحت فصاحت بلابل

وغنى هزار الدوح في الروضة الغنا

وسلَّ الدجا من غمده باترا حكى

تبسم عباس ومطلعه الاسنى

بديع معان ذو بيان بسحره

تفنن هاروت وما أتقن الفنا

لي الله من ذي منطق أعجز الورى

وألسنة الافصاح عنه غدت لكنا

لقد رق بشرا مثل ما راق منظرا

وقد دق معنى أن نشخصه معنا

حبيب إذا أنشا صريح إذا انتشى

بديع إذا وشى غريض إذا غنا

ومفتقر مغنى اللبيب للفظه

يعلم في اعرابه معبد اللحنا

ترعرع في حجر النجابة وانثنى

من المجد قبل المهد متخذا حضنا

بلاغته قبل البلوغ قد انتهت

إلى غاية سل عن بديته منا

تسامى على الاقران فهو أجلهم

وأكبرهم عقلا وأصغرهم سنا

وأكثرهم فضلا وأفرطهم ذكا

وأنقدهم فكرا وأشحذهم ذهنا

وأطلقهم وجها وأجملهم حلى

وألطفهم طبعا وأحسنهم حسنى

فأنى لهم إدراك شأواه في العلا

وقد قعدوا عن ذاك أنى لهم أنى

مراث بنعت الآل آل محمد

له الدهر يعطي حين ينشدها الاذنا

ويستوقف الافلاك شجو نشيده

ويستصرخ الاملاك والانس والجنا

فيبكي الحيا والرعد يندب والسما

تمور ووجه الأرض يملؤه حزنا

وينشق زيق الليل للذيل حسرة

ويقرع ثغر الصبح من أسف سنا

فحياه مولاه وبياه من فتى

عبير الثنا من لفظه قد تنشقنا

ولا زال معشوق السجايا محببا

كما نحن عشاق المحاسن لا زلنا

علينا أهلة هذي الشهور

غدت تحصد العمر في منجل

وداست بيادر أيامه

بنات لياليه بالأرجل

وقد نثرته مذاري الخطوب

كنثر الحبوب من السنبل

وقد طحنته رحى النائبات

دقيقا فما احتاج للمنخل

وقد عجنته بماء الصدود

أكف القطيعة في الموصل

وقد خبزته سليمي الهموم

بمسجور تنورها المصطلى

وقد قوِّرته رغيفا رغيف

فقلنا لأم الدواهي كلي

ومر الصبا كنسيم الصبا

ومنه الشمائل كالشمأل

وطار إلى ما ورا الخافقين

يرفرف في خافقي أجدل

وضاع الشباب فرحنا عليه

ندور من الشيب في مشعل

وقد خضبته أكف الغموم

خضابا إلى الحشر لم ينصل

وكان السواد قرابا له

فصار البياض شبا المنصل

بكينا على زمن مدبر

كما الطفل يبكي على المطفل

ولا بد من بعد هذا البكا

سنبكي على الزمن المقبل

تشابه ذا اليوم مع أمسه

فقسنا الأخير على الأول

شرح ومعاني كلمات قصيدة بروحي غريرا بالرصافة قلبه

قصيدة بروحي غريرا بالرصافة قلبه لـ عبد الباقي العمري وعدد أبياتها ثلاثة و ستون.

عن عبد الباقي العمري

عبد الباقي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي. شاعر، مؤرخ. ولد بالموصل، وولي فيها ثم ببغداد أعمالاً حكومية، وتوفي ببغداد. وفيه: أنه كان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. والروض الأزهر وفيه: أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال: (بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي) . له (الترياق الفاروقي-ط) وهو ديوان شعر، و (نزهة الدهر في تراجم فضلاء العصر) ، و (نزهة الدنيا-خ) ترجم فيه بعض رجال الموصل من معاصريه، و (الباقيات الصالحات) قصائد في مدح أهل البيت، و (أهلة الأفكار في مغاني الابتكار) من شعره.[١]

تعريف عبد الباقي العمري في ويكيبيديا

عبد الباقي افندي بن سليمان بن أحمد العمري الفاروقي الموصلي يمتد نسبه إلى عاصم ابن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث انه من ابرز ما انجبت الاسرة العمرية الشهيرة في العراق ومن أشهر رجالات هذه الاسرة في مجالي السياسة والأدب. ولد في الموصل عام 1203هـ/ 1788م، وولي فيها ثم ولي بغداد أعمالاً حكومية رفيعة في الدولة العثمانية منها منصب كتخدا بغداد والموصل و (منصب كتخدا يعني منصب نائب الوالي)، وحينما شغل العمري وظيفة الكتخدائية أختار من اعيان الموصل وفداً رأسه بنفسه ووفد به على داود باشا والي بغداد يلتمسه في تولية يحيى باشا، وكان داود باشا والي بغداد معروفا بالأبهة والكبرياء مايملأ مراجعيه وزائريه هيبة وخوفاً، حتى في يوم الجمعة وهو يوم جلوسه لاستقبال الضيوف وأكثر من ذلك فقد نقل عن مدى تأثير جبروته وغلظته على زائريه أنهم لم يجرؤوا على تناول القهوة التي تقدم في مجلسه. وعلى وضعية هذا الوالي المليئة بالمهابة. دخل عليه الوفد الموصلي برئاسة الشاعر العمري وجلس بجانب الوالي وتناول قهوته التي قدمت له من دون أن تؤثر هيبة الوالي عليه. وبعد أن استفسر الوالي حاجته. اجابه بالبيتين التاليين: يامليك البلاد منيتي حاشاك..... مثلي يعود منك كسيرا أنت هارون وقته ورجائي..... أن أرى في حماك يحيى وزيرا فاعجب الوالي بموقفه ولباقته وجمال توريته فأصدر أمره برفع الطلب إلى السلطان العثماني للموافقة عليه، ولما تميز به الشاعر عبد الباقي من ذكاء ومهارة سياسية وإدارية فضلا عن مهارته الأدبية التي اهلته لتقلد، ومنذ فترة مبكرة من سني حياته منصب كتخدا ولاية الموصل في عهد الوالي يحيى باشا الجليلي وله في الوزير يحيى باشا الجليلي ديوان من الشعر وهو الديوان المسمى نزهة الدنيا في محامد الوزير يحيى. وعبد الباقي العمري هو ابن عم قاسم باشا العمري الذي قاد أول ثورة شعبية ضد الدولة العثمانية في العراق انتهت بمصرع الوالي المعين من قبلها في الموصل وتنصيبه واليا على الموصل، ومن ثم قيادته للحملة العسكرية الموجهة لاسقاط داود باشا والي بغداد وانهاء حكم المماليك في العراق، حيث رافق عبد الباقي العمري ابن عمه قاسم باشا في هذه الحملة وتولى قيادتها بعد مقتله ولحين وصول الجيش الذي يقوده علي رضا باشا اللاز والي حلب، حيث قتل قاسم باشا بعد دخوله بغداد وتنصيبه واليا عليها بفترة قصيرة. وعبد الباقي العمري هو شقيق محمود منيب الذي تولى تربية وتوجيه الملا عثمان الموصلي بعد ان كف بصره وفقد والديه وهو طفل صغير. وعبد الباقي العمري هو عم أحمد عزت باشا العمري الفاروقي رئيس تحرير جريدة الزوراء وهي أول صحيفة عراقية صدرت في عهد الوالي مدحت باشا، والذي شغل منصب متصرف في شهرزور، ثم متصرفا في الأحساء ثم متصرفا في تعز في اليمن. ثم عاد ليقيم في الاستانة مشتغلا بالعلم والأدب ونظم الشعر والتأليف، ومن مؤلفاته كتاب الطراز الانفس في شعر الاخرس. والشاعر عبد الباقي العمري هو أيضا عم والد سامي باشا العمري الفاروقي ابن علي الرضا، عضو مجلس الأعيان العثماني، والملحق العسكري العثماني في برلين، وقائد الحملة العثمانية (الحملة الحورانية) على جبل الدروز في سوريا، وقائد الحملة العثمانية على الكرك في الأردن، ووالي المدينة المنورة لاربع سنوات (1320هـ - 1324هـ)، وقائد الحملة العثمانية التي جهزتها الدولة العثمانية لمحاربة ابن سعود. وعبد الباقي العمري هو جد رشيد العمري متصرف لواء الرمادي في اواخر عهد الدولة العثمانية، وعبد الباقي العمري هو والد جد ناظم العمري صاحب الندوة العمرية في الموصل وعضو اللجنة التنفيذية للدفاع عن عروبة الموصل ضد محاولات ضمها إلى تركيا عام 1925 (وهي لجنة منتخبة من قبل اهالي ووجهاء الموصل كلفت بالدفاع عن عروبة الموصل وعراقيتها). ومن انجازات عبد الباقي العمري قيادة الحملة العسكرية التي جهزتها الدولة العثمانية للقضاء على الفتنة التي شبت بين قبيلتي الزكرت والشمرت في النجف حيث قضى على الفتنة دون أن يريق قطرة واحدة من الدماء ونال بذلك ثناء القبيلتين المتحاربتين ويعد الشاعر عبد الباقي العمري من ابرز الشعراء في مدح آل البيت رضوان الله عليهم حيث اجاد في مدحهم بشعر كثير شغل معظم ديوانه الشهير (الترياق الفاروقي) إضافة إلى ديوانه الباقيات الصالحات، ومن ابرز قصائده في هذا المجال قصيدته الشهيرة في مدح الخليفة الراشد علي بن أبي طالب والتي مطلعها: أنت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا _ ببطن مكة وسط البيت إذ وُضعا_ سمتك امُك بنت الليث حيدرةً _ اكرم بلبوة ليثٍ انجبت سبُعا_ وأنت حيدرة الغاب الذي اسد البرج _ السماويِ عنه خاسئاً رجعا_ وأنت باب تعالى شأنُ حارسه _ بغير راحة روح القدس ما قُرعا وللعمري قصائد غزل عذبة تمور بالرقة والشاعرية، إضافة إلى كتابته أكثر من موشح غني بالصور والظلال وفرح الألوان في الطبيعة المتألقة المتفتحة، وهي موشحات تحتفي بالحياة وتمجد الجمال. وكان له مجلس في بغداد يحضره مع الشيخ أبو الثناء محمود الآلوسي مفتي بغداد، والشاعر عبد الغفار الأخرس، وله مخاطبات ادبية وشعرية رقيقة مع ادباء وشعراء النجف الاشرف، وهو أول من أطلق لقب (الملائكة)، على عائلة الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة، ولقد دون شعر عبد الباقي العمري في ديوانه المعروف ب (الترياق الفاروقي) والذي طبع طبعتين في مصر وطبع طبعة أخرى على مطابع النعمان في النجف الاشرف، ولقد ترجم له الدكتور محمد مهدي البصير في كتابه نهضة العراق الأدبية بطبعتيه الأولى والثانية ترجمة وافية إضافة إلى تراجم أخرى كثيرة لكتاب اخرين. وكان يلقب بالفوري، لإنشاده الشعر على الفور. ويقول صاحب الروض الأزهر «أنه أرخ عام وفاته بنفسه وكتبه بخطه، فقال:[بلسان يوحد الله أرخ ذاق كأس المنون عبد الباقي]». خلف عبد الباقي العمري ثلاثة من الأبناء الذكور هم كل من (سليمان فهيم) و (حسين حسني) و (محمد وجيهي)، هاجر اثنان منهم إلى مصر وهم كل من حسين حسني ومحمد وجيهي وشغلا هناك مناصب مهمة في مصر الخديوية منها متصرفية حلوان وانقطعت ذريتهم هناك، وكان آخر من تبقى من ذريتهم هناك السفير محمد طاهر العمري سفير مصر في الفاتيكان في خمسينيات القرن الماضي، اما سليمان فهيم فقد بقي في العراق وتقطن ذريته حاليا في مدينة الموصل ويعدون من ابرز اعيانها ويمتهن معظمهم زراعة الأراضي الزراعية التي يمتلكونها هناك. ومن عائلته (ياسين ابن خير الله العمري) المتوفى بعد سنة 1235هـ/ 1818م، وهو أحد المؤلفين المشهورين في الموصل. حيث قام الدكتور بدري محمد فهد بتحقيق كتابه (منهج الثقات في تراجم القضاة) وطبع في دار الغرب الإسلامي عام 2010.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي