بروحي من ريب المنون رماها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة بروحي من ريب المنون رماها لـ صالح مجدي

اقتباس من قصيدة بروحي من ريب المنون رماها لـ صالح مجدي

بِرُوحي مَن رَيبُ المَنون رَماها

بِصائب سَهمٍ سالَ مِنهُ دِماها

وَغادَرَني مِن بَعد شَرخ شَبابها

أَنوحُ كَثَكلى جَفَّ ماء بُكاها

أَنوحُ كَثَكلى عِندَ فَقد وَحيدها

تَقطَّع في يَوم الوداع حَشاها

أَنوح كَثَكلى عِندَ فَقد وَحيدها

قَضى بَعلُها فَوراً وَخابَ رَجاها

أَنوح كَثَكلى ماتَ بَعدَ حَليلها

أَخوها وَباقي قَومها وَفتاها

أَعائشُ لَولا أَنَّني لِمحمد

وَليٌّ وَأَخشى أَن يضيع سفاها

لشَيَّع نَعشي قَبل نَعشك صارمٌ

يُبلِّغ نَفسي سؤلَها وَمُناها

أَعائش لَو تفدى بِبَعلٍ حَليلةٌ

لَكانَ لِنَفسي في الفِداء رِضاها

فَقَد كُنت أَرجو قَبل مَوتك أَنَّهُم

يَقولون ماتَ المَجد وَهُوَ فِداها

أَعائش إِن العَيش بَعدَكَ ما صَفا

لِمَن طَلَّق الدُنيا وَحَلَّ وِكاها

أَأَطمَع في الدُنيا وَلَستِ مَعي بِها

وَأَنتَ لِعَيني نُورُها وَضِياها

أَعائشُ حفظي لِلعُهود سَجيةٌ

أَقوم وَإِن خانَ الوَرى بِوَفاها

فَيا طالَما عايَنتِ مني مَودة

يَدوم عَلى طُول الزَمان بقاها

أَعائش صَبري عيل مذ بنت وَاِنقضت

لَيالي مَسراتٍ مَضَت بِسَناها

وَكَيفَ تُطيق الصَبر بَعدك ساعةً

حَشاشةُ صَب في المَنون شِفاها

أَعائش أُمي حينَ ماتَت تخرّبت

دِيارُ أَبي قَبل اِنقِضاء عَزاها

وَعاش قَليلاً بَعدَها بَينَ أَهلِها

عَليلاً حَليفَ الحُزن ثُمَّ تَلاها

وَهَيهات أَني لا أَموت بِحَسرة

سَريعاً عَلى شَمس العُلا وَضُحاها

أَعائش إنّا عَن قَريب سَنَلتَقي

عَلى حَوض ياسين المُشفَّع طاها

وَإنا سَنَنسى ما لَقينا مِن العَنا

وَنَذكُرُ في الجَنات حُسن صَفاها

أَعائش إِني عَنكِ راضٍ فَسارِعي

إِلى رَوض جَنات يَفوح شَذاها

وَفوزي بِرَيحان وَرُوح وَنعمة

وَفاكِهَة لذَّت وَطابَ غِذاها

وَبِالوَصل نَحظى في قُصورٍ مشيدةٍ

لَكِ اللَه في تِلكِ الجِنان بَناها

فَلا كانَ حَبسُ الطَمث أَودى بِجسمها

إِلى ذات جَنب فيهِ عزَّ دواها

وَلا كانَ لَيل السَبت مِن رَجب أَتى

بِصرع وَهَت في الحال مِنهُ قِواها

وَلا كانَ بَعدَ الصَرع خالط عَقلها

ذهولٌ طَوى مَنشور نُور حجاها

وَلا كانَ بَدر جاء يُحيي مَواتها

بطب عَسيف كانَ فيهِ أَذاها

فَإِن اِنصِبابَ الماء مِن فَوق رَأسِها

عَلى رَغم أَنفي كانَ فيهِ بِلاها

وَفي الأَخذ مِنها لِلدّماء مَدامِعي

رَوَت كُل أَرض لا يُقاس فَضاها

وَفي الخَردل المَوضوع مِن فَوق ساقِها

شَواظ بِقَلب فيهِ شيد حِماها

وَفي نَزعها إِتلافُ مُهجةِ سامعٍ

مُطيعٍ مُجيبٍ بِالقبول نَداها

وَلا كانَ شَهرَ اللَهِ سابعُ عَشرِهِ

بَدت شَمسُهُ إِلا بِغَيرِ عَناها

وَلا كُنتَ يا يَوم العَروبة مُشرِفاً

بِفَقد فَتاةٍ لا أُحب سِواها

وَلا كُنتَ يا يَوم الوَداع أَتيتَني

بِما فيهِ عِندي لِلنُفوس شِفاها

وَلا كُنتَ يا صبح القَطيعة مُسفِراً

بِنَزع الثُرَيّا مِن نُجوم سَماها

وَلا كُنت يا لَيل الفراق مُفاجِئاً

بِنَعي الَّتي لي ساغَ بَثُّ ثَناها

فَلَيت سُهادي طُول لَيليَ بِالَّذي

لَها كانَ عَنها رَدَّ بَأسَ رَداها

وَلَيتَ اِهتِمامي بِالبخور أَفادَني

لَها صحة فيها يَطول مَداها

وَلَيتَ اِعتِنائي بِالتَمائم عَمَّها

بِنَفع وَعَنها قَد أَزال عَياها

وَلَيتَ رضاها بِالعِلاج إِطاعةً

لِأَمريَ بِالعُمر الطَويل حَباها

وَلَيتَ غرابَ البين قُصَّ جَناحُه

وَلا كانَ لي قَبل الأَوان نَعاها

وَلَيتَ زَماني ما سَقاني لِفَقدِها

بِكاس فراق بِالهَوان مَلاها

وَلَيتَ المَنايا حينَ فُوِّقَ سَهمُها

إِلى نَحرِها شُلَّت بِمَصرَ يَداها

وَلَيتَ الرَدى ما كانَ جرّد سَيفه

وَشَق بِهِ أَحشاءها وَكِلاها

وَكانَ رَماني مِن كِنانة نبله

بِما فيهِ لي حَتفي وَفيهِ نَجاها

وَيا لَيتَها كانَت بِأَفراح نَجلِها

نَظيم تَحلَّى جيدها بِحلاها

وَكانَت رَأَت مِن نَسله نَحوَ عشرة

بِهم يَزدَهي بَينَ النِساء بَهاها

وَكانَت بِهم عَني إِذا متُّ قَبلَها

تسلت وَعاشَت مَعْهُمُ بِخباها

وَكانَت تَرى في النَوم رُوحي تَزورها

كَما تَشتَهي في صُبحِها وَمساها

فَلَست عَلَيها باخلاً بِحَشاشة

برتها مَواضي صدّها وَجَفاها

وَيا لَيتَني مِن قَبل حَمل سَريرها

وَقفت مَع الأَموات تَحتَ لِواها

وَإِلا مَحى رَسمي لَدى قَبض رُوحها

وَسرت إِلى دار البَقاء وَراها

وَهالوا عَلى جسمي وَجسم حَليلَتي

تُراب الرضا كَيما بِها أَتَباهى

وَأَظفر مِنها في الضَريح بِقُربِها

وَأَرشف مِنها ثَغرَها وَلَماها

وَما كانَ ظَني وَهيَ رُوحي وَراحَتي

بِأَني أَحيا بَعد يَوم فَناها

وَلَكنّ أَمر اللَه في الخَلق نافذ

وَلَيسَ لِنَفس أَن تردّ قَضاها

فطوبَى لَها حَيث المهيمن خَصَّها

بِرَحمته لَما أَراد لِقاها

وَسارَت إِلى جَنات عَدنٍ فَقابَلَت

بِها في نَعيم أُختَها وَأَباها

وَخالتها مَع بنتها وَهيَ طفلة

بِها اِزداد فيها أُنسها وَهَناها

وَرضوان مذ وافته قالَ مؤرِّخاً

لِعيوشةٍ دار النَعيم بَناها

شرح ومعاني كلمات قصيدة بروحي من ريب المنون رماها

قصيدة بروحي من ريب المنون رماها لـ صالح مجدي وعدد أبياتها ستون.

عن صالح مجدي

محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية. وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ. وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط) ، و (ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي